كيفية صلاة التهجد

كتابة:
كيفية صلاة التهجد

كيفية صلاة التهجد

بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن صلاة التهجد تُصلى ركعتين ركعتين، أي أن المتهجد ينهي كل ركعتين بالتسليم، ثم ينتقل للركعتين التين بعدهما،[١] كما أنها في هيئتها وأركانها تشبه الصلاة المفروضة، إلا أنه قد ذكر العلماء بعض الأمور المستحبة في صلاة التهجد، وهي كما يلي:[٢]

  • يستحب أن تُصلى صلاة التهجد في البيت فهي صلاة تطوع وصلاة التطوع يستحب أداؤها في البيت، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (علَيْكُم بالصَّلَاةِ في بُيُوتِكُمْ؛ فإنَّ خَيْرَ صَلَاةِ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ).[٣]
  • يُستحب للمتهجد أن يتسوك بالسواك قبل الصلاة، وذلك لما رواه حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ، يَشُوصُ فَاهُ بالسِّوَاكِ).[٤]
  • يستحب أن يفتتح المتهجد صلاته بركعتين خفيفتين، وذلك لما روي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ).[٥]
  • يستحب أن يقرأ المتهجد جزءًا من القرآن الكريم في تهجده، وذلك لأنه النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفعله.
  • يخير المتهجد بين أن يسرّ بالصلاة أو أن يجهر فيها، إلا أنه يستحب الجهر إن كان فيه تنشيط له، أو كان معه من يستفيد من قراءته، أو ينتفع بها، ويستحب له الإسرار في التهجد إن كان رفع صوته قد يتضرر به أحد غيره.
  • يستحب لمن كان مواظبًا على التهجد، أو كان له تهجدٌ أن يقضيه بين صلاتي الفجر والظهر، وذلك لفضله العظيم فلا ينبغي له تركه.

وقت صلاة التهجد

إن أفضل وقت لصلاة التهجد كما بيّن العلماء أن يصليها المتهجد في الثلث الأول بعد منتصف الليل، أي في جوف الليل، بحيث يقوم بتقسيم الليل إلى أنصاف، ثم يقوم في الثلث الأول من النصف الثاني، ثم ينام آخر الليل، وهذا ما حثّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٦]

وفي الحديث الشريف قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ الصَّلَاةِ إلى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عليه السَّلَامُ، وأَحَبُّ الصِّيَامِ إلى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، وكانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ ويقومُ ثُلُثَهُ، ويَنَامُ سُدُسَهُ، ويَصُومُ يَوْمًا، ويُفْطِرُ يَوْمًا).[٧]

عدد ركعات صلاة التهجد

اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة التهجد، وقيل إنّها تُصلى في الأصلِ مثنى مثنى أي ركعتين ركعتين، وذلك مطلقًا أي عدد شاء المصلي،[١] وذكر بعض العلماء أنه يُستحب أن لا يُزاد في صلاة التهجد على إحدى عشر ركعة، أو ثلاثة عشر ركعة، وهذا هو ما فعلهُ النبي -صلى الله عليه وسلم- واستحبه.[٨]

فقد ورد في الحديث الشريف أنّ أحد الصحابة الكرام سأل عائشة -رضي الله عنها عن صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- لقيام الليل فقال:: (كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ فَقالَتْ: ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا. قالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقالَ: يا عَائِشَةُ، إنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ ولَا يَنَامُ قَلْبِي).[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب عبد العزيز بن عبد الله بن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 135، جزء 10. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، سوريا:دار الفكر، صفحة 1095 - 1096، جزء 2. بتصرّف.
  3. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:6113.
  4. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان ، الصفحة أو الرقم:245 .
  5. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:768 .
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 170، جزء 1. بتصرّف.
  7. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1131 .
  8. أبو مالك كمال بن السيد سالم (2003)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة، القاهرة:المكتبة التوفيقية، صفحة 413، جزء 1. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن 1147، الصفحة أو الرقم:1147.
2554 مشاهدة
للأعلى للسفل
×