كيفية صلاة الجمع

كتابة:
كيفية صلاة الجمع

شعيرة الصلاة

تعدّ الصلاة الركن الأعظم بعد الشهادتين؛ إذ هي عمود الدين وأول ما يحاسب عليها العبد يوم القيامة، كما أنّ ترك الصلاة من أعظم الأمور خطراً على العبد في الدنيا والأخره، وأمّا من ترك الصلاة فإنّه لا يخلو من أن يكون قد تركها جحودًا وقد أجمع العلماء على أنّه يكفّر بهذا المعتقد، ومن تركها تكاسلاً فقد اختلف في ذلك أهل العلم اختلافا قويًا، لكن يبقى تارك الصلاة على شفا خطر عظيم إن لم يتب لربه -تبارك وتعالى-.[١]

أسباب الجمع بين الصلاتين

إنّ مسألة كيفية صلاة الجمع في الحضر أو في السفر هي في أصلها، رخصة من الله -تبارك وتعالى- ورحمة منه على هذه الأمة، فالإنسان معرّض في حياته لأحوال لابدّ منها، وبسببها يشرع للمسلم الجمع بين الصلاتين وهذه الأسباب جمعها الفقهاء بالنسبة للأحاديث وهي على النحو التالي:

  • السفر.
  • .البرد والمطر الذي يبل الثياب.
  • الخوف.
  • المرض.
  • جمع الحاج في عرفة بين الظهر والعصر، وفي مزدلفة بين المغرب والعشاء.
  • وفي العذر، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم جواز الجمع لغير الأعذار السالفة؛ لأنّ أخبار المواقيت ‏ثابتة عن الشارع، ولا تجوز مخالفتها إلا بدليل خاص، إلّا أنّ الحنابلة توسعوا في الأعذار المبيحة للجمع، وقالوا كل عذر أو شغل يبيح ترك الجمعة والجماعة، كخوف المرء على نفسه أو حرمته أو ماله أو تضرر في معيشة اضطرته إلى ترك الجمع، وذهب أشهب من المالكية، وابن سيرين وابن شبرمة وابن المنذر من الشافعية إلى جواز ‏الجمع لحاجة ما لم يتخذه عادة، لحديث ابن عباس المذكور الذي رواه مسلم قال "جمعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ الظُّهرِ والعصرِ وبينَ المغرِبِ والعشَاءِ بالمدينةِ من غير خوفٍ ولا مطَرٍ فقيل لابنِ عبَّاسٍ ما أراد بذلِكَ قال أرادَ أن لا يُحرِجَ أمَّتهُ" [٢]،والراجح أنّ هذا المذهب يؤخذ به إذا اضطر إلى ‏ذلك في غير الأعذار المذكورة، كأن يكون طبيبًا يجري عميلة لمريض، وجاء وقت الصلاة في أثنائها ‏ولا يمكن ترك ذلك، فيؤخر الصلاة أو يقدّمها بحسب الحال، ومسألة كيفية الجمع بين الصلاتين من أهمّ مسائل الفقه المتعلّقة بأم العبادات ألا وهي الصلاة، لذا سيطرح في هذا المقال كيفية صلاة الجمع.[٣]

كيفية صلاة الجمع

ولمعرفة كيفية صلاة الجمع ينبغي أولاً معرفة أقوال الفقهاء في هذه المسألة؛ أجاز جمهور الفقهاء الجمع بين الصلاتين إذا وُجد أحد أسباب الجمع السابقة، إلّا الحنفية فإنّهم لا يرون ‏الجمع لسفر ولا لمرض ولا لغيرها من الأعذار الأخرى، ولا شك أنّ قولهم هذا مردود لمخالفته للأدلة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالجمع بين الصلاتين كما تقدّم، رخصة شرعية سواءً للإمام والمأموم والمنفرد بحسب حال المصلي وهو الراجح كما تقدّم، وأمّا الحنفية فإنّهم لايرون الجمع "التقديم أو التأخير"، بل يقولون بالجمع الصوري وحقيقة هذا ألا يكون جمع لأنّه؛ قد صلى المسلم الصلاة الأولى "الظهر" في أخر وقتها، ثمّ مباشرة يصلي الصلاة الثاني "العصر" في أول وقتها، فيكون حينئذ قد أوقع كل صلاة في وقتها، بصورة جمع صوريّ، وهكذا فإنّه قدّ تمّ توضيح كيفية صلاة الجمع.[٤]

المراجع

  1. "عقوبة تارك الصلاة في الدنيا و الأخرة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2020. بتصرّف.
  2. رواه ابن العربي، في عارضة الأحوذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1/254، صحيح
  3. "حكم جمع المرأة بين الصلاتين في العيد للحفاظ على زينتها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2020. بتصرّف.
  4. "أحوال الجمع بين الصلاتين عند الفقهاء"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-1-2020. بتصرّف.
4331 مشاهدة
للأعلى للسفل
×