كيفية صلاة العيد

كتابة:
كيفية صلاة العيد

كيفية صلاة العيد

إنَّ صلاة العيد من السنن المؤكدة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ وهي ركعتان فقط يؤديهما المسلمون مقتدين بالإمام في المسجد يوم العيد، جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنَّه قال: (صلاةُ الجمُعةِ رَكْعتانِ، وصلاةُ الفطرِ رَكْعَتانِ، وصلاةُ الأضحَى رَكْعتانِ، وصَلاةُ السَّفرِ رَكْعتانِ تمامٌ غيرُ قَصرٍ على لِسانِ مُحمَّدٍ).[١]

ويقتدي الناس بالإمام الذي يكبِّر تكبيرة الإحرام الأولى للصلاة، ثمَّ يكبِّر بعد تكبيرة الإحرام ستَّ تكبيرات؛ روتِ السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يأتي: (التكبيرُ في الفطرِ والأضحى: في الأولى سبعُ تكبيراتٍ، وفي الثانيةِ خمسُ تكبيراتٍ سوى تكبيرتي الركوعِ)،[٢]ثمَّ يقرأ الإمام سورة الفاتحة، وبعدها يقرأ سورة ق أو سورة الأعلى.[٣]

وفي الركعة الثانية يقوم مكبرًا، ثمَّ يكبِّر بعد الانتهاء من القيام خمس تكبيرات، ويقرأ سورة الفاتحة، وسورة القمر أو سورة الغاشية، وعلى الإمام أن يحافظ على القراءة بهذه السور حتَّى يتعلَّم الناس سنَّة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، ومن الجدير بالذكر أيضًا أنَّ وقت صلاة العيد يبدأ عند زوال حمرة الشمس فجر يوم العيد، وينتهي عند زوال الشمس.[٣]

ومن السنة أيضًا أن يصلِّي الناس قبل الخطبة؛ لحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- الذي قال فيه: (إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- خَرَجَ يَومَ الفِطْرِ، فَبَدَأَ بالصَّلَاةِ قَبْلَ الخُطْبَةِ)،[٤]والله -تعالى- أعلم.[٥]

العيد

يُعرَّف العيد في الإسلام على أنَّه: يوم من الأيام التي جعلها الله لعباده المسلمين، المليئة بالفرح، والحب، والوئام، وهو يوم تكثر فيه صلة الأرحام، وينتشر فيه الحب بين الناس، ويتصالح فيه المتخاصمون، ويتقارب فيه المتباعدون.[٦]

وقد جعل الله للمسلمين عيدين في السنة الواحدة؛ عيد الفطر الذي يفرح فيه المسلمون بعد شهر رمضان فرحتين، فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: (لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ)،[٧]وعيد الأضحى الذي يكون بعد يوم عرفة؛ أي في العاشر من ذي الحجة.[٦]

كما وردَ ذكر هذين العيدين في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-؛ حيث قال: (قدمَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- المدينةَ ولَهم يومانِ يلعبونَ فيهما، فقالَ: ما هذانِ اليومانِ؟ قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّةِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: إنَّ اللَّهَ قد أبدلَكم بِهما خيرًا منهما يومَ الأضحى ويومَ الفطرِ).[٨][٦]

حكم صلاة العيد ومشروعيتها

صلاة العيد في الإسلام سنة مؤكدة عند أكثر أهل العلم؛ من المالكية والشافعية، بينما يرى الحنابلة أنَّ صلاة العبد فرض كفاية؛ فإذا أداها بعض المسلمين سقطت عن البقية، ويأثم المسلمون إذا تركوها جميعًا.[٩]

بينما يرى أتباع المذهب الحنفي أن صلاة العيد واجبة على المكلفين من ذكور المسلمين، وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية أيضًا، وقد شُرعت صلاة العيد على المسلمين في السنة الأولى من الهجرة.[٩]

وقد جاءت مشروعيتها في حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-؛ حيث قال: (شَهِدْتُ صَلَاةَ الفِطْرِ مع نَبِيِّ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَكُلُّهُمْ يُصَلِّيهَا قَبْلَ الخُطْبَةِ..).[١٠][٩]

صلاة العيد للنساء

إنّ حضور صلاة العيد للنساء يعدّ من السنة؛ شرطَ العناية بالحجاب والستر، وعدم التطيب عند الذهاب لصلاة العيد، وهذا ما ثبت في صحيح البخاري، جاء عن أم عطية نسيبة الأنصارية -رضي الله عنها- أنَّها قالت:

(أُمِرْنَا أنْ نُخْرِجَ الحُيَّضَ يَومَ العِيدَيْنِ، وذَوَاتِ الخُدُورِ فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ، ودَعْوَتَهُمْ ويَعْتَزِلُ الحُيَّضُ عن مُصَلَّاهُنَّ، قالتِ امْرَأَةٌ: يا رَسولَ اللَّهِ! إحْدَانَا ليسَ لَهَا جِلْبَابٌ؟ قالَ: لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِن جِلْبَابِهَا)،[١١]وهذا الحديث دليل صريح على أنَّ خروج النساء إلى صلاة العيد خير؛ فلا يجوز للرجال منعهنَّ من أداء هذه الصلاة.[١٢]

ولا شكَّ أنَّ الحديث الشريف السابق لا يفرض هذه الصلاة على الحائض؛ فالحائض تمتنع عن الصلاة حتَّى تطهر وهذا ما عرف في الدين الإسلامي، وتجب الإشارة إلى أنَّ القول الذي يحكم بوجوب صلاة العيد؛ يدعو رجال المسلمين إلى أداء صلاة العيد، ويجعلها واجبة على كلِّ رجل مسلم مكلَّف، وليست واجبة على النساء، والله -تعالى- أعلم.[١٢]

المراجع

  1. رواه النسائي، في السنن الكبرى، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1419، صححه الألباني.
  2. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1149، صحيح.
  3. ^ أ ب "صفة صلاة العيد"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2022. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 958، صحيح.
  5. "كيفية صلاة العيدين"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت "العيد .. مقاصده، أحكامه، آدابه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 03-08-2019. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1904، صحيح.
  8. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1134، صحيح.
  9. ^ أ ب ت [وهبة الزحيلي]، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 387-388. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 884، صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم عطية نسيبة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 351، صحيح.
  12. ^ أ ب [سعيد بن وهف القحطاني]، صلاة العيدين، صفحة 45-46. بتصرّف.
5090 مشاهدة
للأعلى للسفل
×