النوافل
النّوافل تُعدّ من العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله؛ لابتغاء الأجر والثّواب، وهي من العبادات التي حثّ النّبيّ -عليه السّلام- على أدائها، ومعنى النّافلة في اللّغة: الزّيادة على الفرض أو الزّيادة على النّصيب، أمّا النّافلة في الاصطلاح: هي الطّاعة التي يفعلها العبد تقرُّبًا لله سُبحانه، فهي زائدة على الطّاعات الواجبة، وهي ليست بمفروضة ولا واجبة، والنّوافل تحتوي على السّنن المؤكّدة وعبادة التّطوّع غير المؤقّت والمُستحبّات، وتنقسم النّوافل إلى قسميْن؛ مُطلقة ومعيّنة، والمُطلقة: هي التي تُؤدّى بدون ارتباطها بسبب وليس لديها وقت مُعيّن ولا عدد مُعيّن، أمّا بالنّسبة للمعيّنة: هي التي يتعلّق أداؤها بسبب مُعيّن؛ كصلاة الخسوف والوتر والضّحى وغيرها، وفي هذا المقال سيتمّ التّعرُّف على كيفيّة صلاة النّافلة.[١]
كيفية صلاة النافلة
تختلف كيفيّة صلاة النّافلة باختلاف تعلّقها بوقت مُعيّن أو تعلُّقها بسبب مُحدّد، فكلّ نوع من هذه الأنواع يُصلّى بحيثيّة معيّنة كوْنها كالصّلوات المفروضة من حيث أركانها وشروطها، فهي تُصلّى كغيرها من الصّلوات وبأيّ وقت كان باستثناء الأوقات المكروه فيها أداء الصّلاة، ومن الجدير بالذّكر أنّ صلاة النّافلة في النّهار تُصلّى ركعتين ركعتين كلّ منهما بتسليمة واحدة ويُكره أن تُصلى أربع ركعات بتسليمة واحدة، أمّا بالنّسبة للصّلاة باللّيل؛ فتُصلّى ركعتين ركعتين أو أربع ركعات بتسليمة واحدة أو ستّ ركعات أو ثماني ركعات أو أكثر من ذلك، وذلك واضح في حديث عبدالله بن عمر حيث قال: "صلاةُ اللَّيلِ والنَّهارِ مَثنَى مَثنَى، والوترُ رَكْعةٌ".[٢][٣]
ومن الأمثلة على صلاة النّافلة: النّوافل التّابعة للفرائض والتي تُسمّى بالسنن الرّواتب؛ كالأربع ركعات التي تُصلّى قبل الظّهر والرّكعتيْن اللّتيْن بعدها، والرّكعتيْن اللّتيْن تُصلّيا بعد فرض المغرب وفرض العشاء، أمّا بالنّسبة للسنن غير الرّواتب كثيرة؛ كصلاة الوتر التي تُؤدّى بعد العشاء وصلاة الضّحى وصلاة العيديْن والاستسقاء والكسوف والخسوف والتّراويح وغيرها من النّوافل.[٤]
فضل صلاة النافلة
وبعد أن تمّ التّعرُّف على كيفيّة صلاة النّافلة، من الجدير بالذّكر أنَّ المُداومة على النَّوافل والالتزام بها، لها فضل عظيم وثمراتٍ يحصل عليها المسلم كوْنها من الأعمال المُستحبّة، وخير هذه النّوافل الصّدقة، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}،[٥]وفيما سيأتي بيان المزيد من فضل النّوافل:[٦]
- المُسلم المُحافظ على أداء النّوافل ينال محبّة الله تعالى، والدّخول في دائرة أولياء الله، والدّليل على ذلك قول الرّسول عليه السّلام: "مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ".[٧]
- تُعدّ صلاة النّوافل تكملة ومُتمّمة للنّقص الحاصل في أداء الفرائض والدّليل على ذلك ما رواه أبو هريرة عن النَّبي -عليه السّلام- أنَّه قال: "إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه فإن صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ وإن فسدت فقد خابَ وخسرَ فإن انتقصَ من فريضة شيئًا قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالى انظروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فيُكمَّلَ بِها ما أنتقصَ منَ الفريضةِ ثمَّ يَكونُ سائرُ عملِه علَى ذلِك".[٨]
المراجع
- ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (1427هـ )، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 100-110، جزء 41. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 973، صحيح.
- ↑ محمد بن الحسن الشيباني (1403هـ)، الحجة على أهل المدينة (الطبعة الثالثة)، بيروت: عالم الكتب، صفحة 272، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ "أنواع ومراتب السنن والنوافل"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 245.
- ↑ مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، صفحة 100-117، جزء41. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 413، صحيح.