كيفية علاج سرطان الرئة

كتابة:
كيفية علاج سرطان الرئة

نظرة عامة حول علاج سرطان الرئة

تطوّر علاج سرطان الرئة خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا؛ إذ تشمل العلاجات المتاحة: العلاج الكيماوي، والعلاج المناعي، والعلاج الجراحي، إضافةً إلى العلاج الإشعاعي،[١] ويعتمد اختيار العلاج المناسب لمرض سرطان الرئة على عدة عوامل أهمها:[٢]

  • نوع سرطان الرئة لدى المصاب.
  • حجم وموقع السرطان داخل الرئة.
  • مرحلة المرض أو مدى تقدم السرطان لدى المريض.
  • تقبّل أو رغبة المريض بالخضوع لأحد أنواع العلاج.
  • الصحة العامة للمريض.


أما أهداف علاج سرطان الرئة فيمكن بيانها على النحو الآتي:[٣]

  • أولًا: التخلص من الورم أو على الأقل تهدئته؛ فقد يكون الهدف من علاج سرطان الرئة هو الشفاء التام، خصوصًا في المراحل المبكرة من المرض، ومع ذلك يُفضل الأطباء استخدام مصطلح إخفاء أو غياب أو هدأة المرض بدلًا من مصطلح الشفاء؛ حيث إنّها تعني عدم وجود دليلٍ على السرطان في جسم المريض بعد انتهاء العلاج؛ إذ في بعض الأحيان قد يعود السرطان خلال الأشهر أو السنوات اللاحقة للعلاج أو قد يتم الشفاء منه في حالاتٍ أخرى.
  • ثانيًا: السيطرة على مدى نمو أو انتشار السرطان؛ إذ قد يهدف العلاج إلى الحد من نمو السرطان أو انتشاره داخل الجسم، وبالتالي التقليل من سرعة تطوره، مما يساعد على الحد من أو تخفيف أعراض المرض لبعض الوقت في حال لم يكن الشفاء التام ممكنًا.
  • ثالثًا: تخفيف الأعراض؛ وذلك حتى في حال عدم وجود احتماليةٍ للشفاء؛ إذ قد يتم اللجوء إلى العلاج لتقليل حجم الورم السرطاني، مما يخفف الأعراض المصاحبة له؛ كالألم، ولكن في حال تقدم المرض؛ فقد يحتاج المريض لعلاجاتٍ أخرى لتخفيف الألم أو الأعراض الأخرى، مثل: مسكنات الألم أو المكملات الغذائية.


وفيما يأتي بيانُ أكثر الخيارات العلاجية المتوفرة شيوعًا لعلاج سرطان الرئة:


العلاج الجراحي لسرطان الرئة

يمكن الخضوع للعلاج الجراحي لسرطان الرئة في حال اقتصار الإصابة بالسرطان على الرئتين،[٤] وقبل الجراحة يطلب الطبيب إجراء اختبارات وظائف الرئة (بالإنجليزية: Pulmonary function tests) للمريض، وهي مجموعةٌ من الفحوصات التي تقيس مقدار التنفس ومدى كفاءة عمل الرئتين؛ وذلك لمعرفة ما إذا كان الجزء المتبقي من الرئة بعد العملية قادرًا على أداء وظيفة التنفس وتوفير الكمية الكافية للجسم من الأكسجين؛ فإذا أشارت النتائج إلى حدوث قصورٍ في وظائف الرئة في حال إزالة الجزء السرطاني منها؛ فإن خيار العلاج الجراحي في هذه الحالة سيكون غير ممكنٍ،[٥][٦] وخلال العملية الجراحية؛ يتم استئصال السرطان مع جزءٍ من الأنسجة السليمة المحيطة به، كما قد يزيل الطبيب بعض الغدد اللمفاوية من منطقة الصدر لفحص وجود السرطان فيها، ومن الجدير بالذكر أنّه في حال وجود خطرٍ لبقاء أو ترك بعض الخلايا السرطانية بعد العملية دون إزالتها أو احتمالية وجود خطرٍ لعودة المرض؛ فإن الطبيب قد يطلب من المريض الخضوع للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي بعد العلاج الجراحي، أما في حال كان حجم الورم السرطاني كبيرًا لدى المريض؛ فقد يوصي الطبيب بالخضوع للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي قبل العلاج الجراحي؛ وذلك لتقليص حجم الورم،[٤] ومن أبرز أنواع العمليات الجراحية المتبعة لعلاج سرطان الرئة ما يأتي:


عملية استئصال الفص

تُعدّ عملية استئصال الفص (بالإنجليزية: Lobectomy) الإجراء الجراحي الأكثر شيوعًا لإزالة سرطان الرئة على أمل الشفاء التام؛ إذ يتم خلال هذه العملية إزالة أحد الفصوص الرئوية بشكلٍ كاملٍ للمصاب؛ إذ يشار إلى أن الرئة اليمنى تحتوي في الحالة الطبيعية على 3 فصوصٍ، أما الرئة اليسرى فتحتوي على فصين اثنين، وإضافة إلى استئصال الفصّ الرئوي المستهدف تتم أيضًا إزالة الغدد اللمفاوية القريبة بسبب احتمالية انتشار السرطان إليها، ويوصى المريض في حال كان مدخنًا بالإقلاع عن التدخين في أسرع وقتٍ ممكنٍ؛ لتفادي حدوث مضاعفاتٍ أثناء العملية وبعدها، كما يجب على المريض عدم تناول الطعام أو شرب السوائل قبل وصوله إلى المستشفى لإجراء العملية، أما خلال العملية الجراحية؛ فإن المريض يكون تحت تأثير التخدير العام، ويتم فيها إما إجراء بضع شقوقٍ صغيرةٍ أو شقٍ واحدٍ أطول على أحد جانبي الصدر ويُعرف بشق الصدر (بالإنجليزية: Thoracotomy)، ويختار الطبيب إحدى هاتين الطريقتين بناءً على التشخيص الطبي لحالة المريض، وبعد العملية يتم إدخال أنبوب تصريفٍ أو ما يعرف بالأنبوب الصدري (بالإنجليزية: Chest tube) في الصدر؛ مما يسمح بالتخلص من السوائل والهواء الزائد خارجًا.[٧][٨]


عملية استئصال الرئة

عملية استئصال الرئة (بالإنجليزية: Pneumonectomy) هي عمليةٌ جراحيةٌ تتم فيها إزالة الرئة كاملةً، ويوصى بإجرائها في بعض الأحيان لعلاج سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (بالإنجليزية: Non-small cell lung cancer)، خصوصًا في حال وجود الورم السرطاني في منتصف الرئة، وتأثيره في جزءٍ كبيرٍ من الشريان الرئوي أو الممرات الهوائية، وفي حال عدم إمكانية إزالة الورم السرطاني عبر إجراءٍ جراحي أقل امتدادًا، وتبدأ عملية استئصال الرئة بشق الصدر؛ أي بإجراء شقٍ في جدار الصدر كما ذكر في السابق؛ مما يسمح بالوصول إلى الرئة المصابة بالسرطان وإزالتها، بالإضافة إلى بعض الأنسجة المجاورة إذا دعت الحاجة لذلك،[٩] ويوجد نوعان رئيسيان لعملية استئصال الرئة وهما كالآتي:[١٠]

  • استئصال الرئة الأساسي: (بالإنجليزية: Standard pneumonectomy)؛ حيث يتم هنا إزالة الرئة كاملة، سواءً الرئة اليمنى بفصوصها الثلاثة، أو الرئة اليسرى بفَصيْها الاثنين.
  • استئصال الرئة خارج الجنبة: (بالإنجليزية: Extrapleural pneumonectomy)؛ يتم إجراؤه في أغلب الحالات عند الإصابة بورم المتوسطة (بالإنجليزية: Mesothelioma)، وهو نوعٌ من السرطان ينشأ في البطانة المحيطة بالرئتين، وتتم خلاله إزالة إحدى الرئتين مع جزءٍ من الحجاب الحاجز، والغشاء المبطن لتجويف الصدر والمعروف بالجنبة (بالإنجليزية: Pleura)، بالإضافة إلى جزءٍ من الغشاء المحيط بعضلة القلب والذي يُعرف بالتامور (بالإنجليزية: Pericardium).


وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئة المتبقية بعد استئصال إحدى الرئتين تكون قادرةً في العادة على تزويد الجسم بوظيفةٍ تنفسيةٍ كافيةٍ؛ أي يمكنها أخذ الأكسجين الكافي للجسم وإزالة ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون، كما قد تتمدد الرئة المتبقية بحيث تدفع بالقلب باتجاه التجويف الفارغ؛ وذلك لتقليل المساحة الفارغة داخل تجويف الصدر، وعلى الرغم من ذلك؛ فإن عملية استئصال الرئة تقلل السعة التنفسية (بالإنجليزية: Breathing capacity) للمريض إلى النصف تقريبًا؛ بحيث يكون قادرًا في العادة على أداء معظم مهام حياته اليومية؛ لكنه قد لا يكون قادرًا على ممارسة التمارين الرياضية بنفس النشاط أو القوة المبذولة مقارنة بالشخص الذي يملك رئتين سليمتين.[٩]


عملياتٌ جراحيةٌ أخرى

فيما يأتي بيان العمليات الجراحية الأخرى لعلاج سرطان الرئة:[١١]

  • القطع الإسفيني: (بالإنجليزية: Wedge resection)؛ تُستخدم هذه العملية عادةً لإجراء خزعةٍ يتم خلالها أخذ عينةٍ من العُقيدة الرئوية، ويتم خلالها إزالة الورم السرطاني، وإزالة قطعةٍ من الرئة على شكل إسفينٍ أو وتدٍ وتكون هذه القطعة محيطةً بالورم.
  • استئصال القطعة: (بالإنجليزية: Segmentectomy) ويعرف أيضًا بالقطع القطعي، وتتم فيه إزالة جزءٍ أو قطعةٍ من الفص الذي يوجد فيه السرطان، ويشار إلى أنه عادةً ما يتم إجراء هذا النوع من العمليات الجراحية وإجراء القطع الإسفيني سابق الذكر للمرضى الذين يعانون من كفاءةٍ رئويةٍ محدودةٍ، ولا يمكنهم تحمل إزالة جزءٍ أكبر من الرئة، كما يُعتبران أيضًا خيارًا مناسبًا في حال اكتشاف أورامٍ صغيرةٍ في مرحلةٍ مبكرة من المرض وعادةً ما تقل عن 2 سم، إذ يحافظ كلاهما على سعة الرئة، وكذلك جودة أو نوعية حياة المريض.
  • استئصال الفص الكمي: (بالإنجليزية: Sleeve lobectomy)؛ هو إجراءٌ أكثر تعقيدًا من استئصال الفص العادي؛ حيث يُجرى عادةً لإزالة الأورام الموجودة مركزيًا أو في المنتصف، كما يُعتبر خيارًا أفضل من استئصال الرئة كاملةً؛ لأنه يحافظ على مساحةٍ أكبر من النسيج الرئوي؛ مما يسمح بأداء وظائف الرئة بشكلٍ أفضل؛ ولكن تكمن المشكلة في عدم إمكانية إجرائه في جميع الحالات.


العلاج الإشعاعي لسرطان الرئة

يُستخدم العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiotherapy) لمرضى سرطان الرئة قبل الجراحة أو بعدها في المراحل المتقدمة من سرطان الرئة والذي يكون مقتصرًا على إصابة الرئتين فقط، ويتم غالبًا الخضوع للعلاج الإشعاعي جنبًا إلى جنبٍ مع العلاج الكيماوي، وقد يتم اعتبارهما معًا العلاج الرئيسي للمريض في حال كانت الجراحة غير ممكنةٍ، ومن الجدير بالذكر أيضًا أن العلاج الإشعاعي قد يستخدم للمساعدة على تخفيف الأعراض؛ كالألم؛ وذلك في المراحل المتقدمة من المرض والتي انتشر فيها السرطان إلى أجزاءٍ أخرى في الجسم، ويُعتبر العلاج الإشعاعي موضعيًا حيث يؤثر فقط في الجزء الذي تستهدفه حزمة الأشعة دون غيره؛ إذ يتضمن العلاج الإشعاعي تسليط إشعاعٍ ذي طاقةٍ عاليةٍ على مكان الورم؛ وذلك لتدمير الخلايا السرطانية أو منع انقسامها وانتشارها، وقد يتم إعطاء العلاج الإشعاعي على شكل جرعةٍ واحدةٍ فقط لمرةٍ واحدة أو دورةٍ علاجيةٍ بجلسات قد تصل إلى 30-35 جلسةً علاجيةً؛ حيث يقرر الطبيب ذلك اعتمادًا على حالة المريض، وتستمر جلسة العلاج الإشعاعي عادةً لمدة 10-15 دقيقة تقريبًا، أما بالنسبة للدورات العلاجية الأطول؛ فيتم إجراء جلسات العلاج الإشعاعي في العادة يوميًا لمدة 4-5 أيامٍ في الأسبوع، كما تجب زيارة الطبيب مرةً أسبوعيًا خلال فترة العلاج، وقد تدعو الحاجة لإجراء تحاليل الدم أو فحوصات الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays)، أو فحوصات أخرى إضافية كذلك؛ للتحقق من مدى التحسن لدى المريض.[١٢][١٣]


أنواع العلاج الإشعاعي

فيما يأتي بيان أنواع العلاج الإشعاعي المتبعة في حال الإصابة بسرطان الرئة:

  • العلاج الإشعاعي الخارجي التقليدي: (بالإنجليزية: Conventional external beam radiotherapy)؛ يتم فيه توجيه حزمٍ إشعاعيةٍ إلى المناطق المصابة أو المتأثرة في الجسم، ويُعتبر أكثر استخدامًا من العلاج الإشعاعي الداخلي خصوصًا في حال الاعتقاد بإمكانية الشفاء من المرض.[١٤]
  • العلاج الإشعاعي الداخلي: (بالإنجليزية: Internal radiotherapy)؛ حيث يتم إدخال أنبوبٍ رفيعٍ يعرف بالقثطار أو القسطرة (بالإنجليزية: Catheter) إلى الرئة، ثم تُمرر داخله على طول الأنبوب قطعةٌ صغيرةٌ من مادةٍ مشعةٍ، وتُوضع مقابل الورم لبضع دقائق، ثم تتم إزالتها، ويُستخدم هذا النوع من الإشعاع عادةً كعلاج تلطيفي في حال كان الورم السرطاني يُغلق مجرى الهواء لدى المريض سواءً بشكلٍ جزئي أو كلي.[١٤]
  • العلاج الإشعاعي التجسيمي: (بالإنجليزية: Stereotactic radiotherapy) ويُعرف أيضًا بالجراحة الإشعاعية (بالإنجليزية: Radiosurgery)؛ يعد نوعًا من العلاج الإشعاعي الخارجي؛ لكنه مكثفٌ وأكثر دقةً وفعاليةً من العلاج الإشعاعي الخارجي التقليدي؛ إذ يتم تسليط العديد من الحزم الإشعاعية عالية الطاقة والتي تستهدف السرطان بجرعةٍ أعلى من الإشعاع من عدة زوايا مختلفةٍ، كما تتجنب النسيج السليم المحيط به قدر الإمكان، وقد يستخدم هذا النوع من العلاج الإشعاعي لعلاج الأورام الصغيرة في حال كان المريض لا يستطيع الخضوع لعمليةٍ جراحيةٍ، كما قد يستخدم أيضًا لعلاج سرطان الرئة المنتشر إلى أجزاءٍ أخرى في الجسم، ومنها: الدماغ، وتجدر الإشارة إلى أنه في العادة يتم الانتهاء من العلاج في جلسةٍ واحدةٍ أو خلال بضع جلسات.[١٤][١٥]


الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي وكيفية التعامل معها

يُعدّ العلاج الإشعاعي بحد ذاته غير مؤلمٍ؛ لكنه يؤثر في بعض الأنسجة في الجسم؛ مما يسبب بعض الآثار الجانبية، وتختلف الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي تبعًا لجرعة الإشعاع التي يتعرض لها المريض، وكذلك عدد جلسات العلاج، وأغلب هذه الآثار تكون مؤقتةً وتختفي بعد أسابيع أو أشهر قليلةٍ من انتهاء العلاج، وفيما يأتي بيان بعض الآثار الجانبية المترتبة على الخضوع للعلاج الإشعاعي:[١٦]

  • حرقة المعدة والشعور بعدم الراحة عند البلع: قد تحدث هذه الآثار الجانبية خلال فترة العلاج، وتستمر لمدةٍ تصل إلى 4 أسابيع بعد انتهاء العلاج؛ لذلك يُنصح المريض بتناول الأطعمة اللينة، وتجنب شرب السوائل الساخنة، مثل: الشاي والقهوة.
  • الإعياء: يُعدّ الشعور بالإعياء والتعب شائعًا بعد العلاج الإشعاعي، وقد يساعد أداء التمارين الرياضية المناسبة على التخفيف من ذلك، كما يجدر بالمريض في هذه الحالة تنظيم مهامه اليومية ومراعاة الحصول على الراحة بشكلٍ كافٍ، وطلب المساعدة من المحيطين به خلال فترة العلاج.
  • السعال وضيق التنفس: قد يُسبب العلاج الإشعاعي حدوث التهاب في الرئتين يُعرف بالالتهاب الرئوي الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation pneumonitis)، والذي قد يُسبب بدوره السعال أو ضيق التنفس أو كليهما معًا، وقد تحدث هذه الآثار الجانبية خلال فترة العلاج؛ لكنها غالبًا ما تظهر خلال فترةٍ تتراوح بين 1-6 أشهرٍ بعد انتهاء العلاج، ومن الجدير بالذكر أن الالتهاب الرئوي الإشعاعي يكون مؤقتًا في العادة ويُمكن علاجه من خلال أخذ حبوب الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid) التي يصفها الطبيب.
  • التغيرات الجلدية: قد يلاحظ المريض حدوث احمرارٍ أو جفافٍ في جلد الصدر والظهر بشكل مشابهٍ لحروق الشمس؛ لذلك يجب تجنب تعريض هذه المناطق لأشعة الشمس المباشرة، كما تجدر العناية بالجلد من خلال تطبيق الكريمات المرطبة بشكلٍ يومي، واستشارة مقدم الرعاية الصحية لاختيار المنتجات والعلاجات المناسبة لتخفيف الآثار الجانبية على الجلد.


العلاج الكيماوي لسرطان الرئة

يتضمن العلاج الكيماوي (بالإنجليزية: Chemotherapy) إعطاء مجموعةٍ من الأدوية في العادة في سلسلةٍ من العلاجات على مدى أسابيع أو أشهر بهدف قتل الخلايا السرطانية، مع مراعاة وجود فترات راحةٍ بين فترات العلاج حتى يتمكن المريض من التعافي،[١٧] وتجدر الإشارة إلى أن العلاج الكيماوي يمكن أن يُستخدم للسيطرة على الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض، ولكن على الرغم من ذلك فإن السرطان المنتشر في أنحاء الجسم بشكلٍ واسعٍ لا يُمكن علاجه باستخدام الأدوية،[١٨] ويُمكن استخدام العلاج الكيماوي وحده أو جنبًا إلى جنب مع العلاج الإشعاعي، كما يُمكن استخدامه قبل أو بعد الجراحة كما ذكر سابقًا،[١٧] حيث يُعرف العلاج الكيماوي إذا تم استخدامه قبل العملية الجراحية بالعلاج المساعد القبلي (بالإنجليزية: Neoadjuvant treatment)،[١٩] ويتم استخدامه في هذه الحالة بهدف تقليص حجم الورم السرطاني وتسهيل إزالته؛[١٧] أما في حال استخدامه بعد الجراحة فإنه يُعرف بالعلاج المساعد (بالإنجليزية: adjuvant treatment)، ويُستخدم للتخلص من أي خلايا سرطانيةٍ قد تكون تُركت بعد إجراء العملية الجراحية وذلك حتى في حال عدم وجود أي علامةٍ تدل على وجودها؛ إذ قد يُوصي الطبيب باستخدام أحد العلاجات المساعدة لأنها قد تقلل من خطر عودة السرطان أو انتشاره.[١٩]


ويشار إلى أن معظم الأدوية المضادة للسرطان (بالإنجليزية: Anticancer drugs) تُعطى عبر الوريد، وقد يتوفر بعضٌ منها على هيئة حبوبٍ، وفي حالة الأدوية الوريدية؛ فإنه يتم حقنها مباشرةً في الوريد أو في أنبوبٍ رفيعٍ يُعرف بالقسطرة تم إدخاله مسبقًا في أحد الأوردة الكبيرة، ويبقى موجودًا طالما دعت الحاجة لذلك،[٢٠] ومن أكثر الأدوية المضادة للسرطان استخدامًا ما يأتي:[٢١]

  • سيسبلاتين (بالإنجليزية: Cisplatin).
  • كاربوبلاتين (بالإنجليزية: Carboplatin) مع دوسيتاكسيل (بالإنجليزية: Docetaxel).
  • جيمسيتابين (بالإنجليزية: Gemcitabine).
  • باكليتاكسيل (بالإنجليزية: Paclitaxel).
  • فينوريلبين (بالإنجليزية: Vinorelbine).
  • بيميتريكسيد (بالإنجليزية: Pemetrexed).


نصائح قبل العلاج الكيماوي

يُشار إلى أنّ جلسة العلاج الكيماوي قد تستغرق بضع ساعاتٍ فقط، ولكن قد تستمر الآثار الجانبية الناجمة عن العلاج الكيماوي لعدة أيامٍ أو أسابيع بعد الخضوع له؛ لذلك يجب على المريض اتباع بعض النصائح والإرشادات قبل الذهاب لتلقي العلاج، وذلك لتسهيل حياته وجعلها مريحةً أكثر خلال فترة تعافيه من المرض،[٢٢] ومن هذه النصائح ما يأتي:[٢٣]

  • تناول الطعام الخفيف: من المهم تناول بعض الأطعمة الخفيفة قبل ساعتين إلى ثلاث ساعاتٍ من بدء جلسة العلاج، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالألياف.
  • شرب كميةٍ كافيةٍ من السوائل: قد تُسبّب أدوية العلاج الكيماوي جفافًا شديدًا لأنسجة الجسم، كما أنّ هذه الأدوية تنتشر في جميع خلايا الجسم؛ لذلك يجب الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب ما يُعادل كوب من الماء كل ساعةٍ بعد انتهاء جلسة العلاج الكيماوي إلى حين وقت النوم، كما يجب تجنب شرب الكافيين؛ لأنه يتسبب بإدرار المزيد من البول، مما يسبب جفاف الجسم وقد يزيد وضع المريض سوءًا.
  • فحص تعداد الدم الكامل: (بالإنجليزية: Complete blood count)؛ وذلك قبل كل جلسة علاجٍ كيماوي؛ إذ تُظهر نتيجة هذا الفحص مستويات جميع أنواع خلايا الدم التي ينتجها نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone marrow) والذي قد يتأثر بالخضوع للعلاج الكيماوي.


الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي وكيفية التعامل معها

إنّ معظم الآثار الجانبية المصاحبة للعلاج الكيماوي مؤقتة، وتختفي بعد العلاج أو في غضون بضعة أشهر من التوقف عنه، وتجدر استشارة الطبيب لمعرفة كيفية التعامل مع الآثار الجانبية المترتبة على الخضوع للعلاج الكيماوي،[١٢] ومن أبرز الآثار الجانبية وكيفية التعامل معها ما يأتي:[٢٤]

  • الإصابة بالعدوى: وذلك بسبب انخفاض أعداد كريات الدم البيضاء عن المستويات الطبيعية، والذي يحدث عادةً بعد 7-14 يومًا من بدء العلاج الكيماوي، وتشمل الأعراض المصاحبة لذلك: ارتفاع درجة حرارة الجسم، والقشعريرة أو أعراضٌ تشبه الانفونزا، والسعال أو التهاب الحلق، والطفح الجلدي، والإسهال، ويشار إلى أنه في حال ظهور الأعراض السابقة؛ فإنه يجدر اتباع النصائح الآتية:
    • التأكد من درجة حرارة الجسم في حال الشعور بالتوعك، والذهاب إلى المستشفى فورًا في حال ارتفاع درجة حرارة الجسم عن °37.5 أو في حال الشعور بالمرض.
    • تجنب خدش أو جرح الجلد.
  • ظهور الكدمات أو حدوث النزيف: ويحدث ذلك خلال فترة العلاج الكيماوي بسبب نقص عدد الصفائح الدموية عن الطبيعي، وتشمل الأعراض: نزف اللثة أو الأنف، وفي بعض الحالات النادرة قد تظهر مجموعةٌ من البقع الحمراء أو الأرجوانية على الجلد، وفي حال ظهور الأعراض السابقة؛ فإنه يجدر اتباع النصائح الآتية:
    • استخدام فرشاة الأسنان الناعمة وآلة الحلاقة الكهربائية؛ لتجنب حدوث تلفٍ أو تضررٍ في اللثة والجلد.
    • تجنب الإصابة بالجروح قدر الإمكان.
    • أخذ الحيطة والحذر عند ممارسة التمارين الرياضية.
    • عدم أخذ أي دواء قبل استشارة الطبيب، وبالتحديد الأدوية التي تؤثر في الصفائح الدموية؛ كالأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، واستشارة الطبيب أيضًا حول ما يجب تجنبه من الأدوية.
    • استشارة الطبيب حول الاستمرار بأخذ بعض الأدوية الموصوفة سابقًا للمريض، مثل: الأسبرين، أو دواء كلوبيدوغريل (بالإنجليزية: Clopidogrel).
    • الاتصال بالطوارئ أو الذهاب إلى المستشفى على الفور في حال حدوث نزيفٍ، أو ظهور كدمات، أو ظهور مجموعةٍ من البقع الحمراء أو الأرجوانية على الجلد.
  • الإصابة بفقر الدم: ويحدث بسبب نقصٍ في كريات الدم الحمراء (بالإنجليزية: Red blood cells) عن المعدل الطبيعي أو نقصٍ في كمية الهيموغلوبين، وقد يحدث ذلك خلال فترة العلاج الكيماوي، وتشمل الأعراض المصاحبة: التعب، والإرهاق، وضيق التنفس، وفي حال ظهور هذه الأعراض؛ فيجدر اتباع الآتي:
    • اتباع نظامٍ غذائي غني بالحديد.
    • الاتصال بالطوارئ فورًا في حال الشعور بالمرض أو التوعك الشديد.
  • الغثيان أو التقيؤ: يصف الطبيب عادةً دواءً مضادًا للغثيان مع أدوية العلاج الكيماوي؛ ولكن مع ذلك وُجد أن بعض المرضى يُصابون بالغثيان، أو التقيؤ، أو الإمساك رغم تناول الدواء؛ لذلك يجدر إعلام الطبيب في حال المعاناة من هذه الأعراض؛ إذ قد يصف الطبيب دواء آخرًا مضادًا للغثيان.[٢٥]
  • تساقط الشعر: قد يحدث تساقطٌ للشعر خاصةً من منطقتي الرأس والصدر؛ وذلك اعتمادًا على نوع أدوية العلاج الكيماوي التي يتم إعطاؤها للمريض، ومن الجدير بالذكر أنّ الشعر يعود للنمو بعد انتهاء العلاج؛ ولكن قد يختلف لونه وملمسه عن السابق.[٢٥]


العلاج المناعي

العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) هو فئةٌ أو مجموعةٌ من الأدوية الجديدة تُعرف بالعلاجات المناعية، وتساعد هذه الفئة الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها بشكلٍ أكثر فعالية، ويشار إلى أنّذها قد تستخدم بدلًا من أدوية العلاج الكيماوي التقليدية، أو بالإضافة إليها، أو بعد استخدام العلاج الكيماوي التلقيدي وعدم الاستجابة له، ومن أبرز الأدوية التي تنتمي إلى فئة العلاجات المناعية: دواء إيبيليموماب (بالإنجليزية: Ipilimumab)، ونيفولوماب (بالإنجليزية: Nivolumab)، وبيمبروليزوماب (بالإنجليزية: Pembrolizumab)، وأتيزوليزوماب (بالإنجليزية: Atezolizumab)، ودورفالوماب (بالإنجليزية: Durvalumab)،[٢٦][٢٧]


أما الآثار الجانبية المترتبة على العلاج المناعي؛ فتختلف عن الآثار الجانبية المترتبة على العلاج الكيماوي سابق الذكر والآثار الجانبية للعلاج الموجه الذي سنذكره لاحقًا؛ حيث إنّ العلاجات المناعية قد تُسبب التهابًا في أي عضوٍ من أعضاء الجسم؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراضٍ تختلف تبعًا لمكان حدوث الالتهاب، ولكن تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الآثار الجانبية عادةً ما تكون خفيفةً عند غالبية الناس، كما يُمكن علاجها بسهولة، وتكون قابلةً للتحسن في العادة، ولكن يجب إبلاغ الطبيب في حال ظهور أعراض جديدة، أو زيادة شدة الأعراض الموجودة لدى المريض؛ إذ إن بعض الأعراض قد تصبح خطيرةً ومهددةً للحياة إذا تُركت دون علاج، ومن أبرز الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاجات المناعية ما يأتي:[٢٨]


العلاجات الأخرى

تشمل بعض العلاجات الأخرى لسرطان الرئة ما يأتي:


العلاج الدوائي المُوجّه

يتضمن العلاج الدوائي الموجه (بالإنجليزية: Targeted drug therapy) مجموعة أدويةٍ منها: الأدوية البيولوجية (بالإنجليزية: Biological therapies) والتي تعد أدويةً جديدةً تستهدف أورام الرئة بالتحديد، ويوصى بها في بعض الأحيان كبديل للعلاج الكيماوي لسرطان الخلايا غير الصغيرة المنتشر إلى أجزاءٍ أخرى في الجسم بحيث لم تعد كلٌ من الجراحة أو العلاج الإشعاعي خيارًا فعالًا لعلاجه؛ ولكن وُجد أنّ هذه الأدوية تناسب فقط المرضى الذين يوجد لديهم نوعٌ معينٌ من البروتينات داخل خلاياهم السرطانية؛ إذ قد تشارك هذه البروتينات الموجودة في الخلايا السرطانية والأوعية الدموية التي تُغذي الخلايا السرطانية في تعزيز وتنظيم نمو السرطان وفي عملية الانبثاث (بالإنجليزية: Metastasis)؛ مما أدى إلى إيجاد بعض الأدوية المعروفة بمثبطات عامل النمو (بالإنجليزية: Growth factor inhibitors)، والتي تثبط نمو الخلايا السرطانية، أو قد تدمرها، وللتأكد من ملائمة هذا العلاج للمريض؛ فإنه يتم إجراء خزعةٍ؛ أي قد يأخذ الطبيب عينةً صغيرةً من خلايا الرئة لمعرفة فيما إذا كان هذا العلاج مناسبًا للمريض أم لا، ومن الأمثلة على هذه الأدوية:[٢٩][٢٦]

  • بيفاسيزوماب (بالإنجليزية: Bevacizumab).
  • جيفيتينيب (بالإنجليزية: Gefitinib).
  • إرلوتينيب (بالإنجليزية: Erlotinib).
  • كريزوتينيب (بالإنجليزية: Crizotinib).
  • فيمورافينيب (بالإنجليزية: Vemurafenib).
  • دابرافينيب (بالإنجليزية: Dabrafenib).


وعلى الرغم من أن العلاج الدوائي الموجه يعتبر أقل ضررًا لخلايا الجسم السليمة؛ إلا أن هذه الأدوية قد تتسبب ببعض الآثار الجانبية التي تختلف بحسب الدواء المستخدم، ويجب إعلام الطبيب في حال ظهور أي أعراضٍ جديدةٍ أو في حال تفاقم الأعراض الموجودة لدى المريض؛ إذ إن هذه الأعراض قد تُصبح خطيرةً ومهددةً للحياة إذا تُركت بدون علاج، ومن الآثار الجانبية الشائعة والمترتبة على استخدام العلاج الدوائي الموجه ما يأتي:[٣٠]
  • تغيراتٌ جلديةٌ، مثل: ظهور طفحٍ جلدي شبيهٍ بحب الشباب.
  • التعب والإرهاق.
  • الإسهال.
  • الغثيان.
  • التقيؤ.


العلاج الضوئي الديناميكي

يمكن أن يُستخدم العلاج الضوئي الديناميكي (بالإنجليزية: Photodynamic therapy) لإزالة الورم الذي يسد الممرات الهوائية، كما قد يُستخدم لعلاج سرطان الرئة في مراحله المبكرة، خاصةً في حال عدم قدرة المريض على الخضوع لعمليةٍ جراحيةٍ أو عدم رغبته في ذلك، وتتم عملية العلاج على مرحلتين؛ إذ تبدأ المرحلة الأولى بإعطاء المريض حقنةً تحتوي على دواءٍ يزيد حساسية الخلايا بشكلٍ كبيرٍ تجاه الضوء، ثم تبدأ المرحلة الثانية بعد حوالي 24- 72 ساعةً؛ حيث يتم فيها توجيه أنبوب رفيعٍ إلى موقع الورم السرطاني، وإطلاق إشعاع الليزر من خلال هذا الأنبوب؛ مما يتسبب بتدمير الخلايا السرطانية بسبب حساسيتها الشديدة تجاه الضوء، ومن الآثار الجانبية التي قد يتسبب بها هذا العلاج: التهاب الممرات الهوائية وتجمع السوائل في الرئتين، وقد يتسبب كلاهما بحدوث عسرٍ في التنفس أو انقطاع التنفس، والشعور بألمٍ في الرئة والحلق؛ ولكن من الجيد أن هذه الآثار تختفي تدريجيًا أثناء تعافي الرئتين من آثار العلاج.[١٤]


العلاج بالتبريد

يُستخدم العلاج بالتبريد (بالإنجليزية: Cryotherapy) عند بدء انسداد الممرات الهوائية بالورم السرطاني، ويتسبب بظهور أعراضٍ تشمل: مشاكل في التنفس، والسعال، وقد يكن السعال مصحوبًا بالدم، أما طريقة إجراء العلاج بالتبريد؛ فتتشابه مع العلاج الإشعاعي الداخلي، ولكن يتم أثناء العلاج بالتبريد استخدام جهاز يعرف بمسبار التبريد (بالإنجليزية: Cryoprobe) بدلًا من المادة المشعة المستخدمة في حالة العلاج الإشعاعي الداخلي، ويتم وضع مسبار التبريد مقابل الورم؛ مما يتسبب بتوليد درجات حرارة منخفضةٍ جدًا تؤدي إلى تقليص حجم الورم.[٣١]


الاستئصال بالتردد الراديوي

يُستخدم الاستئصال بالتردد الراديوي (بالإنجليزية: Radiofrequency ablation) لعلاج سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة في مراحله المبكرة، ويستخدم الطبيب خلاله جهاز التصوير المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed tomography Scan) لتوجيه الإبرة الرفيعة إلى مكان الورم، ثم يتم إدخالها في الورم؛ ليتم إرسال ترددات أو موجات الراديو عبرها، مما يسمح بتوليد حرارةٍ تقتل الخلايا السرطانية.[٣١]


وضع الدعامة بالمنظار

يُستخدم إجراء وضع الدعامة بالمنظار (بالإنجليزية: Endoscopic stent placement) لفتح مجرى الهواء المسدود بسبب الورم الذي يجعل عملية التنفس صعبةً، ويتم خلال هذا الإجراء إدخال أداة عرضٍ مضاءةٍ ومرنة تُعرف بالمنظار الداخلي (بالإنجليزية: Endoscope)؛ وذلك لوضع أنبوبٍ صغيرٍ مجوف يُعرف بالدعامة (بالإنجليزية: Stent) في شعبتي القصبة الهوائية مما يجعل عملية التنفس أكثر سهولةً.[٣٢]


الانتظار اليقظ

يعد الانتظار اليقظ (بالإنجليزية: Watchful waiting) من الإجراءات نادرة الاستخدام؛ حيث يراقب الطبيب المريض عن كثبٍ دون إعطاء المريض أي علاجٍ حتى تظهر عليه الأعراض أو يحدث تغيرٌ من نوع معين في حالة المريض.[٣٢]


الرعاية التلطيفيّة لسرطان الرئة

تُعرف الرعاية الداعمة أو الرعاية التلطيفية (بالإنجليزية: Palliative therapy) بأنها مجالٌ طبي متخصصٌ يتضمن التعاون مع الطبيب بهدف تقليل الأعراض والعلامات المرافقة للمرض، وتخفيف الآثار الجانبية للعلاج، وتحسين نوعية وجودة الحياة، وتزويد المريض بالدعم الذي يحتاجه خلال جميع مراحل مرض السرطان، وتتضمن العلاجات التي تشملها الرعاية التلطيفية لسرطان الرئة؛ السيطرة على الألم وتخفيف الأعراض الأخرى مثل: الإعياء، والقلق، وانقطاع النفس، وقد يوصي الطبيب بمراجعة المتخصصين في الرعاية التلطيفية في أقرب وقت بعد التشخيص بسرطان الرئة؛ وذلك لضمان راحة المريض خلال فترة العلاج وما بعدها؛ إذ وُجد أنه في بعض الحالات قد تؤدي الرعاية التلطيفية المبكرة إلى حدوث تحسنٍ كبيرٍ وملحوظ في نوعية الحياة لدى مريض سرطان الرئة بالإضافة إلى تحسين المزاج،[٣٣][٣٤] ومن العلاجات التلطيفية لمريض سرطان الرئة ما يأتي:[٦]

  • العلاج بالأكسجين وموسعات الشعب الهوائية: لتحسين التنفس؛ إذ يُعاني مرضى سرطان الرئة من انخفاضٍ كبيرٍ في وظائف الرئة؛ سواء في حال تلقي العلاج أو عدم أخذه.
  • مسكنات الألم الأفيونية: (بالإنجليزية: Opioids)؛ للسيطرة على الألم.
  • علاجات الإمساك: إذ قد تتسبب بعض الأدوية؛ كمسكنات الألم الأفينونية بحدوث الإمساك؛ فيصف الطبيب معها أدويةً تخفف بدورها من حدوث الإمساك.


المتابعة الأولية بعد العلاج

تُعدّ المتابعة الأولية والمستمرة بعد العلاج مهمةً وضروريةً؛ حيث ينظم طبيب الأورام عادةً جدول فحوصات منتظمةٍ كل 3 أو 4 أشهرٍ تبعًا للعلاج الأولي الذي تلقاه المريض، وقد تتضمن الفحوصات: الفحص البدني، أو بعض تحاليل الدم، أو فحص الأشعة السينية للصدر، أو التصوير المقطعي المحوسب، أو فحوصاتٍ مخبريةٍ أخرى قد يطلبها الطبيبب لتقييم حالة المريض، وبعد مرور سنتين إلى ثلاث سنوات، فإن عدد الفحوصات المنتظمة تُجرى بمعدلٍ أقل؛ ولكن يجدر إجراء أكثر من فحصٍ واحدٍ سنويًا ويحدد ذلك الطبيب بناءً على التاريخ الصحي للمريض،[٣٥] وتجدر الإشارة إلى أن المرضى الذين تمت معالجتهم من سرطان الرئة يجب عليهم الإقلاع عن التدخين؛ حيث وُجد أن التدخين يزيد فرصة عودة الإصابة بسرطان الرئة مرةً أخرى؛ إذ ترتفع فرصة الإصابة بسرطان الرئة مرة أخرى لدى المدخنين مقارنةً بغيرهم، ويشار إلى أنّه في حال عودة الإصابة بسرطان الرئة؛ فإنه في العادة يكون غير قابلٍ للعلاج، ويعتمد العلاج الذي سيتلقاه المريض حينها على الرعاية التلطيفية والتي كما ذكر سابقًا تهدف إلى تخفيف الأعراض، أو تحسين نوعية حياة المريض، أو زيادة الفترة التي يمكن أن يعيشها، أو جميع ما سبق.[١٨]


أما فرصة عودة الإصابة بسرطان الرئة؛ فتعتمد على عوامل عدة منها طبيعة العلاج الأولي، ونوع سرطان الرئة، وكذلك المرحلة التي تم تشخيص السرطان بها، ويشار إلى أن معظم حالات عودة الإصابة بسرطان الرئة تكون خلال الخمس سنواتٍ الأولى بعد التشخيص، ولكن مع ذلك فإن خطر عودة الإصابة يكون موجودًا دائمًا، ويُمكن تصنيف عودة سرطان الرئة بناءً على موقع الإصابة الجديد إلى ما يأتي:[٣٦]

  • التكرار الموضعي: (بالإنجليزية: Local recurrence)؛ عندما يكون الورم السرطاني الجديد داخل الرئتين وبالقرب من موقع الورم الذي اكتشف أول مرة.
  • التكرار الناحيّ: (بالإنجليزية: Regional recurrence)؛ عندما يعود السرطان إلى الغدد اللمفاوية القريبة من مكان اكتشاف الورم الأول.
  • التكرار البعيد: (بالإنجليزية: Distant recurrence)؛ عندما تعود الإصابة بسرطان الرئة؛ لكن في مكانٍ آخر بعيدٍ عن مكان الورم الأول، مثل: الغدة الكظرية، أو الكبد، أو العظام، أو الدماغ.


كيفية التعامل في حال حدوث ضيق في التنفس

يُعاني العديد من المصابين بسرطان الرئة من ضيقٍ في التنفس خلال مرحلةٍ ما من المرض، وقد تساعدهم في هذه الحالة بعض العلاجات على الشعور بالراحة، مثل: الأدوية والأكسجين الإضافي، لكنها قد لا تعد كافيةً دائمًا لحل المشكلة، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الشعور بضيق التنفس أو زيادة شدة الأعراض؛ حيث توجد علاجاتٌ أخرى معروفةٌ قد يصفها الطبيب تكون قادرةً على التخفيف من ضيق التنفس، كما يجدر بالمريض اتباع بعض النصائح التي تساعده على التعامل مع حالة ضيق التنفس، وفيما يأتي بيان بعضٍ منها:[٤]

  • محاولة الاسترخاء: يُنصح بأداء أو ممارسة النشاط الذي يساعد الشخص على الاسترخاء والتحكم بالخوف في حال الشعور بضيق التنفس.
  • اختيار وضعيةٍ مريحةٍ: حيث قد يساعد انحناء الجسم للأمام على تخفيف ضيق التنفس لدى المريض.
  • التركيز على التنفس: بدلًا من محاولة ملء الرئتين بالهواء؛ فإنه من الأفضل أن يُركز المريض في حال حدوث ضيق التنفس على تحريك العضلات التي تتحكم بالحجاب الحاجز، بالإضافة إلى محاولة التنفس عبر الشفاه المضمومة، ثم إطلاق النفس مع نشاط المريض.
  • توفير الطاقة للأنشطة المهمة: حيث إن ضيق التنفس قد يكون مصحوبًا بالتعب والإرهاق؛ لذلك يُفضل خلال هذه الفترة التخلي عن تنفيذ المهام غير الضرورية، وتوفير المريض لطاقته في تنفيذ المهام الأساسية التي لا يُمكنه الاستغناء عنها.


نصائحٌ وإرشاداتٌ لمرضى سرطان الرئة

يشعر الكثير من الأشخاص بالقلق والكآبة والتوتر عند إصابتهم بالسرطان وأثناء تلقيهم للعلاج؛ حيث يعد علاج السرطان صعبًا على العقل والجسم على حد سواء؛ لذلك تجدر استشارة مقدم الرعاية الصحية حول بعض الطرق والإرشادات التي قد تخفف شدة هذه المرحلة، وتقلل من أثر الإصابة بالسرطان وأعراضه على حياة المريض اليومية، ومن أهم النصائح ما يأتي:[٣٧]

  • مناقشة المريض مشاعره وأفكاره مع الأهل والأصدقاء.
  • طلب المساعدة من الفريق الطبي المختص أو الأخصائي الاجتماعي.
  • التحدث مع مختصٍ نفسي.
  • استشارة الطبيب في حال الحاجة لبعض الأدوية التي تساهم في تخفيف القلق والاكتئاب.
  • الحفاظ على نشاط المريض الاجتماعي.
  • الانضمام إلى مجموعات دعم السرطان.
  • الإقلاع عن التدخين؛ ويعد ذلك مهمًا جدًا خاصةً في حال الإصابة بسرطان الرئة كما ذكر سابقًا؛ حيث إن التدخين يُقلل من فعالية العلاج، ويؤخر التعافي والشفاء بعد الجراحة؛ لذلك فإن تعافي المريض بعد الجراحة يكون أفضل في حال إقلاعه عن التدخين، كما قد يزيد الإقلاع عن التدخين من مدة حياة المريض بعد شفائه.[٣٨]


6244 مشاهدة

للأعلى للسفل
×