كيفية كتابة مقدمة بحث فقهي

كتابة:
كيفية كتابة مقدمة بحث فقهي

تحديد موضوع البحث

تحديد موضوع البحث الفقهي، وهنا يقدم الباحث مدخلًا للموضوع العام ويعرف به، ثم يتحدث عن أهمية الموضوع وأهدافه، حيث يوجز ما تم تقديمه في البحث، فيقدم التفصيل للعناوين الرئيسية ومن ثم الفرعية، وبيان أهمية كل عنوان بشكل موجز جدًا دون إسهاب، مع بيان أهم الصعوبات التي تمت مواجهتها في أثناء البحث إن وجدت.[١]

المقدمة تُكتب في نهاية كتابة البحث الفقهي أي بعد الانتهاء من جميع مراحل البحث والتي تتضمن: اختيار موضوع البحث والقراءة في المراجع والرجوع للمصادر الفقهية وبناء الخطة والكتابة الفعلية للبحث وكتابة الخاتمة.[١]


التطرق لأهداف البحث

أهداف البحث يجب أن ترتبط بشكل أساسي بمشكلة، وبالتالي يتم صياغة الأهداف بالاعتماد على مشكلة البحث الفقهية؛ حيث يتم تحويلها إلى أهداف يمكن قياسها وتحقيقها ضمن القيود والحدود المتبعة في البحث والدراسة والمجال البحثي الفقهي، والأهداف يمكن أن تقسم لأهداف رئيسة وأهداف فرعية أو ثانوية.[٢]

هذه الطريقة تساعد البحث على تركيز بحثه وتوجيهه بالطريقة السليمة، وبالتالي الوصول للنتائج الصائبة بما يحقق غايات البحث وتوضع الأهداف بشكل تعداد نقطي باستخدام العبارات التالية:[٢]

  • بيان العلاقة بين.. وبين.
  • معرفة الأسباب الكامنة وراء اختلاف.
  • تحديد الآثار والانعكاسات على الفرد.
  • بيان أهم الأحكام في.
  • التعرف على أهم القواعد الفقهية في مسألة.
  • بيان أهم الآراء المدارس الفقهية الأربعة في مسألة.


إدراج أهمية البحث

في هذا الجزء يتم مقدمة البحث، لاستعراض أهم المعلومات المتعلقة بـ (أهمية البحث) التي يتم رصدها بناء على أساسين:[٣]

  • الجانب النظري

حيث يقدم الباحث الأهمية العملية المستفادة من بحثه الفقهي، والتي يمكن أن يكون لها إسهامات في بيان وتوضيح بعض الاختيارات والآراء والأحكام، وإجراء بعد التعديلات والتغيرات على موضوع البحث وما يرتبط به من أمور أو مؤسسات أو هيئات أو أفراد وغيره.


  • الجانب التطبيقي

حيث يبين الباحث أنّ النتائج التي يتم التوصل إليها يمكن اعتمادها كمرجج للاستدلال وحجة والبرهان لبعض المسائل الفقهية بعد اعتمادها من قبل أهل العلم والمعرفة والفقه، خاصة في الأمور الفقهية المستجدة نتيجة التطور والتغير الاجتماعي.


تذكر أهمية البحث عبر تعداد نقطي يشبه لحد بعيد التعداد النقطي المذكور في أهداف البحث الفقهي.


تحديد المنهج المستخدم في البحث

هنا يُحدّد الباحث المنهج الذي اعتمد عليه في بحثه في العلوم الشرعية، وغالبًا ما يكون المنهج الاستنتاجي هو المنهج المعتمد في الأبحاث الشرعية والذي يمزج بين الاستقراء والاستنباط، وأبرز معالم المنهج الاستنتاجي التي يمكن إدراجها ضمن منهجية البحث الفقهي:[٤]

  1. حصر التطبيقات النبوية ضمن موضوع البحث.
  2. التفريق بين الكتاب والسنة وبين اجتهاد العلماء؛ إذ لا بد في الأبحاث الفقهية بيان الآراء كافة دون استثناء لمنع اللبس والاشتباه.
  3. التدقيق في تعاريف المصطلحات العام منها والخاص والمطلق والمقيد، وذلك باستقراء كنت أصول الفقه واللغة.
  4. الابتعاد عن الموضوعات كافة التي تثير الجدل، والاعتماد على القواعد العامة بما يخص موضوع البحث.
  5. حصر الآراء كافة بما يخص موضوع البحث واستحضار جميع الأدلة المتعلقة بالموضوع الفقهي بصرف النظر درجتها.
  6. عرض الحقائق التي تحدّث عنها علماء السلف، وذلك عند مناقشة مدلولات النصوص المحددة، ممّا يُساعد على تحقيق الفهم.
  7. التركيز على تحديد المسألة الفقهية بصورة كافية والابتعاد عن التعميم أو الإسهاب غير المُبرّر.
  8. تشخيص الواقعة التي يدور حولها موضوع البحث من خلال بيان الحكم الوارد فيها في القرآن والسنة.
  9. استخدام التحليل في مراحل متعددة من البحث، والاستقراء المكثف.
  10. بيان أنّ قواعد الاستنباط الناتجة (نتائج البحث الفقهي) ليست إلا وسيلة مساعدة لفهم التشريع الإسلامي.
  11. إظهار مراحل استنتاج الحكم المتضمنة القراءة وتحديد مسألة البحث واستعراض المجهود السابق وحصر المراجع، مع تقديم الأمثلة اللازمة حيث أمكن ذلك.
  12. تقديم المسائل التي تتناسب مع محتوى الفصل؛ حيث تكون مسائل فردية ونظرية يمكن فهمها من عامة الناس مما يسهل الفهم.


ذكر أهم المصادر التي سيعتمد عليها البحث

في هذا الجزء من المقدمة يوضّح الباحث أهم المصادر المعتمد عليها في عملية البحث والتي أهمها: القرآن والسنة وكتب العلوم الشرعية للعلماء التي تتضمن الاجتهادات والآراء الفقهية للمدارس الأربعة، ومن ثم يتم ذكر الدراسات السابقة والتي تخدم موضوع البحث الفقهي ويبين ما لها من آثار وتوثق بالشكل الصحيح؛ حيث يذكر المؤلف وسنة النشر.[٥]

ويفضل استخدام الدراسات ذات تاريخ قريب لوقت تقديم البحث الفقهي منعًا للجدل والمناقشات في حال وجود أيّ عوامل زمنية مؤثرة على النتائج ومصداقية الدراسات القديمة.[٥]

ختامًا، إنّ كتابة مقدمة فقهية يعني الاعتماد بشكل أساسي على أساسيات البحث العلمي، وذلك من خلال عرض موضوع البحث والأهداف والأهمية للبحث والمنهج والمصادر المعتمدة، قد يختلف البحث الفقهي عن البحوث الأخرى بحساسية المصادر المعتمدة (تشمل القرآن والسنة والإجماع وكتب العلماء) والمنهجية المستخدمة المتمثلة بالمنهجية الاستنتاجية.

المراجع

  1. ^ أ ب اعضاء كلية الشريعة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، البحث الفقهي ارشادات واضاءات، حقيبة ارشادية في اعداد البحث الفقهي، صفحة 3-6. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد المحمودي، منهاج البحث العلمي، صفحة 102-103. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، اساسيات البحث الفقهي نسخه الكترونية، صفحة 8. بتصرّف.
  4. سعيد صيني، منهج الابحاث الشرعية، صفحة 8-14. بتصرّف.
  5. ^ أ ب فريق جامعة الشارقة، مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والدراسات، صفحة 8. بتصرّف.
6877 مشاهدة
للأعلى للسفل
×