إذا كنتم أنتم أيضا تشعرون بانخفاض في القدرة السمعية، فعلى ما يبدو قد حان الوقت لزيادة استهلاك الأوميغا 3. دراسة نمساوية حديثة وجدت أن الاستهلاك المنتظم للأوميغا 3 يساعد في التقليل من خطر حدوث الانخفاض في القدرة السمعية المرتبط بالعمر.
مشكلة فقدان السمع هي الضرر الحسي الأكثر شيوعا في الولايات المتحدة والتي تصيب أكثر من 36 مليون شخص. البيانات المتعلقة بانتشار اضطرابات السمع هي أيضا مثيرة جدا للقلق بحيث ان ما يقرب من 10٪ من السكان يعانون من مشاكل في السمع. واحد من كل ستة أشخاص في سن العمل من سن 40 الى 65 يعاني من ضعف السمع وما يقرب من ثلث الأشخاص فوق سن 65 عاما يعانون من اضطراب في السمع. التراجع في نوعية السمع قد يضر بالأداء الوظيفي اليومي ونوعية الحياة، وبالتالي هناك أهمية كبيرة للتشخيص المبكر والعلاج الملائم لهذه المشكلة من أجل منع تدهور القدرة السمعية.
هذا هو السبب في أن نتائج الدراسة الجديدة التي أجريت في جامعة سيدني في استراليا كانت مشجعة للغاية. حيث وجدت الدراسة أن زيادة استهلاك الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة من نوع أوميغا 3 التي مصدرها من أسماك المياه الباردة، قد تقلل من خطر فقدان السمع المرتبط بالعمر. على الأقل وجبتين من السمك اسبوعيا بالمقارنة مع وجبة واحدة أو أقل كانت مرتبطة بتقليل مخاطر فقدان السمع لدى 42٪ من الأشخاص فوق سن 50.
"النظام الغذائي الغني بالأحماض الدهنية الغير مشبعة من نوع أوميجا 3 يمكن أن يساعد في منع أو تقليل تطوير مشكلة فقدان السمع المرتبطة بتقدم العمر"، هذا ما أفادته الدراسة التي أجريت بقيادة الباحث بول ميتشل (Paul Mitchell).
أظهرت الدراسات السابقة في هذا المجال أن مواد غذائية أخرى، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية أوميغا 3، مرتبطة بموضوع السمع. وهي تشمل حمض الفوليك الذي تم فحصه في عام 2007 في جامعة واشنطن حيث تم في هذا الصدد فحص 728 شخص. بالإضافة إلى ذلك، تناولت الدراسات المختبرية الأخرى تأثير المكونات الغذائية الأخرى على موضوع السمع.
في الدراسة الحالية التي نشرت في المجلة المرموقة American Journal of Clinical Nutrition، جمع بول ميتشل وفريقه معلومات من -2،956 مشارك الذين سئلوا عن عادات استهلاك الأوميغا 3 ومكملات غذائية أخرى. أشارت النتائج إلى وجود صلة بين اتباع نظام غذائي غني بالأحماض الدهنية أوميغا 3 وبين المحافظة على القدرة السمعية. يعتقد الباحثون أنه في أعقاب هذه النتائج فهناك مبرر لإجراء دراسات تدخلية لتعزيز هذا الادعاء.
يقول اختصاصي التغذية: "الأحماض الدهنية أوميغا 3 مرتبطة بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك صحة القلب، تقليل الالتهابات في الجسم، التطور السليم للأطفال، مشاكل المفاصل وغيرها. بشكل أوسع يمكن القول انه في كل مرة نحسن فيها من استهلاك العناصر الغذائية المهمة لأنشطة أجسامنا السليمة من كمية دون المستوى الأمثل الى الكمية الأمثل، فسوف نلاحظ تحسن في حالتنا الصحية العامة". ( اقرا أيضاً..كيف نحد من مشاكل المفاصل في اليدين؟)
الأحماض الدهنية غير المشبعة أوميغا 3 هي ضرورية للنشاط السليم لجسمنا، ولكن الجسم لا يمكنه أن ينتجها بشكل مستقل، وبالتالي تزيد أهمية استهلاكها في الغذاء أو عن طريق المكملات الغذائية. أفضل مصدر للأحماض الدهنية أوميغا 3 هو أسماك المياه الباردة مثل السلمون. بالإضافة إلى ذلك، يمكن العثور على مستويات منخفضة من أحماض أوميغا 3 أيضا من عدد من الأطعمة النباتية مثل بذور الكتان والجوز.