محتويات
لحمية الأنف
لحمية الأنف أو الزوائد الأنفية Adenoids، تُعرف أيضًا باسم اللوزتين البلعومية Pharyngeal Tonsils، وهي عبارة عن كتلة من الأنسجة الليمفاوية، تشبه اللوزتين وترتبط بالجدار الخلفي للبلعوم الأنفي في الجزء العلوي من الحلق الذي ينفتح في التجويف الأنفي، تتكوّن الطبقة السطحيّة من لحمية الأنف من خلايا طلائية مهدّبة، مغطّاة بغشاءٍ رقيقٍ من المخاط، أمّا الأهداب فهي عبارة عن عضيّات تشبه الشعر ولكنّها مجهرية -أي أنها صغيرة جدًا- وتتواجد على سطح الخلايا حيث تتحرّك بشكلٍ يشبه الأمواج، كما تحتوي لحمية الأنف على غددٍ تعمل على إفراز المخاط لتجديد الطبقة السطحية، أما وظيفة اللحمية الأنفية هي الحماية، حيث يقوم المخاط بحمل العوامل العدوى وجزيئات الغبار التي استنشقها الأنف خلال عملية التنفّس من الأنف إلى البلعوم، حيث تكون الخلايا الطلائية هناك أكثر مقاومة،[١] واللحمية الأنفية تشكّل جزءًا من حلقة فالداير اللوزية، والتي تشمل مكوّناتها اللحمية، اللوزتين الحنكية، واللوزتين اللسانية، وفيما يلي سيتم الحديث بتفصيلٍ أكثر عن لحمية الأنف.[٢]
موقع لحمية الأنف
يبدأ تكوّن لحمية الأنف خلال أواخر الثلث الأول من الحمل أي في الشهر الثالث، وتتكوّن بشكلٍ كامل بحلول الشهر السابع، تنشأ اللوزتين البلعومية في خط الوسط الخلفي للبلعوم الأنفي من الأديم الباطن البلعومي، لها شكل هرميّ مكوّن من الأنسجة الليمفاوية، له قمة تمتد نحو الحاجز الأنفي، وقاعدة لحمية الأنف تكون عند الجدار الخلفي للبلعوم الأنفي، أمّا سطح اللحميّة الأنفيّة فهي مغمورة بعدّة طبقات مع بعض الخبايا، يتواجد جراب بلعومي في المنتصف يمتد إلى الأعلى والخلف، وهذا الجراب هو موقع الارتباط بين الحبل الظهري والأديم الباطن للبلعوم البدائي، مجهريًا؛ تُغطّى اللحمية الأنفية بنفس النسيج الطلائي مثل الموجود في الجهاز التنفسي، وهي خلايا طلائية عموديّة كاذبة ولها أهداب، ويغطّي النسيج الطلائي لحمية الأنف وبعض الأجزاء تغطّى بالنسيج الطلائي الحرشفي الطبقي غير الكيراتيني.
ويوجد أيضًا طبقة نسيج ضام تتكوّن من ألياف شبكيّة، تمتد من النسيج الضام إلى داخل لحمية الأنف كحواجز يقسمها 4-6 أجزاء، توجد مجموعة من الغدد المخاطية المصلية داخل النسيج الضام مع قنواتها الممتدة عبر اللحمية الليمفاوية، وتتلقّى الزوائد الأنفية إمدادات الدم عن طريق ستة شرايين وهم:[٣]
- الشريان البلعومي الصاعد.
- الشريان الحنكي الصاعد.
- فرع اللوزتين من شريان الوجه.
- الفرع البلعومي للشريان الفكي.
- شريان القناة الجناحية.
- الشريان القاعدي.
ويتم التصريف الوريدي عبر الضفيرة الوريدية تحت المخاطية الداخلية والخارجية، بعد الخروج من السطح الجانبي للوزتين، تنضم الأوردة المتصاعدة إلى الأوردة المجاورة للوزة والتي تخترق المضيق العلوي للانضمام إلى الضفيرة الوريدية البلعومية، كما أنه قد تصب أيضًا في الأوردة الوداجية الداخلية وأوردة الوجه، أما التصريف الليمفاوي فهو يكون عبر الحيّز البلعومي الفكّي والعقد الليمفاوية خلف البلعوم.[٤]
أهمية لحمية الأنف
للحميّة الأنف وظيفة مناعيّة مهمّة؛ حيث تعتبر لحمية الأنف مع الأنسجة الليمفاوية الأخرى في البلعوم الأنفي خط الدفاع الأول ضد مسببات الأمراض التي يتم استنشاقها أو ابتلاعها خلال عملية التنفس، وتتمثّل أهميتها بدورها في أنّ لحمية الأنف تعمل على إنتاج الخلايا التائية والخلايا البائية بالتشارك مع اللوزتين، يحتوي نسيج لحمية الأنف على خلايا متخصصة، تعمل هذه الخلايا على التقاط المستضدات (ACC) وخلايا M، التي تقوم بامتاص المستضدات المسببة للأمراض ثم تعمل على تنبيه الخلايا البائية الكامنة، ثم تتنشط الخلايا البائية، يؤدي تنشطها إلى انتشارها في مناطق تسمى المراكز الجرثومية، هذا يساعد في انتاج الغلوبولين المناعي IgA، تساعد اللحميات في هذه الآلية في تطوير الذاكرة المناعية طوال فترة الطفولة، وهذه الذاكرة المناعية يتم فيها وبإستخدام الأجسام المضادة تذكر العوامل المسببة للأمراض عندما تتعرضلها مرة أخرى، بالإضافة إلى ذلك توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أن اللحمية الأنفية تنتج أيضًا الخلايا اللمفاوية التائية مثل الغدة الزعترية، كما يمكن أن تعمل لحمية الأنف كمخزن للبكتيريا للجيوب الأنفية، بالتالي تدخل في التسبب في التهاب الجيوب الأنفية المزمن. [٥]
أمراض لحمية الأنف
يتم تشخيص امراض لحمية الانف عن طريق إجراء تنظير داخلي أو التصوير المقطعي المحوسب CT، أو عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث أنه قد تتعرض لحمية الأنف لمجموعة من الأمراض، وفيما يأتي بعض هذه الأمراض:[٦]
تضخم لحمية الأنف
تحدث للأطفال، تتضخم اللحمية الأنفية ويزداد حجمها نتيجة للعدوى أو لأسباب غير معروفة، تضخم لحمية الأنف يمكن أن يتعارض مع التنفس ومع تدفق االمخاط،[٧] عادةً ما تتضخم لحمية الأنف عندما تصاب بالعدوى، ولكنها تعود إلى حجمها الطبيعي عندما تنحسر العدوى. ومع ذلك -في بعض الحالات- تبقى اللحمية متضخمة حتى بعد زوال العدوى، يمكن أن تتضخم لحمية الأنف نتيجة لحساسية أو يمكن أن يولد الطفل منذ البداية بلحمية متضخمة.[٨]
لمزيدٍ من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: طرق علاج تضخم اللحمية خلف الأنف عند الأطفال.
توقف التنفس أثناء النوم
وهو ما يعرف بانقطاع النفس الانسدادي النومي حبث قد تتسبب الزوائد الأنفية المتضخمة في إعاقة تدفق الهواء عبر الحلق بشكل متقطع يمكن أن يؤدي ذلك إلى توقف الشخص عن التنفس لبضع ثوان ويمكن أن يحدث ذلك عدة مرات كل ليلة،[٩] ويتوقف تدفق الهواء لأن مساحة مجرى الهواء في منطقة الحلق ضيقة جدًا، وسمة انقطاع النفس الانسدادي النومي هو الشخير، حيث ينتج الشخير عن تدفق الهواء عبر مساحة مجرى الهواء الضيقة، يمكن أن يتسبب توقف التنفس أثناء النوم غير المعالج في مشاكل صحية خطيرة مثل :ارتفاع ضغط الدم، أو حدوث مرض قلبي أو سكتة دماغية.[١٠]
لمزيدٍ من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: انقطاع التنفس أثناء النوم.
التهابات الأذن
قد تتسبب الزوائد الأنفية المتضخمة في سد قناة استاكيوس عند الأطفال التي تصب السوائل من الأذنين إلى الحلق، فإذا كانت هذه القنوات غير قادرة على تصريف السوائل، فقد تؤدي إلى عدوى الأذن المتكررة، كما يمكن أن يحدث فقدان السمع المؤقت.[١١]
لمزيدٍ من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: أسباب التهابات الأذن.
التهاب لحمية الأنف
يحدث التهاب لحمية الأنف نتيجة الإصابة بعدوى بالبكتيريا أو الفيروسات[١٢]، مثل العدوى ببكتيريا المكورات العقدية أو فايروس ايبشتاين- بار أو الفيروسات الغدانية أو الفيروسات الأنفية، عندما تلتهب لحمية الأنف فإنها لا تقوم بوظائفها بالشكل الصحيح، يبدأ التهاب الغدة على شكل تورم أو تضخم في الزوائد الأنفية، قد يؤدي التورم إلى سد مجرى الهواء أو تقييده، كما أنه قد يجعل التنفس من أنف المريض صعبًا، ومن أعراض التهاب لحمية الأانف: [١٣]
- تجعل المريض يتحدث بطريقة تبدو أنها من خلال أنف.
- التهاب أو جفاف الحلق من التنفس عن طريق الفم.
- يصبح التنفس من خلال الفم أكثر راحة من التنفس من خلال الأنف.
- الشخير أثناء الليل أو في أي وقت ينام المريض.
- أعراض العدوى، مثل سيلان الأنف الذي ينتج المخاط الأخضر أو تغير لونه.
هناك مجموعة من العوامل تزيد من خطر إصابة المريض بالتهابات لحمية الأنف، وتشمل هذه العوامل ما يأتي:
- الالتهابات المتكرّرة في الحلق أو الرقبة أو الرأس.
- التهابات اللوزتين.
- ملامسة الفيروسات والجراثيم والبكتيريا.
ويتم تشخيص التهاب لحمية الأنف عن طريق:[١٤]
- فحوصات الحلق باستخدام المسحات للحصول على عينات من البكتيريا والكائنات الحية الأخرى.
- اختبارات الدم لتحديد وجود الكائنات الحية.
- الأشعة السينية لرأس المريض ورقبته لتحديد حجم اللحمية الأنفية ومدى الإصابة.
لمزيدٍ من المعلومات، يمكنك قراءة المقال الآتي: التهاب لحمية الأنف.
هل يمكن استئصال لحمية الأنف
عندما تصبح اللحمية الأنفية لدى الطفل متورّمة، وأحيانًا تصاب بالعدوى، أو عندما يتسبّب تضخم اللحمية في صعوباتٍ في النوم أو التنفّس، أو ظهرت أعراض لمشاكل في اللحمية الأنفية يمكن أن يتم علاجها بالأدوية، ولكن إذا استمرت الأعراض فإنّ الطبيب يوصي بإجراء عمليةٍ جراحيةٍ لإزالة لحميّة الأنف، ومن هذه الأعراض:[١٥]
- التنفّس عن طريق الفم بشكلٍ متكررٍ.
- انسداد الأنف أو وجود سيلان دون وجود أعراض مرض آخر.
- جفاف الفم وتشقق الشفاه.
- تنفّس صاخب.
- صوت أنفي.
- التهابات الأذن المتكرّرة أو المستمرة.
- الشخير.
- النوم الرديء أو توقف التنفس أثناء النوم.
دواعي استئصال لحمية الأنف
ومن دواعي استئصال لحمية الأنف الآتي:
- الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم بسبب تضخم اللحمية.
- عدوى الأذن المتكررة التي لا تستجيب للمضادات الحيوية.
- تراكم السوائل في الأذن وأوجاع الأذن من تورم اللحمية الأنفية..
- عدوى متكررة في اللحمية الأنفية لا تزول بالمضادات الحيوية.
- النعاس المفرط خلال النهار بسبب اللحمية الأنفية التي تتداخل وتسبب مشاكل في النوم.
- مشاكل السلوك أو التعلم نتيجة للنوم الردي.
مضاعفات استئصال لحمية الأنف
وقد تستغرق الجراحة عادةً أقل من ساعة، في البداية يتم تخدير المريض، ثم يقوم الطبيب بكيّ أو قطع أنسجة اللحميّة، يمكن للمريض العودة في نفس اليوم إذا لم تحدث أيّ مضاعفات للمريض، هذه الجراحة تعتبر آمنة، والأطفال الأصحاء لديهم مخاطر منخفضة للمضاعفات. ومع ذلك فإنّ الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة لاستئصال لحميّة الأنف تشمل:
- مشاكل البلع.
- الحمّى.
- استفراغ وغثيان.
- التهاب الحلق.
- ألم الأذن.
- رائحة الفم الكريهة.
ومن المهم التنويه أنّ الأبحاث الحديثة تشير إلى أنّ إزالة الزوائد الأنفيّة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراضٍ تنفسيّة ومعدية وحساسية في وقتٍ لاحقٍ من الحياة، وقد تنطوي الجراحة أيضًا على خطر الإصابة بالعدوى أو مضاعفاتٍ أخرى، يمكن أن تنمو الزوائد الأنفية أحيانًا بعد الجراحة، لكن هذا يعدّ أمرًا نادر الحدوث، وفي حال كان الطفل ينزف من الأنف أو الفم بعد إزالة اللحميّة الأنفيّة بعد الجراحة، فمن الضروري مراجعة الطبيب فورًا.[١٦]
المراجع
- ↑ "Adenoids", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Anatomy, Head and Neck, Adenoids", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Adenoids", www.kenhub.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Adenoids", www.kenhub.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Anatomy, Head and Neck, Adenoids", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Picture of the Adenoids", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Picture of the Adenoids", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Enlarged Adenoids", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Picture of the Adenoids", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Obstructive Sleep Apnea", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Picture of the Adenoids", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Picture of the Adenoids", www.webmd.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Adenoiditis: An Infection of Your Infection-Fighting Tissue", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Adenoiditis: An Infection of Your Infection-Fighting Tissue", www.healthline.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Risks and effects of adenoid removal", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.
- ↑ "Risks and effects of adenoid removal", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-06-11. Edited.