محتويات
آلام الظهر لها تأثير كبير على جودة الحياة، وهذا الضرر ومدى حدته يؤثران أيضا في اختيار نوعية العلاج. اقرأ المقال لتعرف أكثر.
آلام الظهر، خاصة ألم أسفل الظهر، هي إحدى الشكاوى الطبية الأكثر شيوعاً. نحو الثلثين منا سوف يعاني من آلام الظهر في مرحلة ما، و85% من الحالات لا يتم فيها العثور على سبب محدد رغم إجراء فحص طبي دقيق.
آلام الظهر لها تأثير كبير على جودة الحياة، وهذا الضرر ومدى حدته يؤثران أيضا في اختيار نوعية العلاج.
عوامل الإصابة وفرص الخطر
آلام الظهر تصيب الرجال والنساء على حد سواء، ولكن هناك عوامل تزيد من فرص الإصابة، فهي أكثر ظهوراً بين:
- تظهر لأول مرة عادة ما بين سن 30 - 50 عاما.
- المدخنين وذوي الوزن الزائد.
- كبار السن والعاملين في مهن تتطلب الجلوس لفترات طويلة أو العمل البدني.
أسباب ألم الظهر
من المهم أن نميز بين آلام الظهر الناتجة عن وجود مشكلة في الظهر، وبين آلام الظهر التي ترتبط بمشكلة أخرى قد تؤثر على الظهر - أعضاء البطن، الحوض والصدر. وهنالك مصادر رئيسية لآلام الظهر، وهي:
1. مصدر عصبي
آلام الظهر التي مصدرها الجهاز العصبي، عادة ما تحدث بسبب حدوث الفتق (Hernia) أو بروز القرص (مبنى موجود بين فقرات الظهر يعمل "كمانع للصدمات")، هذا الألم يميل لأن يكون حاداً ويؤثر على منطقة معينة.
إذا كان الألم مصحوبا بشعور بالخدر في منطقة الساق، التي تتأثر بالعصب المصاب، فهذا الوضع يسمى عرق النسا (sciatica).
فتق القرص يتطور مع تقدم العمر، عندما تضمر الأقراص وتصبح رقيقة أكثر فأكثر. الجزء المركزي من القرص، والذي يتكون من نوع من المادة الهلامية، يبرز من خلال القرص الرقيق ويضغط على جذر العصب.
في سن الـ 30 عاما تبدأ عملية ضمور الأقراص الموجودة ما بين الفقرات، ولكن فقط في القليل من الحالات يؤدي هذا الأمر إلى آلام الظهر.
2. مصدر عضلي
آلام الظهر نتيجة لتصلب العضلات، هذا الوضع يحدث عادة بسبب رفع حمل ثقيل بشكل غير صحيح، النوم بوضعية غير ملائمة أو الحركة المفاجئة.
تقلص كهذا للعضلات يمكن أن يؤدي إلى تقييد في الحركة وإلى آلام الظهر، يكون مركزها في مجموعة العضلات المحددة.
3. تشوهات في الهيكل العظمي
إذا كانت بنية العمود الفقري غير صحيحة، قد يحدث ألم في الظهر. ويمكن لهذه الحالات أن تحدث على مستويين:
- الأمام - الخلف: عندما يكون انحناء العمود الفقري الطبيعي (قعس وحداب - Lordosis and kyphosis) مبالغا فيه.
- الجانب: الجنف (Scoliosis) - الوضع الذي يتطور فيه انحناء للعمود الفقري إلى جانب واحد.
4. حالات مرضية معينة أخرى
حالة أخرى قد تسبب آلام الظهر، والتي تنتج عن تضرر مبنى الهيكل العظمي، هي هشاشة العظام (Osteoporosis). في هذه الحالة قد يظهر بعض الضغط في فقرات العمود الفقري.
كما أن هناك العديد من الظواهر التي يمكن أن تسبب أوجاع الظهر، مثل:
- التهاب الزائدة الدودية.
- النوبة القلبية.
- أمراض الكلى.
- التهاب المسالك البولية وغيرها.
5. أسباب محتملة ولكن غير شائعة
هناك أيضاً حالات أخرى تعتبر من أسباب آلام الظهر الأقل شيوعاً، ألا وهي:
- متلازمة ذيل الحصان، هذا الحالة هي من حالات الطوارئ التي يحدث فيها ضغط على الحبل الشوكي نفسه، وتسبب الألم والخدر ومشاكل في السيطرة على المثانة.
- ورم سرطاني في العمود الفقري.
- تلوث في العمود الفقري.
- التهاب المفاصل، غالباً ما تؤثر أمراض المفاصل التنكسية على مفاصل الحوض، الركبتين، اليدين وأسفل الظهر.
علاجات آلام الظهر
هناك عدة إجراءات وعلاجات تساعد على التخفيف من آلام الظهر، إليك أهمها:
1. تغييرات في نمط الحياة
قد ينصحك الطبيب بالأمور التالية:
- النوم مع وضع وسادة بين الساقين، على الجانب، قد تكون مريحة وتخفف الألم
- وضعية أخرى يوصى بها هي النوم على الظهر مع وضع وسادة تحت الركبتين.
- الراحة، إذ يوصي معظم الخبراء بتقليل الأنشطة المعتادة لمدة لا تزيد عن 48 ساعة.
انتبه: الراحة المفرطة تؤدي إلى إطالة فترة الشفاء، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات مثل تجلط الدم في الساقين. يجب العودة إلى مواصلة الأنشطة المعتادة، في أسرع وقت قدر الإمكان.
2. علاج آلام الظهر بالأدوية
قد يقوم الطبيب بوصف الأدوية التالية للسيطرة على الحالة:
- الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تتطلب وصفة طبية (مثل آيبوبروفين).
- الستروئيدات - فقط في حالات معينة.
3. علاج آلام الظهر بالجراحة
يوصى بالعملية الجراحية في حالات نادرة فقط، مثل متلازمة ذيل حصان أو عرق النسا.
يجب أن تأخذ في الاعتبار أن العلاج الأولي يعتمد على الافتراض بأن حوالي 90٪ من حالات آلام الظهر تختفي من تلقاء نفسها في غضون شهر.
حالات تستدعي استشارة الطبيب
الحالات التي توجب التوجه إلى الطبيب على الفور:
- ألم الظهر بعد صدمة، مثل السقوط من ارتفاع، وحوادث الطرق وما شابه ذلك.
- لدى الأشخاص فوق سن الـ 70 عامًا.
- أمراض السرطان في الحاضر أو الماضي.
- تلوث حدث مؤخرا في أحد أعضاء الجسم.
- الحمى.
- عندما يكون الألم في حالة الراحة أشدّ منه في حالة النشاط.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- سلس البول.
- عدم وجود تحسن على الرغم من العلاج الطبي.
أمور لا ينصح بها لعلاج ألم الظهر
الأدوية التي تسبب إرخاء العضلات لا ينصح بها، عادة، لمعالجة آلام الظهر، وذلك لأن هذه الأدوية لم تثبت فاعلية أكبر من فاعلية مجموعة الأدوية المضادة للالتهابات، ولم يثبت حتى أن هناك أفضلية عند دمج المجموعتين معا.