محتويات
لماذا سمي العيد عيداً
سُمّي العيد بهذا الاسم لاعتياد النّاس عليه،[١] ويعود اشتقاق اسم العيد من العَوْد؛ لأنّه يعود في كلّ عام،[١][٢] والعيد يطلق على ما يكون فيه اجتماع بشكلٍ متكرّر معتاد،[٣] وقيل سُمّيَ عيداً بسبب عودة الفرح والسّرور، وقيل بسبب تفاؤل مَن يحضره بعودته وتكراره،[٤] ففي كلّ مرّة يعود فيها يأتي بالفرح، كما أنّ الله -تعالى- يعود به على عباده بإحسانه إليهم في كلّ أيّامه.[٥]
الحكمة من مشروعية العيد ومقاصده
شرع الله -تعالى- عيد الفطر بعد إتمام العباد وقيامهم بأداء فريضة الصّيام، وما في شهر رمضان من القيام، وقراءة القرآن الكريم، وأداء حقّ الله -تعالى- بتوفيقه -سبحانه- وإعانته، فشُرع العيد نعمةً من الله -تعالى- وكرماً منه على عباده، ليشكروا الله -تعالى- فيه ويحمدونه، ويظهرون الفرح والسّرور، ويرجون الله -تعالى- أن يتقبّل منهم، ولذلك سُمّيَ العيد بيوم الجوائز، حيث إنّ المسلمين بعد انصرافهم من صلاة العيد يكونون وكأنّ كلّ واحد منهم قد أخذ جائزته وذهب، وهذه الجائزة من الله -تعالى- جزاءً لهم.[٦]
كما أنّ الفرح في العيد لا يختّص بفئة معيّنة، بل يشمل عامّة المسلمين، وهذه الفرحة نابعة من المجتمع الذي يعيشون فيه،[٧] ويخرج لحضور صلاة العيد المسلمون جميعهم بصغارهم، وكبارهم، ورجالهم، ونسائهم، فيتوجّهون للمصلّيات مكبّرين مهلّلين،[٨] مُمتنّين لله -تعالى- على ما أنعم عليهم من إتمام شهر رمضان،[٩] كما يحرص المسلمون على إخراج زكاة الفطر في عيد الفطر طُهرة للصّائم من اللّغو والرفث، ومساعدةً للفقراء والمساكين، فيظهر بذلك التّكافل الاجتماعي في الإسلام،[١٠] أمّا عيد الأضحى فيأتي بعد قيام المسلمين بأداء فريضة الحجّ،[٧] ويقوم المسلمون فيه بذبح الأضاحي فيأكلون منها، ويقومون بتوزيعها على الأقارب، والأصدقاء، والفقراء.[١١]
مظاهر الفرح والابتهاج بالعيد في الإسلام
يفرح المسلمون بقدوم العيد فرحاً مليئاً بالطّاعات التي تصلهم بخالقهم، وبإخوانهم المسلمين، والتي تُحقّق حاجاتهم الإنسانية، ففيه الصّلاة، والذّكر، والتّكبير، والتجمُّل بأحسن الثّياب، وتهنئة الأقارب، والأصدقاء، والمعارف، وفيه زكاة الفطر، وإحياء سنّة نبينا إبراهيم -عليه السّلام- من خلال ذبح الأضاحي، والتّذكير بطاعة ابنه إسماعيل -عليه السّلام- لله وقبوله بحكمه -تعالى-، والتّذكير بالأضحية وما تتضمّنها من الإخلاص لله -تعالى- وتوحيده، والتّقرب إلى الله -تعالى- من خلالها.[١٢]
وفيه القيام بصلاة العيد التي يرجع منها المسلمين بتجارة رابحة مع الله -تعالى-،[١٣] ويفرح العباد فيه بمجاهدة أنفسهم على الطّاعات، وتغلّبهم على المعاصي،[١٤] ويقومون بصلة الرّحم، والتّزاور مع الأقارب والأحباب ابتغاء تحصيل الأجر،[١٥] وقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)،[١٦][١٧] وفي العيد يعمّ الفرح على المسلمين لمجرد اشتراكهم معاً في استقبال العيد ووحدتهم فيه.[١٨]
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 265، جزء 62. بتصرّف.
- ↑ ابن الأنباري (1992م)، الزاهر في معاني كلمات الناس (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 291، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سليمان السحيمي (2003م)، الأعياد وأثرها على المسلمين (الطبعة الثانية)، المدينة المنورة: عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم الحدادي، العيد، ناقص: دار الوحيين، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ محمد رسلان (1439هـ)، العيد واجتماع المسلمين، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ ابن جبرين، شرح عمدة الأحكام، صفحة 3، جزء 24. بتصرّف.
- ^ أ ب مصطفى السباعي (1997م)، هكذا علمتني الحياة (الطبعة الرابعة)، سوريا: المكتب الإسلامي، صفحة 118. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 268، جزء 62. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، صفحة 335، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 264، جزء 62. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 267، جزء 62. بتصرّف.
- ↑ محمد الشحيمي (2014م)، العيد فرحة وآداب (الطبعة الأولى)، صفحة 9-10. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 264، جزء 62. بتصرّف.
- ↑ أحمد الزيات، مجلة الرسالة، صفحة 15، جزء 254. بتصرّف.
- ↑ محمد الشحيمي (2014م)، العيد فرحة وآداب (الطبعة الأولى)، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2067، صحيح .
- ↑ محمد الشحيمي (2014م)، العيد فرحة وآداب (الطبعة الأولى)، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ أحمد الزيات، مجلة الرسالة، صفحة 10، جزء 254. بتصرّف.