لماذا سمي جبل عرفة بهذا الاسم

ما السبب وراء تسمية جبل عرفة بهذا الاسم؟

يرتبط جبل عرفة بيوم عرفة الفضيل والذي يوقّره جميع المسلمون في كل بقعة من بقاع الأرض، فما السبب وراء تسمية جبل عرفة بهذا الاسم؟ وما أهمية هذا الجبل بالنسبة للمسلمين.

قيل في سبب تسمية جبل عرفة بهذا الاسم عدّة أسباب نوردها على النحو الآتي:^[١]

• نسبة لما حدث مع نبي الله آدم -عليه السّلام- بعدما أنزله الله -تعالى- هو وزوجته من السماوات العليا إلى الأرض، فتفرّقا فيها وبقيا يبحثان عن بعضها البعض حتى التقيا على هذا الجبل؛ فسُمّي عرفة لتعارفهما فيه، وقد استبعد العلماء هذا السبب لكون آدم وحواء قد نزلا سويةً من الجنّة دون أن يفترقا.
• نسبة لما فعله نبي الله إبراهيم -عليه الصّلاة والسلام-؛ لمّا نادى النّاس في الحجّ، ودعا الله -تعالى- أن يُريه مناسك الحج ويعلّمه إياها، فبعث الله له جبريل -عليه السلام- وخرج برفقتِه إلى مِنى وأراه المكان الذي تُرمى به الجمرات، وفي النهاية ذهب معه إلى جبل عرفة وبيّن له الموقف المُقرر أن يقف به الحجيج على الجبل وقال له: "أعرفت المناسك؟ قال: عرفت"، فسُمي الجبل عرفات لأنَّ جبريل -عليه السلام- سأله عن معرفته للمناسك التي علّمه إياها.
• بسبب تعرُّف النّاس على بعضهم البعض على هذ الجبل؛ حيث تأتيه الناس أفواجاً للحجِ في كل عام من شتى الأماكن ويلتقون على ذلك الجبل، ليكون مكان وسبب تعارفهم.

وأيًا كان السبب في التسمية، فالجبل يشتهر بهذا الاسم ولا علاقة للتسمية بالنُّسك الذي يُؤدى فيه، والأقوال السابقة هي أشهر الأقوال التي ذُّكرت في سبب التسمية، وتجدر الإشارة إلى أنّ عرفة اسم للزَّمان واليوم، وعرفات اسم للمكان.

أين يقع جبل عرفة؟ 

يقع جبل عرفة شرقي مكة، ويبعُد عنها ما يقارب واحدٍ وعشرين كيلو متراً، وهو في الطريق المؤدية إلى الطائف،^[٢] وتمتاز منطقة عرفة بأنَّها منطقة ذو سعة كبيرة جداً؛ فهي تمتد من الجهة الشماليّة ما يقارب أربعة كيلو متر شمال جبل عرفة، ومن الجهة الجنوبيّة والغربية قرابة اثنين أو ثلاثة كيلو متر، ويمتد شرق الجبل إلى الجبال الطويلة.^[٣]

وأما منطقة نمرة فاختلف العلماء في كونها من عرفة أم لا؛ حيث فذهب جمعٌ من العلماء إلى أنها ليست من عرفة لاختصاصها باسم يختلف عنه، بينما قال آخرون بأنّها جزءٌ من عرفة، مُستدلين بما أخرجه مسلم من حديث جابر -رضي الله عنه-: (فأجَازَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- حتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ القُبَّةَ قدْ ضُرِبَتْ له بنَمِرَةَ)،^[٤] فقول: "أتى عرفة" يدلُّ على أنَّه قد دخل في حدودها، وممّا يدلُّ أيضاً أنّها من عرفة عدم استثناء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لها واستثناؤه لغيرها من الأماكن؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (كلُّ عرفةَ موقِفٌ، وارتفعوا عن بطنِ عرنة).^[٥][٣]

ما هي أهمية جبل عرفة؟

تكمن أهمية جبل عرفة في وقوف الحجيج به؛ حيث يُعد الوقوف الرُّكن الأكبر من أركان الحج بإجماع أهل العلم؛ لما رواه عبد الرحمن بن يعمر حيث قال: (شَهِدْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهوَ واقفٌ بعرفةَ وأتاهُ ناسٌ من أَهْلِ نجدٍ فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ كيفَ الحجُّ؟ قالَ: الحجُّ عرفةُ، فمن جاءَ قبلَ صلاةِ الفجرِ، ليلةَ جَمعٍ، فقد تمَّ حجُّهُ، أيَّامُ منًى ثلاثةٌ، فمن تعجَّلَ في يومينِ، فلا إثمَ علَيهِ، ومن تأخَّرَ، فلا إثمَ علَيهِ، ثمَّ أردفَ رجلًا خلفَهُ، فجعلَ يُنادي بِهِنَّ)،^[٦] ومن فاته الوقوف بعرفة قبل طلوع الفجر فقد فاته الحج كاملاً، ولا يُجزئ عن ذلك حضوره بعد الفجر.^[٧]

المراجع

1. ↑ عطية سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 3. بتصرّف.
2. ↑ مجموعة من المؤلفين، موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 7297. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب} ابن جبرين، شرح أخصر المختصرات، صفحة 5. بتصرّف.
4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، حديث صحيح.
5. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2457، حديث صحيح.
6. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن عبدالرحمن بن يعمر، الصفحة أو الرقم:2459 ، حديث صحيح.
7. ↑ محمود خطاب، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، صفحة 91. بتصرّف.