محتويات
لماذا لُقبَّ عمر بالفاروق
كان الناس في مكّة يهابون عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فعندما آمن جاء إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في دار الأرقم بن أبي الأرقم التي كان يجتمع فيها المسلمون، وكانوا يومئذ قلة بلغ عددهم أربعين، فخرجوا مع عمر بن الخطاب وأذاعوا إيمانهم أمام قريش، فالله فرَّق بعمر بن الخطاب بين الكفر والإيمان.[١]
فقد كان إسلامه حدثاً بارزاً في التاريخ الإسلاميّ، فوجوده قوّى شوكة المسلمين، فقد أصبح هناك من يُدافع عنهم، ويحميهم من أذى المشركين، ويُلاحظ أنّ فرحة المسلمين بإسلام عمر كانت كبيرة، فلمّا أسلم عمر ظهر الإسلام، ودُعي إليه بعلانيّة.[٢]
نسب ونشأة الفاروق
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن رياح بن معد بن عدنان العدويّ القرشيّ، وُلد بعد عام الفيل، وبعد مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث عشرة سنة.[٣]
نشأ في قريش، وتميز عن غيره بتعلُّمه للقراءة، عمل راعياً للإبل وهو صغير يرعى لوالده ولخالاته من بني مخزوم، وتعلَّم المصارعة وركوب الخيل، والفروسيّة، والشعر، وكان عمر من أشراف القوم.[٤]
إسلام الفاروق
أسلم عمر بن الخطاب بعد هجرة المسلمين إلى الحبشة في السنة الخامسة للبعثة، أيّ أنّه أسلم في السنة السادسة للبعثة، وعليه تُرجّح الروايات أنَّ عمر كان من أواخر المهاجرين الذين أسلموا.[٢]
أسرع عمر بن الخطّاب إلى بيت أخته، فوجدها تقرأ القرآن فصفعها، حتى نزل الدم منها، فرقّ لها وطلب منها الصحيفة التي تقرأ منها، فأبّت أن تعطيه إياه؛ لأنه لا يتطهّر والقرآن لا يمسّه إلا المطهّرون، فاغتسل وأخذ منها الصحيفة وقرأ: (طه* مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى* تَنزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلى)،[٥]فرقّ قلبه واطمأنّ.[٦]
ذهب عمر إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه عنده ومنهم حمزة بن عبد المطّلب، ودخل عليه فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلّم- بمجامع ثوبه وجذبه، فقال: (أشهد أنّ لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا عبده ورسوله) فعمّت مكّة بتكبير الصحابة،[٧]فكان ذلك تحقيقًا لدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما دعا ربّه: (اللهم أَعِزَّ الإسلامَ بأَحَبِّ هذين الرجُلَيْنِ إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ).[٨]
الفاروق خليفة للمسلمين
عندما اشتدًّ المرض بأبي بكر في الثاني والعشرين من شهر جمادى الثانية للعام 13 للهجرة، طلب من الصحابة أن يُساعدوه في اختيار خليفة له، فكان اختيارهم لعمر بن الخطاب، حتّى يتولّى مسؤوليّة الدولة الإسلاميّة، فهو من أنسب الأشخاص لتوليها، فقد كان عمر بن الخطاب أحد عباقرة السياسة والإدارة في التاريخ الإسلامي.[٩]
وأهم إنجازات عمر في خلافته؛ إنشاء تنظيم إداريّ فعّال لإبقاء الدولة الإسلاميّة متماسكة وموحدة، وأسس عدّة مرافق لم تعرفها العرب من قبل، كما وأنّه قام خلال فترة ولايته بتوسيع وترميم المسجد الحرام في مكّة، من أجل استيعاب أكبر عدد من الحجاج بعد دخول الكثير من رعايا الشام، والعراق، ومصر وغيرها الإسلام.[٢]
وفاة الفاروق
توفي عمر بن الخطاب عن طريق طعنه ست طعنات بخنجر ذات نصلين على يد أبي لؤلؤة فيروز الفارسيّ، وهو يُصلي الفجر بالناس، وذلك يوم الأربعاء السادس والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين للهجرة، حُمل إلى منزله والدم يسيل من جرحه، وذلك قبل طلوع الشمس، ودُفن -رضي الله عنه- بجوار النبي -عليه السلام- وصاحبه أبو بكر.[١٠]
المراجع
- ↑ ابن المبرد، كتاب محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، صفحة 173. بتصرّف.
- ^ أ ب ت أكرم العمري، عصر الخلافة الراشدة محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين، صفحة 75-79. بتصرّف.
- ↑ أبو الحسن بن الأثير، أسد الغابة، صفحة 137. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 484- 485. بتصرّف.
- ↑ سورة طه ، آية:1-4
- ↑ محمد حسن عبد الغفار، كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي/ الجزء 66، صفحة 3-9. بتصرّف.
- ↑ محمد إلياس الفالوذة، كتاب الموسوعة في صحيح السيرة النبوية ، العهد المكي/ الجزء الأول، صفحة 428. بتصرّف.
- ↑ رواه سنن الترمذي، في الترمذي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3681، حسن صحيح غريب.
- ↑ "عمر بن الخطاب "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2022.
- ↑ [مرزوق بن هياس الزهراني]، الهادي والمهتدي، صفحة 97. بتصرّف.