لماذا سمي لوط بهذا الاسم

سبب تسمية النبي لوط بهذا الاسم

لوط -عليه السلام- هو نبيٌّ من أنبياء الله -تعالى-، وقيل إنّه سُمّي بهذا الاسم:

• لشدّة حبّه وتعلّقه بعمّه النبيّ إبراهيم -عليه السلام-،^[١] حيث إنّ لفظ لوط يعني التعلّق والإلصاق والحب.^[٢]
• قيل إنّ اسم لوط اسمٌ أعجميّ غير مشتق.^[٣]

ولوط اسمٌ حَسَنٌ يعني المحبة، ويكفي أنّه اسم نبيٍّ حتى يوصف بذلك، أمّا قوم النبيّ لوط فقد سُمّوا بذلك نسبةً إلى نبيّهم لوط -عليه السلام-، قال الله -سبحانه-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ)،^[٤][٥] فهناك العديد من الأقوام الذين لم يكن لهم اسمٌ معيّن، فتَسَمّوا نسبة إلى أنبيائهم؛ كقوم نوح -عليه السلام-.^[٦]

ويجدر بالذكر إلى أنّ فعل الفاحشة -أي اللّواط- لفظٌ يُنسب إلى عمل قوم لوط، لا إلى نبيّ الله لوط -عليه السلام- حاشاه، فاللوطي نسبة إلى قوم لوط، وهي مصدر من لاوط؛ أي فعل مثل فعل قوم لوط،^[٧] وقيل سُمّيت الفاحشة بذلك نسبة إلى نهي النبيّ لوط -عليه السلام- عنها، وهو من الأساليب العربية المستخدمة بكثرة.^[٨]

التعريف بنبي الله لوط عليه السلام

هو لوط بن هاران بن آزر، فهو ابن أخ النبيّ إبراهيم -عليه السلام-؛ أي إنّ سيّدنا إبراهيم عمّه كما ذكرنا سابقاً، وقد ذُكر النبيّ لوط في القرآن حوالي سبع عشرة مرّة، وأرسله الله -عزّ وجلّ- إلى أهل سدوم، وهي قريةٌ تقع بين الشام والحجاز، وقيل إنّهم كانوا في الأردن، وكانت سدوم تضمّ عشر قرى تقريباً، وقيل أكثر.^[٩]

دعوة لوط عليه السلام لقومه

كان النبيّ لوط يُهاجر مع عمّه إبراهيم -عليهما السلام-، وقد رحل النبيّ إبراهيم إلى مصر وذهب النبيّ لوط إلى سدوم، وهناك أمره الله -تعالى- بدعوة أهل هذه القرية إلى ترك عبادة الأصنام، وترك الفاحشة التي اشتُهِروا بها؛ وهي إتيان الرجل للرجل، قال -تعالى- على لسان نبيّه لوط: (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ).^[١٠][١١]

هلاك قوم لوط عليه السلام

ظلّ قوم لوط يفعلون الذنوب والمعاصي، فأغضب هذا الفعل الله -عزّ وجل-، وحذّرهم نبيّهم لوط من العذاب الشديد في حال استمرارهم في المعصيّة والشرك بالله -عزّ وجل-، ولكن استمر قوم لوط بالشرك والانغماس بالذنوب، وهدّدوا سيدنا لوط بالطّرْد، وجعلوا التطهّر عقوبةً تستحق الإخراج من البلاد، وظلّوا يتمادون حتّى أرسل الله عليهم عذاباً شديداً.^[١١]

وقبل ذلك أمر الله -عز وجل- النبي لوط بالخروج من القرية أثناء الليل قبل طلوع الفجر؛ وذلك لأنّ موعد العذاب كان صباحاً، وحينها قلبت الملائكة القرية، وأنزل الله -تعالى- عليهم الحجارة من السماء فأهلكهم حتى صارت قريتهم قريةً هامدة لا حياة فيها.^[١٢]

وقد ذُكرت قصّتهم في القرآن الكريم في قول الله -تعالى-: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ* وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ* فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ* وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ).^[١٣]

المراجع

1. ↑ شمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن عبد الخالق، المنهاجي الأسيوطي، كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى، صفحة 115، جزء 2. بتصرّف.
2. ↑ "هل اللواط مشتق من اسم النبي لوط"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 25/9/2022. بتصرّف.
3. ↑ الواحدي، التفسير البسيط، صفحة 217، جزء 9. بتصرّف.
4. ↑ سورة الشعراء، آية:160
5. ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1413. بتصرّف.
6. ↑ محمد الأمين الهرري (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة 1)، بيروت :دار طوق النجاة، صفحة 410، جزء 21. بتصرّف.
7. ↑ "أصل تسمية اللواط ونسبته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/9/2022. بتصرّف.
8. ↑ "تسمية فاحشة إتيان الذكران بـ ( اللواط ) نسبة إلى ماذا ؟"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 25/9/2022. بتصرّف.
9. ↑ سبط ابن الجوزي (2013)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة 1)، دمشق:دار الرسالة العالمية، صفحة 438، جزء 1. بتصرّف.
10. ↑ سورة العنكبوت، آية:28-29
11. ^ ^{أ ب} أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 147-150. بتصرّف.
12. ↑ أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر (الطبعة 1)، مصر :المطبعة الحسينية المصرية، صفحة 15، جزء 1. بتصرّف.
13. ↑ سورة الأعراف، آية:80-84