لماذا سمي مسجد قباء بهذا الاسم

كتابة:
لماذا سمي مسجد قباء بهذا الاسم

سبب تسمية مسجد قباء بهذا الاسم

يعود السّبب وراء تسمية مسجد قُباء بهذا الاسم إلى اسم بئرٍ في المكان الذي بُني فيه، وعُرفت القرية باسم البئر الذي فيها، وتعد هذه القرية مساكن بني عمرو بن عوف، وقد مر بها النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- وهو في طريق الهجرة وبنى بها مسجداً، فسُمّيَ بمسجد قُباء،[١][٢]وذهب العُلماء في بيانهم لأسماء المساجد؛ أنّها قد تُسمّى بناءً على من يُصلّي فيه، أو المكان الذي يكون فيه، كمسجدِ قُباء؛ وهذه التسميّة تكون لتمييزهِ عن غيره.[٣]


يقع مسجد قُباء في منطقة قُباء الواقعة في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من المدينة المنوّرة،[٤] ويبعُد ثلاثة أميال تقريباً عن المدينة المنوّرة.[٥]


مسجد قباء

يُعدُّ مسجدُ قُباء أوّل مسجدٍ بُنيَ في الإسلام، فقد بُنيَ في أوّل يومٍ من الهِجرة،[٦] حيثُ بدأ النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- في بنائه مُنذُ وُصوله إلى المدينة مُهاجراً، وقام ببنائه في ديار بني عمرو بن عوف، وهو المسجد الوارد في قوله -تعالى-: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)،[٧] وورد أنّ جبريل -عليه السّلام- أوحى إلى النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- باتّجاه قبلته،[٨] وكان النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- أوّل من بدأ بتشييده، وساعده فيه الصّحابةُ الكِرام، كأبي بكرٍ، وعُمر -رضيَ الله عنهُما-، فكان المسجد الذي أُسِّس على التقوى، وكما ورد في الآية محبة الله -تعالى- لمن فيه ووصفهم بالمتطهرين.[٩]


فضائل مسجد قباء

توجد العديد من الفضائل لِمسجدِ قُباء، نذكر بعضها فيما يأتي:[١٠]

  • الصّلاةُ فيه تعدل أجر العُمرة، سواءً أكانت فرضاً أو نفلاً، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (من تطَهَّرَ في بيتِهِ، ثمَّ أتى مسجدَ قباءٍ، فصلَّى فيهِ صلاةً، كانَ لَهُ كأجرِ عمرةٍ).[١١][١٢]
  • تخصيص النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- بزيارته في يومِ سبت من كُلّ أُسبوع للصّلاةِ فيه؛ وفي ذلك تأكيدٌ على علو منزلته ومكانته، فقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يَأْتي قُبَاءً، يَعْنِي، كُلَّ سَبْتٍ، كانَ يَأْتِيهِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا).[١٣][١٤]
  • مسجدُ قُباء مسجدٌ أُسِّس على التقوى من أوّل يوم، وذكر الله -تعالى- أنّه يُحبّ من تطهّر فيه.
  • مُشاركة النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- في بنائه وتأسيسه.
  • ورد عن الصحابيّ سعد بن أبي وقاص -رضيَ الله عنه- أنّه قال: أنّ الصّلاة في مسجد قُباء أحبّ إليه من الصّلاة في بيت المقدس مرتين، وأنّ النّاس لو يعلمون ما فيه من الفضل لسافروا إليه؛ لعظيم الأجر، والمُبالغة في ذلك.[١٤]
  • مسجدُ قُباء يأتي في الأفضلية بعد المساجد الثّلاثة، وهي: المسجد الحرام، والمسجد النبويّ، والمسجد الأقصى.[١٥]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين (2009م)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 861، جزء 8. بتصرّف.
  2. صالح المغامسي، القطوف الدانية ، صفحة 3، جزء 10. بتصرّف.
  3. بكر أبو زيد (1996م)، معجم المناهي اللفظية وفوائد في الألفاظ (الطبعة الثالثة)، الرياض: دار العاصمة للنشر والتوزيع ، صفحة 488-489. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، صفحة 746، جزء 1. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 312، جزء 36. بتصرّف.
  6. صالح المغامسي، تأملات قرآنية ، صفحة 5، جزء 30. بتصرّف.
  7. سورة التوبة، آية: 108.
  8. محمد أبو شُهبة (1427هـ)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة الثامنة)، دمشق: دار القلم، صفحة 18-20، جزء 2. بتصرّف.
  9. عبد الرحمن السهيلي (1412هـ)، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 254-255، جزء 4. بتصرّف.
  10. عبد الرحمن بن محمد مُمتاز (1434هـ)، النسائم اللطيفة في فضائل المدينة الشريفة من الكتاب العزيز والسُنة الصحيحة (الطبعة الثانية)، السعودية: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، صفحة 81-86. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن سهل بن حنيف، الصفحة أو الرقم: 1168، صحيح.
  12. موسى بن راشد العازمي (2011م)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون «دراسة محققة للسيرة النبوية» (الطبعة الأولى)، الكويت: المكتبة العامرية، صفحة 104-105، جزء 2. بتصرّف.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 1399، صحيح.
  14. ^ أ ب سامي محمد، العمل الصالح ، صفحة 213-215. بتصرّف.
  15. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، المساجد - مفهوم، وفضائل، وأحكام، وحقوق، وآداب في ضوء الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 17-18. بتصرّف.
5227 مشاهدة
للأعلى للسفل
×