محتويات
التعريف بالأشهر الحرم
قسم الجاهليون الأشهر إلى ثمانية أشهر عادية، وأربعة أشهر حرم؛ وقد خصوها بآلهتهم، فكان لا يجوز بها انتهاك للحرمات أو قتال، وقد كانوا يغزون في ما عدا الأشهر الحرم، ويتوقفون فيها عن القتال، فلما جاء الإسلام أقر بهذه الأشهر.[١]
والأشهر الحرم هي ثلاث أشهر متوالية: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وشهر منفرد، وهو رجب،[١] قال -تعالى-: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ).[٢]
لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم؟
سميت الأشهر الحرم حرماً؛ لأن الله -عز وجل- حرم القتال فيها، حتى المشركون في الجاهلية كانوا يقاتلون طوال المدة العادية، فإذا دخلت الأشهر الحرم، توقفوا عن القتال فيهن، وسبب تسميتها حرم من التحريم، فأصبحت حرماً.[٣]
ولها حرمة أكثر من غيرها من الأشهر الاعتيادية، حتى المعاصي في الأشهر الحرم هي أشد حراماً من غيرها، فقد عظم الذنب فيها، وأجمع العلماء على ذلك، وهذا باقٍ إلى يوم القيامة، فالحرام فيها عقوبته مغلظة، والأجر فيها أيضاً أكثر من غيرها، ووجب علينا احترام هذه الأشهر، والابتعاد عن المعاصي، فلنتق الله ولنعمل صالحاً.[٣]
القتال والديات في الأشهر الحرم
اختلف الفقهاء في تغليظ الدية للقتل في الأشهر الحرم؛ أو عدم تغليظها، وفيما يأتي بيان رأيهم في ذلك:[٤]
- الشافعية والحنابلة؛ قالوا بتغليظ الديك في الأشهر الحرم؛ لأنهم اختلفوا في صفة الدية.
- الحنفية والإمام مالك؛ قالوا بعدم تغليظ الدية.
أما فيما يتعلق بالقتال في الأشهر الحرم، قال -تعالى-: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ)،[٥] فقد أثبتت هذه الآية حرمة القتال في الأشهر الحرم، ولكن هل نُسخ هذا الحكم؟، قال بعض أهل العلم أن هذا الحكم ثابت، ولا يحل القتال في الأشهر الحرم؛ لأن الله -عز وجل- جعل القتال فيه كبير وكفر.[٤]
وقال البعض: أن هذا الحكم منسوخ بقوله -عز وجل-: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً )،[٦] والصواب هنا أن القتال لا يجوز ابتداء في الأشهر الحرم، وإنه جاز دفاعاً عن النفس؛ لقوله -تعالى-: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)،[٧] فيهن: أي الأشهر الحرم، فإذا هجم العدو على المسلمين فيهن؛ فإنهم يدافعون عن أنفسهم، ولكن لا يبدؤون بالقتال من الأصل.[٤]
صيد الحيوانات في الأشهر الحرم
لا حرج من صيد الحيوانات في الأشهر الحرم، ولكن تحريم الصيد متعلق بأمرين في هذه الأشهر وهي:[٨]
- من كان محرماً بحج أو عمرة؛ فقد نهى الله عز وجل عن الصيد والإنسان المحرم، لقوله -تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ).[٩]
- تحريم الصيد في حدود الحرم؛ أي مكة والمدينة.
- وأما الأشهر الحرم فلا علاقة لها بتحريم الصيد، والله أعلم.
المراجع
- ^ أ ب جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 105. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:36
- ^ أ ب عبدالله الجلالي، دروس الشيخ عبدالله الجلالي، صفحة 31. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 52-53. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:217
- ↑ سورة التوبة، آية:36
- ↑ سورة التوبة، آية:36
- ↑ محمد صالح المنجد، موقع الاسلام سؤال وجواب، صفحة 7231. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:95