لماذا سميت الأشهر بالقمرية؟

كتابة:
لماذا سميت الأشهر بالقمرية؟

لماذا سميت الأشهر بالقمرية

سُمّيت الأشهر القمرية بذلك لاعتماد العرب على القمر في تحديد تاريخ اليوم بناءً على درجة ضياء القمر في الليلة قبل بداية ذلك اليوم؛ لأن الأمة العربية لا تعتمد على الحساب، قال القلقشندي: "واعلم أنَّ مسير القمر مقدَّر بمعرفة الشهور والسنين"،[١]قال تعالى: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ).[٢]

وبما أنّ أشهُر العرب قمرية لا شمسية، فالعرب تُؤرّخ ببداية الليالي وليس ابتداءً من نهار اليوم؛ فالتقدير فيها بناءً على شكل القمر؛ لأنه يُشاهد في الليل عالياً ويراه كل أحد في الصحراء، بينما الأشهر الشمسية تحتاج إلى حساب ودولة مركزية تكون المرجع فيه، فتقول العرب: استهل هلال شهر كذا ابتداءً من رؤيته عند غياب الشمس، ولا تقول ذلك في أثناء النهار، بخلاف سائر الأمم.[٣]

وسبب تسمية الشهر بذلك هو أنَّهم كانوا يتجمعون لرؤية هلال بداية الشهر، ويبدأ حادي البصر والخبراء بأماكن تولّد الهلال يبحثون عنه، ثم يُشهرونه إذا شاهدوه،[٤]وترتيب تسمية اليوم تبعاً لشكل القمر كما يأتي: "يقال هلال ليلة، وهلال ليلتين، وهلال ثلاث ليال، ثم يقال قمر بعد ثلاث ليال وذلك حين يقمر، وليلة مقمرة ثم هو قمر حتى يهل مرة أخرى -وهو الشهر-، ليلة ينظر الناس إليه فيشهرونه".[٥]

أسماء الأشهر القمرية

أسماء الأشهر القمرية التي كانت متداولة عند العرب زمن ظهور الإسلام هي بالترتيب كما يأتي: مُحرّم، صفر، ربيع الأول، ربيع الثاني، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة.[٦]

معاني أسماء الأشهر القمرية

معاني أسماء الأشهر القمرية مرتبطة بسبب حالة وقعت في بلاد العرب عند كل شهر منها، فسُمّي الشهر بها لذلك السبب، وهي كما يأتي:[٦]

  • المحرم

لأنهم أغاروا فيه فلم ينجحوا، فحرموا القتال فيه، فسموه محرماً، وهو من الأشهر الحرم.

  • صفر

لصفر وخلو بيوتهم فيه منهم، بسبب خروجهم إلى الغارات لأخذ الغنائم من قبائل أخرى.

  • ربيع الأول وربيع الثاني

لأنّهم كانوا يحسبون فيهما بما أصابوا في شهر صفر من غنائم، والربيع هو الخصب.

  • جمادى الأولى وجمادى الآخرة

بسبب رؤيتهم انجماد الماء في ذلك الوقت، وبسبب شدة برودة الطقس.

  • رجب

بسبب تعظيمهم له، والترجيب في اللغة هو التعظيم.

  • شعبان

لتشعبهم فيه للغارات على القبائل الأخرى.

  • رمضان

كان شهراً حاراً عند وضع أسماء الشهور، مشتقاً من الرمضاء.

  • شوال

لأنّ الإبل تشيل أذنابها في ذلك الشهر؛ أي ترفعهما استعداداً للتزاوج.

  • ذو القعدة

لقعودهم فيه عن القتال، للسماح للقبائل العربية البعيدة للتوجه للحج آمنين.

  • ذو الحجة

لأن الحج اتفق فيه، فسمي به.

وهكذا، فإنَّ الأشهر القمرية تختلف متنقلةً صيفاً وشتاءً؛ فقد يقع شهر جمادى في الصيف، وقد يقع شهر رمضان في الشتاء؛ لأنهم حين وضعوا أسماء الشهور أسموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق رمضان أيام رمض الحر وشدته؛ فسمي به، ثم كثر استعمالها في أسماء بداية اشتهار الأهلة، وإنْ لم توافق ذلك الزمان.[٧]

المراجع

  1. القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، صفحة 395.
  2. سورة الإسراء، آية:12
  3. ابن الدواداري، كنز الدرر وجامع الغرر، صفحة 87. بتصرّف.
  4. المرزوقي، الأزمنة والأمكنة، صفحة 205. بتصرّف.
  5. النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 207.
  6. ^ أ ب شهاب الدين النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 158. بتصرّف.
  7. عبد العزيز الطريفي، التفسير والبيان لأحكام القرآن، صفحة 223. بتصرّف.
4463 مشاهدة
للأعلى للسفل
×