معنى الكعبة وأسرارها
وتُسمّى الكعبة بهذا الاسم لأنّها مكعّبة الشكل ولأنّها بارزة عن الأرض أيضاً، والكعبة المشرّفة لها من الأسرار العظيمة التي نعرف بعضها ويخفى عنّا كثير منها ، ومنها ماء زمزم الذي فجّرهُ الله بمعجزةٍ كريمة ، فمكّة المكرّمة أمّ القرى وما حولها ، والكعبة أسّست قواعدها الملائكة مع سيّدنا آدم ورفَعَ سيّدنا ابراهيم القواعد من البيت وابنهُ اسماعيل عليه السلام ، وفي الكعبة المشرّفة حجر من أطهر الحجارة على وجه الأرض ، وهو الحجر الأسود ، الذي قبّلهُ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فنحنُ نقبّلهُ اقتداءاً بفعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
سبب تسمية الكعبة البيت الحرام
والكعبة المشرّفة جعلها اللهُ حرَماً آمناً ، فهذا البيت وهذهِ الكعبة هي بيتٌ حرام ، فلا تُستحلّ فيهِ الحرمات ولا يؤذى فيهِ الإنسان ولا الطير ولا النبات ولا الحيوان ، فقد قال الله عزَّ وجلّ في محكم التنزيل : (( جعّلَ اللهُ الكعبةَ البيتَ الحرامَ قياماً للناس )) سورة المائدة ، فقد وصَف الله عزَّ وجلَّ الكعبةَ المُشرّفة بالبيت الحرام ، وهذا القانون الالهي لهذهِ البقعة المباركة هو تشريفٌ وتكريمٌ لها ، فأن تصِفَ مكاناً ما بأنّهُ حرام هو في غاية التقديس والتشريف ، وكلمة الحرام تعني كلَّ أمرٍ يكون فيه تعظيمٌ للبيت ، فبتحريم البيت يكون الأمن والأمان ، كيف لا وإيذاء شجرِهِ حرام ، والاعتداء على أهلهِ حرام ، والاعتداء على الطير حرام ، وحتّى العبث بحجارتهِ وبنائه بقصد العبث والإيذاء ، والقتال عند الحرم أو الكعبة أمرٌ مُحرّم ، وحتّى الأنعام لا يجوز الإعتداء عليها ، فأيُّ تكريمٍ وتشرفٍ لمكانٍ في العالم مثل هذا المكان ، فإنّها عند ذلك بلا شكّ أكثر البقع أماناً حتّى الطير يجول في سمائها لا يخشى صيداً ولا عبثاً ، فأنت تراها وأنت عند الكعبة المشرّفة تحلّق وتنزل على الأرض بسلامٍ وأمنٍ لأنّها أمِنت على نفسها وعلى رزقها بسبب جعل هذهِ الكعبة أرضاً حَرَماً.