محتويات
سورة الحجرات
نزلت آيات كريمة عديدة تدافع عن رسول الله، وتعلم المسلمين كيفية التعامل مع هذه الشخصية العظيمة، وتبين الأمور التي فيها إيذاء للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ومن السور التي تضمنت تلك التوجيهات سورة الحجرات، فما هو سبب تسمية هذه السورة بهذا الاسم؟، وما هو سبب نزولها؟، وما هي أهم الدروس التي تستفاد من السورة؟، كل ذلك سنبينه فيما يأتي.
سبب تسمية سورة الحجرات
سميت سورة الحجرات بهذا الاسم نسبة إلى حجرات النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد كانت لكل زوجة من زوجات النبي حجرة خاصة بها يأتيها فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا اللفظ -الحجرات- قد ورد في السورة الكريمة؛ حيث قال -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).[١]
وهي سورة مدنية؛ عدد آياتها ثماني عشرة آية،[٢] وهذه السورة يمكن أن تكون دائرة معارف شاملة لتربية الفرد وتهذيب الجماعة؛ فهي تقدّم منهجاً للحياة السليمة، ونظاماً تربوياً ناجحاً لمواطن صالح مؤمن بربه، يحترم دينه ويؤدّي شعائره.[٣]
سبب نزول سورة الحجرات
تعددت الروايات في ذلك تبعاً لآياتها؛ فقد اشتملت سورة الحجرات على آية توجه المسلمين إلى أدب الحديث مع النبي -عليه الصلاة والسلام- تنهى المسلمين عن رفع أصواتهم فوق صوت النبي، كما تنهاهم عن مناداته باسمه كما ينادي بعضهم بعضاً.
وهذه الآية نزلت عندما أتى ركب بني تميم، وقد ثبت في صحيح البخاري ما يؤكد ذلك؛ يقول عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-: (أنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِن بَنِي تَمِيمٍ علَى النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ أبو بَكْرٍ: أمِّرِ القَعْقَاعَ بنَ مَعْبَدِ بنِ زُرَارَةَ، قالَ عُمَرُ: بَلْ أمِّرِ الأقْرَعَ بنَ حَابِسٍ، قالَ أبو بَكْرٍ: ما أرَدْتَ إلَّا خِلَافِي، قالَ عُمَرُ: ما أرَدْتُ خِلَافَكَ، فَتَمَارَيَا حتَّى ارْتَفَعَتْ أصْوَاتُهُمَا، فَنَزَلَ في ذلكَ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا"، حتَّى انْقَضَتْ).[٤][٥]
ونزلت الآيات الكريمة توجه المسلمين إلى أدب الحديث مع النبي الكريم، كما روي أن نفراً من العرب وقفوا أمام حجرة النبي وهم ينادون: يا محمد اخرج علينا، إن مدحنا زين وذمنا شين، فنزلت الآيات الكريمة في ذلك.[٦]
دروس مستفادة من سورة الحجرات
اشتملت الآيات الكريمة على عدد من التوجيهات الأخلاقية والآداب، ومنها:[٣]
- اجتناب الكثير من الظن لأن بعضه إثم وباطل.
- نهت الآيات الكريمة عن التنابز بالألقاب؛ حيث إن المسلم يحب أن ينادى بأحب الأسماء إليه.
- نهت عن الغيبة وشبهتها بأكل لحم المسلم ميتاً.
- حرمت التجسس وتتبع عورات المسلمين وزلاتهم.
- التأكيد على مسألة تبين الأخبار والتثبت منها قبل إلقاء التهم على الناس جزافاً.
- التأدب في حضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخفض الصوت في حضرته.
- تعتبر السورة سورة الآداب العامة، ومكارم الأخلاق، والتهذيب، والتأديب؛ هذّبت وجدان المسلمين، وحركت فيهم دوافع الخير والمعروف.
- حاربت نوازع النفس البشرية.
- حثّت على إزالة أسباب الخصام والبغضاء، وحرصت على تأليف القلوب، وإشاعة المحبة والمودّة بين الناس.
المراجع
- ↑ سورة الحجرات، آية:4
- ↑ مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل بن سليمان، صفحة 85.
- ^ أ ب [جعفر شرف الدين]، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 221. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم:4367، صحيح.
- ↑ [أبو يعلى الموصلي]، مسند أبي يعلى، صفحة 193. بتصرّف.
- ↑ [أبو الحسن المجاشعي]، النكت في القرآن الكريم، صفحة 453.