محتويات
سبب تسمية سورة الشعراء
سميت سورة الشعراء بهذا الاسم؛ لاشتمالها على كلمة الشعراء؛ وذلك في قول الله -تعالى-: (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ)،[١][٢] وهي السورة الوحيدة التي اشتملت على كلمة الشعراء، وقد ذُكرت تسميتها بالسنة النبوية، فقد خُتمت السورة بآيات تتضمن المقارنة بين الشعراء الضّالين والشعراء الصالحين المؤمنين.
وتُسمّى سورة الشعراء بسورة طسم؛ وذلك لأنّ مطلع سورة الشعراء يبدأ بهذه الحروف المقطّعة، ويُطلق على سورة الشعراء أيضاً اسم السورة الجامعة؛ وذهب بعض العلماء إلى القول بأنّها سميت بذلك لاشتمال سورة الشعراء على قصص الأمم السابقة.[٣]
تعريف بسورة الشعراء
ذهب جمهور العلماء إلى القول إنّ سورة الشعراء هي سورة مكية، باستثناء آخر أربع آيات من السورة فإنّها نزلت بالمدينة، ويبلغ عدد آيات سورة الشعراء مئتان وسبعة وعشرون آية، ويبلغ عدد كلمات سورة الشعراء ألف ومئتان وسبعة وسبعون كلمة، ويبلغ عدد حروف سورة الشعراء خمسة آلاف وخمسمئة واثنان وأربعون حرفاً.
وقد نزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد سورة الواقعة، قد نزلت آخر آيات منها للمقارنة بين الشعراء الضالين في الجاهلية ومنهم؛ النضر بن الحارث، والعوراء بنت حرب، والشعراء المؤمنين الصالحين من أصحاب رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- ومنهم؛ حسان بن ثابت -رضي الله عنه-، وابن رواحة -رضي الله عنه-، وكعب بن مالك -رضي الله عنه-.[٤][٥]
سبب نزول سورة الشعراء
سبب نزولها هو الردّ على ادعاءات المشركين حين افتروا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقالوا عنه: إنه شاعر يبتدع الكلام من عنده ولا يُوحى إليه، أو ردًّا على هجومات شعراء المشركين، حيث ردَّ الله تعالى عليهم مستثنيًا بأداة استثناء صريحة الشعراءَ الذي آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرًا، فقد ثبت عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (قال الله -تعالى-: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ)، فنَسَخَ مِن ذلك واسْتَثْنى، فقال: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا[٦])).[٧]
موضوعات سورة الشعراء
تضمّنت سورة الشعراء الكثير من الموضوعات، نذكر بعضها فيما يأتي:[٨]
- نزلت سورة الشعراء لإظهار مكانة وعظمة القرآن الكريم، وعجز المشركين عن معارضة آياته العظيمة.[٩]
- نزلت سورة الشعراء للحديث عن الأمور العقائدية والإيمانية، وإثبات التوحيد والرسالة الإسلامية، وتحدثت عن البعث بشكل موجز قصير ليكون أثره شديداً على النفس.[١٠]
- نزلت سورة الشعراء تسلية لقلب النبي -صلى الله عليه وسلم- لما يراه من إعراض قومه عن الدين الإسلامي ورسالة التوحيد، وتهديد المكذبين الضالين بعذاب الله -تعالى-، وضرب الأمثال من الأمم السابقة الذين أصابهم غضب الله -تعالى- بتكذيبهم وعنادهم.
- نزلت سورة الشعراء بعد طلب المشركين من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يأتيهم بخوارق العادات كي يصدّقوه، فنزلت هذه السورة لتربط على قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وتُبين له بأنّها سنة الرسل جميعا من قبله؛ مثل سيدنا موسى، وإبراهيم، ونوح، وهود -عليهم السلام-، وغيرهم من الرسل.
- نزلت سورة الشعراء وقد تم ذكر نفس الخاتمة فيها في كل قصص الأنبياء الواردة فيها، قال الله -تعالى- : (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ* وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)،[١١] حيث تكرّرت سبع مراتٍ، ولا يخفى على عاقلٍ أهميّة التكرار باعتباره أسلوباً تعليمياً يُعزّز إدراك المعنى المطلوب، ويعمل على تقرير المعنى في النفس البشرية، حيث وضّحت أنّ أكثر الناس يتبعون أهواءهم، وأنّ الله -تعالى- قويٌّ عزيزٌ بيده الجزاء فيفعل ما يشاء، إلّا أنّه يقبل التوبة؛ فهو الرحيم بعباده.
- نزلت سورة الشعراء لتبين للناس أجمعين أن القرآن الكريم أنزله الله -تعالى- على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهو ليس شعراً، ولا يستطيع أي مخلوق أن يأتي بمثل ما في القرآن الكريم.
المراجع
- ↑ سورة الشعراء، آية:224
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 143. بتصرّف.
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 89. بتصرّف.
- ↑ عبد الكريم الخطيب، كتاب التفسير القرآني للقرآن، صفحة 69. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 137. بتصرّف.
- ↑ سورة الشعراء، آية:227
- ↑ جلال الدين السيوطي، كتاب لباب النقول في أسباب النزول، صفحة 194- 195.
- ↑ ابن عاشور، كتاب التحرير والتنوير، صفحة 90-91. بتصرّف.
- ↑ جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 143. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، كتاب التفسير المنير، صفحة 119. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة الشعراء، آية:8-9