لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

كتابة:
لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

لماذا سمِّيَت سورة الفاتحة بهذا الاسم

سُمّيت سورة الفاتحة بهذا الاسم للعديد من الأسباب التي ذكرها العلماء وأهل التفسير في كتبهم، ونذكر أقوالهم فيما يأتي:[١]

  • لافتتاح القُرآن بها.[٢][٣]
  • لأنَّها أوَّل سورةٍ نزلت كاملةً.[٢]
  • لابتداء القُرآن بها، فهي أُمُّ القُرآن، وأُمُّ الشيء؛ أي أصله وأوَّله.[٤]
  • لافتتاح المصاحف والصَّلاة والتَّعليم بها، كما أنَّها تحتوي على الآية التي يُفتتحُ بها العديد الأُمور للبركة، وهي البسملة،[٥]


أسماء الفاتحة

إنّ لِسورة الفاتحة العديد من الأسماء، ومنها ما يأتي:[٦][٤]

  • السَّبع المثاني والقُرآن العظيم: وورد هذا الاسم في قولهِ -تعالى-: (وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ)،[٧] وفسَّرها النبيُّ -عليه الصلاةُ والسلام- بسورة الفاتحة، وسُمِّيت بالمثاني؛ لاشتمالها على الحمد والثناء على الله -تعالى-، ولأنَّها تُثنَّى أي تُكرَّر في كُلِّ ركعةٍ، وقال مُجاهد: لأنَّها خاصَّةٌ بأُمَّة النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- واستثناها الله لهم، والسَّبع؛ لأنَّ عدد آياتها سبع.[٨]
  • فاتحةُ الكِتاب: وورد هذا الاسم في قول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ).[٩]
  • الرُقيّة: لإقرار النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام- لبعض الصَّحابة على الاسترقاء بها.
  • أُمُّ القُرآن: وورد هذا الاسم في قول النبيِّ -عليه الصَّلاةُ والسلام-: (لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْتَرِئْ بأُمِّ القُرْآنِ)،[١٠] وسُمِّيَت بذلك لابتداء القُرآن بها، فهي الأصل والابتداء، ولاشتمالها على معاني جميع القُرآن، وجاء عن الطبريُّ أن الاسم جاء من تسمية العرب كُلِّ شيءٍ جامعٍ أُمَّاً.
  • الصَّلاة: وورد هذا الاسم في الحديث القُدسيّ: (قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي).[١١]
  • أُمُّ الكِتاب: وذكر الإمامُ البُخاريُّ سببَ تسميتها بذلك؛ وذلك لابتداء المصاحف بها، كما يبتدئ المصلّي بقراءتها في الصَّلاة.
  • الحمدُ لله رب العالمين، والأساس، والشَّافيّة أو الشِّفاء، والواقية، والوافية، والكنز، والسؤال أو المُناجاة، والنُّور، والواجبة، والتَّفويض، والحمد، وتعليم المسألة؛ لأنَّ الله -تعالى- علَّم فيها النَّاس آداب السؤال؛ حيث يبدأ الدّاعي بالحمد والثَّناء، ثُمَّ الدُّعاء، وهذه الأسماء جاء ذِكرُها عن بعض أهل العلم.[١٢]
  • الوافية: وقال سُفيان بن عُيينة؛ لأنَها لا تُجتزأ ولا تُنصَّف، فيجبُ قراءتُها كاملةً في كُلِّ ركعةٍ، بخلاف السُّوَر الأُخرى التي يجوزُ تقسيمُها وقراءة بعضها في ركعة والبعض الآخر في ركعةٍ أُخرى.[١٣]
  • الكافيّة: لأنها تكفي عن غيرها، ولا يكتفي غيرها عنها.


موضوعات سورة الفاتحة

تناولت سورة الفاتحة على قلة آياتها مقاصد الإسلام والقُرآن؛ كالتَّوحيد، والعبادة، والوعد، والوعيد، بِشكلٍ مُجمّل،[١٤][١٥] فهي رُكنٌ في الصَّلاة والتي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشَّهادتين، وتبطُل الصَّلاة بعدم قراءتها،[١٦] كما أنَّها أجملت ما ذُكر في غيرها من السُّور،[١٧] وأمَّا المعاني الواردة فيها فكما يأتي:[١٨]

  • الحمدُ والثَّناء والتَّمجيدُ لله -تعالى-، وأقسام التوحيد الثلاثة؛ وهي توحيد الرُّبوبيَّة، والألوهيَّة، والأسماء والصِّفات.
  • التَّرغيب والتَّرهيب، وإثبات الجزاء والبعث، والعمل وجزاء صاحبه.
  • إرشاد النَّاس إلى كيفيَّة الاستعانة بالله -تعالى-، وحمده، والثَّناء عليه، وإخلاص العبادة له، وذكرها لأقسام النَّاس الثلاثة، وهُم: المُنعَم عليهم؛ وهُم المُهتدون والموفّقون للعمل الصَّالح، والمغضوب عليهم: وهُم الذين عرفوا الحقَّ ولم يعملوا بهِ، والضَّالين: وهُم الجاهلين بالحقِّ والعاملين بالباطل.
  • إثبات الرُّسل والوحي والرِّسالات.


المراجع

  1. جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 3، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد العثيمين (1423هـ)، تفسير الفاتحة والبقرة (الطبعة الأولى)، السعودية: دار ابن الجوزي، صفحة 3، جزء 1. بتصرّف.
  3. نخبة من أساتذة التفسير (2009)، التفسير الميسر (الطبعة الثانية)، السعودية: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، صفحة 1، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب شهاب الدين المقدسي الدمشقي، إبراز المعاني من حرز الأماني، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 69. بتصرّف.
  5. أحمد الثعلبي (2002)، الكشف والبيان عن تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 126، جزء 1. بتصرّف.
  6. سليمان بن إبراهيم بن عبد الله اللاحم (1999)، اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب (الطبعة الأولى)، الرياض: دار المسلم للنشر والتوزيع، صفحة 179-191، جزء 1. بتصرّف.
  7. سورة الحجر، آية: 87.
  8. الحسين البغوي (1420 هـ)، معالم التنزيل في تفسير القرآن = تفسير البغوي (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 70، جزء 1. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 756، صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 394، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 395، صحيح.
  12. محمود توفيق، الإمام البقاعي ومنهاجه في تأويل بلاغة القرآن، صفحة 81. بتصرّف.
  13. أحمد الثعلبي (2002)، الكشف والبيان عن تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 126-129، جزء 1. بتصرّف.
  14. عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، أسرار ترتيب القرآن، القاهرة: دار الفضيلة للنشر والتوزيع، صفحة 49.
  15. محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 11، جزء 1. بتصرّف.
  16. عبد الملك العاصمي (2009)، تفسير القرآن العظيم «جزء عم» (الطبعة الأولى)، السعودية: دار القاسم للنشر، صفحة 5، جزء 1. بتصرّف.
  17. سعيد عبد الجليل (1997)، فقه قراءة القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة القدسي، صفحة 86. بتصرّف.
  18. سليمان اللاحم (1999)، اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب (الطبعة الأولى)، الرياض: دار المسلم للنشر والتوزيع، صفحة 200، جزء 1. بتصرّف.
5862 مشاهدة
للأعلى للسفل
×