لماذا كانت قريش تلقب النبي بالأمين

كتابة:
لماذا كانت قريش تلقب النبي بالأمين


سبب تلقيب النبي بالأمين

حفظ أمانات قريش

عُرف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بين النّاس كافة ومنذ طفولته بالصّدق والأمانة، وقد أقرّ بذلك جميع النّاس حتى مَن كان يكفر به وبدعوته، حتى قال له أبو جهل ذات يوم: إنّا لا نكذبك، ولكن نكذب بما جئت به.[١]


وكان اتّصافه بالصّدق والأمانة سبباً لأن يرجع النّاس إليه ليحكم في الأحداث الواقعة فيما بينهم قبل الإسلام، وبعد البعثة لمّا أجمع كفار قريش على قتله وقرّر الخروج من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مهاجراً، ترك خلفه عليّ بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- من أجل أن يُعيد الأمانات إلى أهلها.[١]


أمانته في التجارة

كان عمّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أبو طالب يأخذه معه في تجارته إلى الشام، ذلك أنّه كان مسؤولاً عنه ولا يأمن أن يتركه عند أحدٍ غيره، وكان حينها يبلغ من العمر اثنتي عشرة عاماً، وكلّما خرج محمّد مع عمّه رأى منه ما يؤكد حرصه عليه واعتنائه به.[٢]


وقد روى أبو موسى الأشعري أنّ أبا طالب خرج وأخذ معه ابن أخيه في مجموعة من قريش للتجارة، فوصلوا إلى الراهب ووضعوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب وليس من عادته الخروج إليهم، فدخل بينهم وتوجّه إلى محمد، وأخذ بيده، وقال إنّه رسول من عند الله للعالمين، فسأله النّاس عمّن أخبره بذلك، فقال لهم إنّهم لمّا قدموا من العقبة لم يبقَ شجر ولا حجر إلّا سجد، وإنّها لا تسجد إلّا لنبيّ، وأخبرهم أنّ علامة النبوّة فيه خاتم النبوّة في كتفه.[٢]


ثمّ أمر الراهب أبا طالب أن يعيده إلى مكة خوفاً عليه من أن يمسّه اليهود بسوء، فلمّا عاد أرسلته خديجة مع غلامها ميسرة في تجارة لها، فرأى منه ميسرة في الخروج معه ما اتّصف به من مكارم الأخلاق ومحاسنها، فلمّا عاد أخبر خديجة بما رأى منه، فرغبت بالزّواج منه، فقبل رسول الله وتزوجها، وكان عمرها أربعون سنة، وعمره خمس وعشرون سنة.[٣]


موقف التحكيم يوم بناء الكعبة

كانت قبائل قريش تتنافس فيما بينها أيّها يخدم الكعبة ويقوم ببنائها، حتى قسمّوا مهمة بناء الكعبة فيما بينهم ولكل واحد منهم ناحيةً منها يقوم ببنائها، وبدأ كلّ منهم ببناء الجزء المخصّص لهم، إلّا أنّهم لمّا وصلوا عند الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه بيده، وكادت الحرب أن تقوم بينهم، إلّا أنّهم أدركوا مخاطر الحرب ونتائجها إن قامت.


وتحكّموا إلى حذيفة بن المغيرة، فأشار عليهم أن يجعلوا أمرهم إلى أوّل مَن يدخل من باب بني شيبة، وكانوا يسمّونه باب عبد شمس، فكان سيّدنا محمّد أوّل مَن دخله، فأخبروه بأمرهم، فأمر بثوب ووضع فيه الحجر الأسود، وأمر القبائل جميعها أن تحمل الثوب، فتقع مهمة رفع الحجر منهم جميعاً.[٤]


أخلاق النبي الكريم

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ)،[٥][٦] وقال -تعالى-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[٧] فقد كان رسول الله أحسن النّاس أخلاقاً،[٨] وعُرف بأمانته وصدقه بين النّاس قبل بعثة الله -تعالى- له وبعدها،[٩] ومنذ شبابه عُرف في قريش باتّصافه بمكارم الأخلاق.[١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب محمد المنصورفوري ، رحمة للعالمين (الطبعة 1)، الرياض:دار السلام، صفحة 246. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعيد القحطاني ، رحمة للعالمين، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 21-22. بتصرّف.
  3. سعيد القحطاني ، رحمة للعالمين، الرياض:مطبعة سفير ، صفحة 22-23. بتصرّف.
  4. أحمد غلوش (2003)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 248-249. بتصرّف.
  5. رواه الألباني ، في صحيح الجامع ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2833، صحيح .
  6. مجموعة من المؤلفين (1433)، موسوعة الأخلاق الإسلامية، صفحة 50. بتصرّف.
  7. سورة القلم ، آية:4
  8. ابن عثيمين ، مكارم الأخلاق (الطبعة 1)، الرياض :دار الوطن ، صفحة 53. بتصرّف.
  9. أمين الشقاوي (2013)، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة (الطبعة 8)، صفحة 410، جزء 3. بتصرّف.
  10. عائشة الشاطئ، التفسير البياني للقرآن الكريم (الطبعة 7)، القاهرة :دار المعارف ، صفحة 51، جزء 2. بتصرّف.
11195 مشاهدة
للأعلى للسفل
×