لماذا لون البول اصفر

كتابة:

اصفرار البول

يُعدّ البول من مُخرَجات العمليات الحيويّة للخلايا، يتكوّن من الفضلات والسوائل الزائدة التي تُصفّى من الدّم عن طريق الكليتين، ويخرج منهما إلى الحالبين ليُخزَّن لمدة قصيرة في المثانة ويخرج من الجسم أخيرًا عبر الإحليل.[١]

تُعدّ خصائص البول مثل كميّته وشفافيّته ولونه من المؤشّرات المُعتمدة طبيًّا للدلالة على الحالة الصحيّة والغذائيّة، وفي الوضع الطبيعي يتدرّج لون البول ما بين الأصفر القريب من لون القشّ أو الأصفر الباهت إلى درجة لون العنبر الكهرمانيّ، وهو ما يعتمد على تركيز مادّة اليوروكروم مقارنةً بكمية الماء والسوائل الأخرى المُفرَزة. يختلف في كثير من الأحيان لونه بصورة عَرَضيّة، أو على مدّار عدّة أيام أو أسابيع أو أشهر؛ نتيجة استخدام بعض العلاجات والأدوية، أو تناول أنواع مُحدّدة من الأطعمة، أو كدلالة على وجود بعض الاضطرابات والأمراض، أو حتى عدم شرب كمية كافية من الماء.[٢][٣]


لماذا لون البول أصفر

إنّ اللون الطبيعي للبول هو اللون الأصفر الباهت، النّاتج عن الصّبغة التي يصنعها الجسم، والتي تسمّى اليوروكروم،[٤] وهي الصّبغة التي يتخلّص منها الجسم عند تكسّر الهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدّم الحمراء الذي يسهم في نقل الأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم، وذلك عندما يجدّد الجسم خلايا الدّم الحمراء يوميًا، والتخلّص من خلايا الدّم الحمراء القديمة عن طريق البول، الأمر الذي يمنح البول لونه الأصفر.[٥]

كما يدلّ البول ذو اللون الأصفر المائل قليلًا إلى الدّاكن على الإصابة بالجفاف، والحاجة إلى شرب الماء، وزيادة تركيز الفضلات في البول، بينما يدلّ ميل البول إلى اللون الأصفر الفاتح على زيادة كميّة مجموعة فيتامينات (ب)، بما فيها فيتامين (ب2) و(ب12)، وهي ليست مشكلةً خطيرةً تهدّد الحياة.[٥]


أسباب تغير لون البول

يوجد العديد من الأسباب التي تجعل لون البول يتغيّر من الأصفر الباهت إلى ألوانٍ أخرى، يمكن ذكرها على النّحو الآتي:[٦]

  • إنّ تناول كميّة كبيرة من البيتا كاروتين أو فيتامين (ج) يسبّب تغيّر لون البول إلى اللون الأصفر الدّاكن أو اللون البرتقالي، وتوجد البيتا كاروتين في الجزر والبطاطا الحلوة أو البرتقال، بينما يوجد فيتامين (ج) في البندورة والفراولة والبروكلي.
  • ممارسة التّمارين الرّياضية يمكن أن تسبّب الجفاف، فيكون البول باللون الأصفر الداكن، خاصّةً إذا لم يشرب الشّخص كميّةً كافيةً من الماء أثناء ممارسة التّمارين الرّياضية المُجهِدة.
  • تناول الأدوية دون وصفةٍ طبية يمكنه أن يسبّب لون البول الأصفر السّاطع، وتتضمن هذه الأدوية المضادّات الحيويّة، وبعض أدوية العلاج الكيميائي التي تستخدم في علاج السّرطان، بالإضافة إلى وجود أدوية تعالج التهاب المسالك البوليّة يمكنها أن تسبّب تغيّر لون البول إلى اللون البرتقالي.
  • لون البول الأصفر الفاتح يمكن أن يكون عَرَضًا من أعراض الحمل المبكّرة عند النّساء.
  • تناول بعض الأطعمة يمكن أن يتفاعل مع صبغة اليوروكروم ليُنتج لونًا مختلفًا، ويسبّب تناول مكمّلات فيتامين (ب) تحوّل البول إلى اللون الأخضر الفلوري.
  • إنّ تغيّر لون البول يمكن أن يدلّ على إصابة الشّخص بمشكلات في وظيفة الكلى أو الكبد أو المثانة، وإذا أصبح لونه شبيهًا بمظهر الغيمة وله رائحة قوية فقد يدلّ على إصابة المثانة والكلى بالعدوى.
  • تناول بعض أنواع الأدوية، مثل دواء فينازوبيريدين، الذي يستعمل في الأغلب في معالجة عدوى الجهاز البولي، ومن آثاره الجانبيّة ظهور البول باللّون الداكن، بالإضافة إلى دواء ريفامبيسين الذي يصبغ البول باللّون البرتقالي، لكن دون أن ينتج عنه حدوث أيّ ضرر صحّي، وغيرهما من الأدوية التي يمكن أن تؤدّي إلى حدوث تغيّر في لون البول، مثل: المليّنات، وبعض المضادّات حيويّة، والعلاجات الكيماويّة التي يأخذها مرضى السرطان.[٧]


علاج اصفرار البول

يعتمد تقديم العلاج المُناسب لاصفرار البول على علاج المُسبّب والتعامل معه كما يجب، بعد الأخذ بعين الاعتبار الأعراض المُرافقة له ومعرفة التاريخ المَرضيّ للمريض، وتتمثّل الخطوات العلاجيّة بما يأتي:[٢]

  • تعويض الجسم بالسوائل والأملاح والمواد الكهارلية اللازمة لمن يُعانون من الجفاف، التي تُقدّم عادةً في المستشفيات، خاصّةً في الحالات الشديدة، وتنبيه المريض إلى ضرورة شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم لمنع تكرار حدوثه.
  • استخدام بعض المُضادات الحيويّة في مُعالجة أيّ التهابات في المسالك البوليّة.
  • في حال كان اصفرار لون البول ناجمًا عن بعض المشروبات والأطعمة أو حتى استخدام أدوية أو علاجات مُعيّنة فلا يُقدَّم أيّ علاج إضافيّ؛ لأنّ لون البول يعود إلى طبيعته بمجرّد الانتهاء من استخدام تلك العلاجات، أو التوقّف عن تناول تلك الأطعمة.

ويجدر التنبيه إلى ضرورة مُراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[٨][١]

  • عدم عودة البول إلى لونه الطبيعيّ بعد التوقّف عن تناول الأطعمة المُسبّبة لاصفرار لونه، أو التوقف عن استخدام الأدوية المُؤثّرة على تغيّر لونه حتى بعد شرب كميات كافية من الماء.
  • تزامن وجود ألم حادّ في أسفل الظهر أو الجنبين مع ارتفاع حرارة الجسم، والشعور بالغثيان والتقيّؤ، مما قد يكون مؤشّرًا على وجود حصى في الكليتين، أو التهاب قويّ في المسالك البوليّة.
  • تغيّر لون البول إلى البنيّ الغامق الصّافي.
  • ظهور الدم في البول حتى لو كان ذلك لمرّة واحدة فقط.
  • ظهور البول باللون الوردي، أو الأحمر، أو البنيّ مع عدم ربط ذلك بالأطعمة أو العلاجات.
  • في حال ظهور علامات الجفاف الحادّ عند المريض؛ لتفادي المُضاعفات الخطيرة لذلك.


المراجع

  1. ^ أ ب JC Jones, Rachel Nall (May 4, 2016), "What Causes Dark Urine?"، healthline, Retrieved 21/2/2019. Edited.
  2. ^ أ ب Amanda Barrell (Fri 15 February 2019), "What causes dark urine?"، medicalnewstoday, Retrieved 21/2/2019. Edited.
  3. "Urine color", mayoclinic,Oct. 27, 2017، Retrieved 21/2/2019. Edited.
  4. "The Truth About Urine", www.webmd.com, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Markus MacGill (24-7-2018), "Why is my urine bright yellow?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  6. Jerisha Parker Gordon (20-1-8-2018), "What Causes Bright-Yellow Urine and Other Changes in Color?"، ww.healthline.com, Retrieved 28-4-2019. Edited.
  7. Judith Marcin، MD (2018-8-20)، "What Causes Bright-Yellow Urine and Other Changes in Color?"، healthline، Retrieved 2019-1-31. Edited.
  8. "Urine - abnormal color", medlineplus,8/26/2017، Retrieved 21/2/2019. Edited.
6096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×