محتويات
خصائص الدم
أسئلة جمَّة تدور في خاطر الكثيرين عن خفايا جسم الإنسان، فالفضول وحب المعرفة لا حدود لهما عند البشر، وبين الكم الهائل من التساؤلات التي أُثيرت عن جسم الإنسان وطبيعته، انصبّ الاهتمام على معرفة ماهيَّة الدم، ومكوِّناته، ووظيفته، خاصةً أنَّ هذا السائل الأحمر يشغل حيزًا كبيرًا في جسم الإنسان، فهو يمثِّل حوالي 8% من وزن جسم الشخص البالغ تقريبًا، ومتوسط درجة حرارته يعادل 38 مئوية، ودرجة حموضة (pH) تتراوح بين 7.35-7.45، وهو سائل في طبيعته لكنَّه ليس بسيولة الماء، فمقدار لزوجة الدم تفوق لزوجة الماء بنحو 4.5-5.5 مرة، وهذه الخاصيَّة ببساطتها تُعدّ واحدة من الميزات الأساسيَّة التي تدعم أداء وظيفة الدم في الجسم، فمستوى اللزوجة المُناسب للدم يمنع تعرُّض القلب للإجهاد أو الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي قد تهدِّد حياة المصاب.[١] وفي هذا المقال حديث عن لون الدم خاصة.
لماذا لون الدم أحمر؟
يحتوي الدم على أنواع مُختلفة من الخلايا، ,أبرزها خلايا الدم الحمراء التي ترتبط بالأكسجين وتنقله إلى كل أنحاء الجسم بفضل مركب الهيموجلوبين (Hemoglobin)، ويتكوَّن الهيموجلوبين من أربع سلاسل من البروتينات، وترتبط كل واحدةٍ منها بمركب حلقي الشكل يُطلق عليه اسم الهيم (Heme)، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ مجموعة الهيم المسؤولة عن إعطاء اللون الأحمر للدم؛ ذلك لاحتوائه على جزيء الحديد الموجود في مركزه، والذي يعطيه اللون الأحمر إلى البني، لذا فإنَّ اللون الأحمر للدم يُعزى إلى احتوائه على الملايين من خلايا الدم الحمراء.[٢]
ما مكونات الدم؟
يحتوي الدم في جسم الإنسان على نوعين من المكوِّنات الرئيسة؛ حيث النوع الأول البلازما، والتي تُعرف بالسائل خارج الخلوي، والنوع الآخر مُتمثّل في عناصر الدم المُتشكِّلة (The formed elements)، والتي تتكوَّن من خلايا الدم، والصفائح الدمويَّة، وفي الآتي توضيح لمكوِّنات الدم:[١]
- بلازما الدم: إذ تحتوي على خليط من عِدة مواد، ومنها:
- البروتينات: المواد التي تحتل الكميَّة الأكبر في البلازما، وتلعب دورًا مهمًّا في أداء العديد من وظائف الدم؛ بما في ذلك: التخثر، والنقل، والدفاع. ومن البروتينات الموجودة في بلازما الدم:
- الألبيومين (Albumins): البروتين الأكثر وفره في بلازما الدم، وتكمن أهميَّته في الارتباط بالعديد من المواد، والمساعدة في إذابتها في البلازما، وبالتالي فهو يلعب دورًا مهمًّا في نقل المواد في أنحاء الجسم؛ كالأدوية، والأحماض الدهنيَّة، والهرمونات، كما أنَّ مستوى الألبيومين الطبيعي يُحقِّق توازنًا في كمية السوائل في الدم، ومنع تجمُّعها في الأنسجة كما يحدث في حالات الإصابة بأمراض الكبد والكلى.
- فيبرينوجين (Fibrinogen): المركب الطبيعي أو المركب الذي يكوِّن الفايبرين، إذْ يلعب الفايبرين دورًا مهمًّا في عملية تخثر الدم.
- غلوبيولين (Globulin): وهو عدة انواع، وبعضها يسهم في تنظيم الكولسترول ونقله في الدم، وبالتالي فإنَّ تأثيره ينعكس على المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- العناصر الغذائية: ومنها: الأحماض الأمينيَّة، والكولسترول، والفيتامينات، والمعادن، والجلوكوز، وهي المواد الناتجة من امتصاص الجهاز الهضمي للعناصر الغذائيَّة من الطعام ونقلها إلى بلازما الدم.
- الكهارل أو ما يُشار إليها باسم الإلكتروليت، ومن أبرزها أيونات الصوديوم.
- الغازات: إذْ تنتقل بعض جزيئات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون عبر البلازما، وتحتوي بلازما الدم على كميَّات من النيتروجين الذائب.
- فضلات نيتروجينية: هي الإفرازات السَّامة الناتجة من تحطيم المواد في الجسم، وتطرحها الكليتان بسرعة، وتعتمد على كميَّة إنتاجها وتكوينها في الجسم.
- أحماض أمينية: سواءً أكان تحطيم بروتينات الأنسجة أم هضم البروتينات التي يتناولها الفرد؛ فهما يُعدّان مصدرَي الأحماض الأمينيَّة في بلازما الدم.
- البروتينات: المواد التي تحتل الكميَّة الأكبر في البلازما، وتلعب دورًا مهمًّا في أداء العديد من وظائف الدم؛ بما في ذلك: التخثر، والنقل، والدفاع. ومن البروتينات الموجودة في بلازما الدم:
- خلايا الدم الحمراء: تحتوي قطرة الدم الواحدة -ما يعادل ميكرولتر واحد من الدم- على 4.5-6.2 مليون خلية دم حمراء عند الرجال، و 4-5.2 مليون خلية عند النساء، وما يُثير الدهشة أيضًا إنتاج الجسم حوالي 2 مليون خلية دم حمراء في كلّ ثانية لاستبدال الخلايا القديمة بانتظام، فلا تتجاوز مدة حياة خلايا الدم الحمراء 4 أشهر. وفي الحقيقة تظهر خلية الدم الحمراء في شكل أقراص مُنبعجة السطح قليلًا مهمَّتها نقل الأكسجين من الرئتين إلى كلّ أنحاء الجسم.[٣]
- خلايا الدم البيضاء: التي تُشكِّل دفاعات أساسيَّة ضد العدوى والأمراض التي يتعرَّض لها الجسم، بالرغم من كونها تمثِّل ما يقل عن 1% من مكوِّنات الدم، إذْ يحتوي ميكرولتر واحد من الدم على حوالي 3700-10500 خلية دم بيضاء، وقد يدل ارتفاع مستوى خلايا الدم البيضاء أو انخفاضه في الجسم على الإصابة بالأمراض.[٣]
- الصفائح الدموية: بمساعدة بروتينات التخثر تسهم الصفائح الدموية في إيقاف النزيف، وليس ذلك فحسب، بل تُفرز الصفائح الدموية مركبات قابضة للأوعية الدموية، كما أنَّها تُذيب الخثرة الدموية في حال عدم حاجة الجسم إليها، وغيرها من الوظائف الأخرى الضرورية للجسم، إذْ يحتوي كل واحد ميكرولتر من الدم على حوالي 150-400 ألف صفيحة دموية.[٣][١]
ما لون دم الوريد؟
قد يبدو لون الأوردة عند ملاحظتها من سطح الجلد أرجوانيًَا أو أزرق داكنًا، غير أنَّ ذلك لا يمثِّل اللون الحقيقي للدم الذي يجري داخلها، فبدايةً وقبل الحديث عن لون الدم في الأوردة تجب معرفة السَّبب وراء ظهور لون الدم مُختلفًا في الوريد عنه في داخل الشريان؛ إذْ يُعزى ذلك إلى العمليَّة المُنعكسة التي تنطوي على ارتباط خلايا الدم الحمراء بالأكسجين وفكّ ارتباطها به، فما يحدث في الرئتين ارتباط الحديد الموجود في هيموجلوبين الدم بجزيئات الأكسجين التي توفِّرها الرئتين خلال عمليَّة الشهيق، فيظهر الدم حينها باللون الأحمر الفاتح، والذي ينتقل بدوره إلى باقي أجزاء الجسم.[٢][٤]
وفي الأنسجة تنفصل جزيئات الأكسجين عن الحديد في هيموجلوبين الدم، ويرتبط بغاز ثاني أكسيد الكربون، فيُسفر عن ذلك تحوُّل لون الدم من الأحمر الفاتح إلى الأحمر الغامق أو المائل إلى الأرجواني، وهو لون الدم الذي يجري في الأوردة، إذْ تعتمد درجة احمرار الدم على مُحتواه من الأكسجين. أمَّا اللون الأزرق الذي يراه الشخص في الأوردة فهو غير واقعي، وقد ينتج من امتزاج لون الدم، والوعاء الدموي، والجلد إلى جانب الكيفيَّة التي تعالج فيها العين اللون الظاهر، فالأوردة نفسها تبدو بيضاء مائلة إلى اللون الوردي.[٢][٤]
ما لون دم الشريان؟
أشير في السؤال السابق إلى أنَّ درجة احمرار الدم تعتمد على نسبة الأكسجين في خلايا الدم الحمراء؛ لذا فإنَّ الدم في الشريان يظهر باللون الأحمر الفاتح؛ نظرًا لاحتوائه على نسبة أعلى من الأكسجين مقارنةً بالدم داخل الأوردة.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Blood function and composition", healthengine, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Yella Hewings-Martin, "Why is blood red?"، medicalnewstoday, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Adam Felman (25-8-2017), "How does blood work, and what problems occur?"، medicalnewstoday, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Kimberly Holland, "Is Blood Blue? Debunking 10 Common Health Myths"، healthline, Retrieved 25-6-2020. Edited.