لماذا ندرس الفلسفة؟ وما هي الوظائف الممكنة لهذا التخصص؟

كتابة:
لماذا ندرس الفلسفة؟ وما هي الوظائف الممكنة لهذا التخصص؟

تخصص الفلسفة

منذ الأزل كان الفضول وحب استطلاع المجهول سببًا من أسباب تطور العِلم، وتقدم الأمم والمجتمعات، والفلسفة هي نشاط العقل الفعلي بالتفكير في الوجود والكون وموجوداته، والتعمق بالتفكير بكل مجهول من أجل الوصول لمعرفة يتقبلها العقل، وبذلك عبر العصور أصبحت الفلسفة تخصص علمي دراسي خاص، يسعى إليه الكثير من الطلاب المقبلين على الدراسة الجامعية، ولتخصص الفلسفة أهمية كبيرة في ولادة بعض المهارات الخاصة للطلاب منها الكشف والتحليل حول الأفكار والموجودات المبهمة في الكون، والقدرة على حل المشكلات وصياغتها بشكل بسيط، والكثير من القدرات العقلية التي تتعلق بالتحليل والتفكير الناقد، وبذلك بدأت العلاقة بين الفلسفة والعلوم الأخرى، فكان لا بد من وجود مجال يهتم بالفلسفة إذ نشأ تخصص الفلسفة في الجامعات، وكانت مدة الدراسة 4 سنوات يتقن من خلالها الدارس نشأت الفلسفة وتاريخها، وتفسير المصطحات الفلسفية، ودراسة أبرز الفلاسفة في التاريخ ودورهم في التيارات الفلسفية والنظريات، ومن ثم دراسة علاقة الفلسفة بباقي العلوم وتاريخ تطورها، ومعرفة كل ما يدور حولها.[١]

لماذا ندرس الفلسفة؟ وما هي الوظائف الممكنة لهذا التخصص؟

لكل علم من العلوم مجاله الخاص، وخطوات خاصة من أجل التمكن من الإحاطة به، مما وفّر في الجامعات على مختلف الدول تخصصات خاصة بالعلوم، فأصبح لكل عِلم مجاله الخاص الذي يُدرس في الجامعة، وكل تخصص يحمل خيارات محددة من الوظائف الممكنة له، ومن هذه التخصصات تخصص الفلسفة، في الحديث عن الفلسفة لا بد من الإحاطة بتاريخها، إذ يعود تاريخ الفلسفة إلى ما هو شرقي وغربي، فالفلسفة الشرقية هي فلسفة تقترب بطبيعتها إلى الدين والروحانيات أكثر مما تقترب إلى العقلانية، وهي الفلسفة التي أنتجتها بالأخص دول اليابان والصين والهند، أما الفلسفة الغربية فهي تنقسم إلى فلسفة إغريقية وقديمة، وبعد ذلك جاءت فلسفة العصور الوسطى وتبعتها الفلسفة الحديثة، وفي الحديث عن العصر الحديث فقد شهدت الدول العربية نهضة فلسفية حديثة على يد فلاسفة دول المغرب العربي، مما ساعد في إعادة بناء التراث العربي، والمحاول في التعمق به ودراسته ونقده، ومن أهم هذه المحاولات والدراسات: كتاب نقد العقل العربي لمحمد عابد الجابري، ودراسة إصلاح العقل في الفلسفة الإسلامية للناقد أبو يعرب المرزوقي، وغير هذه من المحاولات التي توزعت على أفرع الفلسفة المختلفة، ومن أهم الفلاسفة في التاريخ هم: الفيلسوف أرسطو وابن رشد وأفلاطون وهيجل وغيرهم الكثير من الفلاسفة الذين توزعوا على مختلف فروع الفلسفة وعلومها.[٢]

لماذا ندرس الفلسفة؟

لكل عِلم بحث، ولكل دراسة أسئلة وفرضيات، وفي دراسة تخصص الفلسفة لا بد أن هناك ما يهدف الدارس للوصول إليه، فقد تطورت مواضيع الفلسفة خلال العصور والفترات الزمنية، وفي الحديث حول السبب الذي تُدرس من أجله الفلسفة، لا بد من الإشارة في البداية أن دراسة الفلسفة هي دراسة ممتعة، ويدرس الدارس الفلسفة من أجل الكم الثقافي الذي يعود على الدارس، فدراسة الفلسفة تُعلم الدارس كيف يكون جاهزًا ليتفكر، ويحلل، ويتعلم كل جديد، ويبحث حول كل مجهول، ويكتب ويناقشبفن الحوار الناجح، من ثم يصبح قادرًا على المنافسة بكل ذكاء وتميز وإبداع، ولدراسة الفلسفة مواضيع كثيرة يستفيد الدارس من خلالها ويتعلم كيف يصبح شخصًا مبدعًا ومميزًا، وقادرًا على تحليل الموجودات ورؤية الأشياء على حقيقتها، ومناقشة المشاكل والأمور الخلافية، ومن ثم حلها بطريقة يتفرد بها عن البقية ويتميز بتفكيره عن الجميع، وتساعد دراسة الفلسفة أن يصبح الفرد قادرًا بالدخول في النقاش حول المواضيع بكل قوة وجرأة وأن يوجه النقد ويطرح الأسئلة دون خوف من الإجابة، ومن ثم يسعى دارس الفلسفة للوصول للمنطق الذي يفسر كل الأحداث والمواقف أهمها تلك التي شغلت البشرية على مر التاريخ، ولا بد من الإشارة إلى أن دراسة الفلسفة تساعد الدارس بأن يكسب المهارات مع الوقت بكل سهولة، وتلك المهارات تتشكل وتتفرع بأكثر من نوع، ويتميز بها دارس الفلسفة عن غيره، ومن هذه المهارات: التفكير، التحليل، مواجهة النقاشات المنطقية الطويلة والمبهمة، ومهارة قدرة التعبير عن الأفكار بأيسر الوسائل وأسهلها، ومن أهم المهارات التي يكتسبها دارس الفلسفة هي مهارة الإقناع، فهو بسبب ثقافته الواسعة وامتلاكه للمهارات السابقة يصبح قادرًا على الدخول بكل نقاش والخروج منه منتصرًا.[٣]

ما هي الوظائف الممكنة لتخصص الفلسفة؟

لكل تخصص يدرسه الطالب وظائف محددة يستطيع أن يعمل بها، ويبدع ويتميز في إتقانها، كذلك تخصص الفلسفة، إذ ثمة وظائف ممكنة يستطيع الدارس أن يعمل بها ومن ضمنها: التدريس في المدارس والمراكز والمعاهد والجامعات، وإقامة محاضرات خاصة يدور حوارها حول الفلسفة ومواضيعها، فدارس الفلسفة يمكن أن يصبح معلمًا متميزًا في تعليم الفلسفة ومهاراتها، وأن يصبح مدربًا ناجحًا لهذه المهارات، ومن الوظائف أيضًا أن يصبح مستشارًا في مجال الموارد البشرية، وتقديم الاستشارات النفسية المختلفة، وذلك لغزارة ثقافة دارس الثقافة فهو قادر على أن يصبح مستشارًا لمختلف المجالات، ويستطيع أن يعمل في مجال الصحافة والنشر، من خلال نشر المقالات الفلسفية، وكتابة كل موضوع له علاقة بعِلم الفلسفة، ويستطيع دارس الفلسفة أن يعمل بمجال القانون، فهو يمتلك المهارات التي تساعده على ذلك والتي من ضمنها التفكير بالمشكلات، والبحث حول كل مجهول، وتفسير كل حادثة مبهمة، ومهارة القدرة على الإقناع، ويمكن لدارس الفلسفة أيضًا أن يصبح باحثًا في مختلف المناهج والبحوث، خاصة تلك التي يدور حولها الكثير من الأسئلة التي تحتاج للبحث عن أجوبة، وهو بذلك يمكنه أن يقوم بإعداد الدراسات السياسية والاجتماعية وغيرها، فدارس الفلسفة يمتلك الكثير من مهارات التواصل، ومهارات المناقشة والحوار والإقناع، ويمتلك مهارات كثيرة تتعلق بمختلف العلوم، مما يجعله قادرًا على العمل بالكثير من الخيارات، وذلك بسبب ما اكتسبه من الفلسفة وتعلمها، فمهاراته زادت من ثقافته ومن ثقته بنفسه.[٤]

المراجع

  1. "الفلسفة"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  2. "فلسفة"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  3. "الفلسفة"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
  4. "الفلسفة"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-24. بتصرّف.
4964 مشاهدة
للأعلى للسفل
×