محتويات
الشتر الداخلي
يُعرَف الشتر الداخلي للجفن أو الانطواء الجفني (Entropion) بأنَّه الحالة التي تؤثر في الجفن السّفلي أو العلوي، لكنَّها تظهر في الجفن السفلي، فيبدو مطويًّا للداخل نحو العين، وتبدأ رموش وجلد الجفن بفرك القرنيَّة، والتسبُّب في ظهور مجموعة من العوارض المزعجة في العين، أمَّا في حالة تأثر كِلتا العينين فيُطلق عليه حينئذٍ الشتر الداخلي الثنائي، ويجدر الذكر بأنَّ شتر الجفن الداخلي قد يصبح مشكلة دائمة، لكنَّه قد يصبح مؤقتًا أيضًا، ويحدث فقط عند إحكام إغماض العين بشِدَّة. وفي الحقيقة يُعدّ الشتر الداخلي للجفن من المشكلات نادرة الحدوث إلى حدٍّ كبير، لكنَّها قد تؤثر في حوالي 2.1% من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا؛ ذلك اعتمادًا على تقارير الأكاديمية الأمريكية لطب العيون.[١]
عوارض الشتر الداخلي
-كما تبيّن سابقًا- تظهر علامات الإصابة نتيجة احتكاك رموش العين والجزء الخارجي من جفن العين بسطح العين، ومنها ما يأتي:[٢]
- زيادة الحساسيَّة تجاه الرياح والإضاءة.
- احمرار العينين.
- الشعور بوجود شيء في داخل العين.
- خروج الإفرازات المخاطيَّة من العين، وتقشُّر جفن العين.
- تدميع العينين.
- تهيج العينين، والشعور بالألم فيها.
- تكوُّن الندبات.[٣]
- فقد البصر.[٣]
أسباب الشتر الداخلي
العديد من الأسباب قد تؤدي إلى حدوث الشتر الداخلي للجفن، وهذه الأسباب كلّها مسؤولة عن ارتخاء العضلات المُسيطرة على جفن العين، وفي الآتي ذكر عددٍ منها:[٣]
- الشتر الداخلي الخلقي: هو النوع الذي يظهر منذ الولادة، لكنَّه يُعدّ من الحالات النادرة.
- التراخوما أو الحثار أو الرَّمَد الحُبَيْبي (Trachoma): هي من أمراض العين الشائعة في مناطق آسيا، وإفريقيا، والشرق الأوسط، الناجمة من الإصابة بعدوى بكتيريَّة قد تبدو واحدة من أكثر أسباب حدوث العمى شيوعًا في الدول النامية، إذْ تنتقل عدوى التراخوما من شخص لآخر عن طريق مشاركة المناشف، إلى جانب تمكُّن الذباب من نقل العدوى بين الأفراد، وتُعدّ مشكلة الشتر الداخلي واحدة من العوارض الناجمة من التراخوما.
- شبيه الفُقاع النَّدْبِي العيني (Ocular cicatricial pemphigoid): واحد من أمراض المناعة الذاتيَّة التي قد تسبِّب الالتهاب حول جفن العين، والذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث الشتر الداخلي.
- الشتر الداخلي الشيخوخي (Senile entropion): مع تقدم العمر يبدأ الجلد حول العينين بفقد الكولاجين، وتبدأ عضلات الجفن بالارتخاء، وهذا بدوره يسمح بحدوث انقلاب لجفن العين نحو الداخل.
- الهربس النطاقي العيني (Herpes zoster ophthalmicus): واحدة من أنواع عدوى فيروس الهربس التي تُصيب العين، والتي تؤدي إلى ظهور عدد من المشكلات، ومنها: الشتر الداخلي، إلى جانب الألم الشديد الذي يستدعي العلاج المكثَّف.
- الجراحات والحروق الكيميائية: تُسفر عن هذه المُشكلة تغيّر شكل مقلة العين، والسماح بارتخاء جفن العين، وانقلابه نحو الداخل.
تشخيص الشتر الداخلي
يُشخِّص الطبيب الشتر الداخلي للجفن في مُعظم الحالات خلال الفحص العين الروتيني؛ فهذا الاضطراب لا يستدعي إجراء تحاليل أو اختبارات خاصَّة، وقد يسحب الطبيب أثناء التشخيص الجفن، ويُطلَب من الشخص إغلاق عينيه أو الرمش بشِدَّة، فهذا يسهم في تقييم موضع جفن العين، وقوة عضلات الجفن، أمَّا في حال كان الشتر الداخلي ناجمًا من الخضوع لجراحة أو تكوّن النسيج الندبي قد يبدأ الطبيب بفحص النسيج المحيط بالعين وداخل الجفن، فالتعرُّف إلى سبب حدوث الشتر الداخلي يساعد الطبيب في تحديد أكثر العلاجات فاعليَّة[١][٤].
علاج مرضى الشتر الداخلي
في الحالات الخفيفة تُستخدم أحيانًا قطرات العين التي تحتوي على الدموع الاصطناعيَّة لتخفيف بعض العوارض، وتوضع العدسات اللَّاصقة لحماية الجزء الخارجي من العين، بينما يبدو العلاج الجراحي خيارًا مطروحًا لتصحيح الشتر الداخلي كليًّا في الحالات التي يحدث فيها الشتر نتيجة إصابة العين بالالتهاب أو العدوى، واستمرار المشكلة حتى بعد العلاج بسبب ظهور النسيج الندبي، كما يُلجَأ إلى الجراحة في حال وجود خطورة تهدِّد سلامة العين، لكنْ في حال كانت الجراحة غير مُمكنة في الوقت الراهن، أو في حال رفض المريض الخضوع للجراحة يوجد عدد من طرق العلاج المؤقتة التي قد تسهم في حل المشكلة أيضًا.[١][٤]
العلاج الجراحي
توجد أنواع عدة من الجراحات التي قد يلجأ إليها الطبيب في علاج مرضى الشتر الداخلي، والتي يعتمد اختيارها على حالة النسيج المحيط بالجفن، وعمر الشخص، وصِحته العامة، ووجود أمراض كامنة، وفي الآتي ذكر لعدد من أنواع الجراحات:[٤]
- ترقيع الغشاء المخاطي للجفن باستخدام الأنسجة التي تؤخذ من سقف الفم أو الممرَّات الأنفية، ذلك في الحالات التي يظهر فيها الشتر الداخلي نتيجة وجود النسيج الندبي على الجزء الداخلي من الجفن، أو في حالة التعرُّض لإصابة أو الخضوع لجراحة سابقة.
- جراحة لإزالة جزء صغير من الجفن السفلي، ذلك في حال ارتبط الشتر الداخلي بتقدم العمر، فهذه الجراحة تنفع في شدّ العضلات والأوتار المتأثِّره، وقد تظهر بعض الغرز الجراحية على الزاوية الخارجية للعين أو تحت الجفن السفلي مباشرةً.
قد يصبح على المريض وضع رقعة العين بعد الانتهاء من الجراحة لمدَّة 24 ساعة تقريبًا، وقد يصِف الطبيب الأدوية الستيرويديَّة لمنع حدوث الالتهاب، والمضادات الحيويَّة للوقاية من العدوى التي تظهر بعد الجراحة، وربما يُستخدم دواء الباراسيتامول (Paracetamol) لتخفيف الانتفاخ والانزعاج في العين، وتُوضَع الكمادات الباردة على العين للتخفيف من التورم، ويجدر الذكر بأنَّ إزالة الغرز تُنفّذ بعد مرور أسبوع تقريبًا.[١]
العلاج المؤقت
يُلجَأ إلى إحدى الطرق المذكورة على النحو الآتي:[١]
- حقن البوتوكس (Botox): في الحالات التي يحدث فيها الشتر الداخلي نتيجة تشنُّجات العضلات قد يساعد إعطاء حقن البوتوكس في الجفن السفلي في ارتخاء عضلات الجفن، ومنع انقباضه نحو الداخل، وهو من الحلول المؤقتة التي يستمر مفعولها بين 8-26 أسبوعًا.
- لاصق جلدي شفاف: يوضع هذا اللَّاصق بطريقة معينة لإيقاف انثناء الجفن نحو الداخل، ويبدأ الطبيب بتعليم الشخص وضع نهاية اللَّاصق بالقرب من الرموش السفليَّة، وتثبيت الجانب الآخر على الجزء العلوي من الخد.
- الغرز: هي من الوسائل المؤقتة أيضًا لعلاج الشتر الداخلي، وفيها توضع الغرز على طول الجفن لإجباره على التوجه للخارج، وغالبًا ما تذوب هذه الغرز من تلقاء نفسها بعد عدة أسابيع، وتستمر فاعلية العلاج عادةً لعدة أشهر، ويكتمل وضعها في عيادة الطبيب باستخدام المخدر الموضعي.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Yvette Brazier (10-1-2019), "What is entropion?"، medicalnewstoday, Retrieved 30-7-2020. Edited.
- ↑ "Entropion", mayoclinic, Retrieved 30-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Eyelid Turned In (Entropion)", healthline, Retrieved 30-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Entropion", mayoclinic, Retrieved 30-7-2020. Edited.