محتويات
اللسان المربوط
اللسان المربوط (Ankyloglossia) اضطراب موجودة عند الولادة يسبب تقييد نطاق حركة اللسان، وتحدث هذه الحالة نتيجة زيادة سماكة مجموعة من الأنسجة المعروفة باسم اللجام اللساني وقصرها، أو زيادة شدها بشكلٍ غير عادي، الأمر الذي يُسبِّب ربط الجزء السفلي من اللسان بقاع الفم؛ مما يسبب تداخلها مع الرضاعة الطبيعيّة، وقد يعاني المصاب من صعوبة في إخراج لسانه، وقد يؤثر في الطريقة التي يتكلم الطفل بها، وطريقة أكله وابتلاعه للطعام، وعلى الرغم من أنّ ربط اللسان لا يسبب مشكلة لدى الطفل المُصاب أحيانًا، لكنّها قد تتطلب في بعض الأحيان إجراءً جراحيًا بسيطًا.[١] ويُشخّص اللسان المربوط في بعض الأحيان أثناء الفحص البدني لحديثي الولادة، لكن ليس من السهل اكتشافها بشكلٍ عام، وقد لا يبدو الأمر واضحًا إلى أن يبدأ الطفل المعاناة من مشكلات في الرضاعة، وهنا تجدر الإشارة إلى أهمية زيارة الطبيب أو أي مشرف صحي على صحة الطفل للتأكد من سلامة الطفل.[٢]
لماذا يحدث اللسان المربوط؟
أيّ شخص يُصاب باللسان المربوط، وهذه الحالة قد تبدو وراثيّة؛ أي إنّها توجد في العائلة، فقد وُجِدَ أنَّ 10% من الأطفال يصابون بهذه الحالة بسبب العوامل الجينيّة. ويؤثر اللسان المربوط في الأطفال الأصغر سنًا والرضّع، لكن قد يعاني الأطفال الأكبر سنًا والبالغون من هذه الحالة.
لمعرفة كيف يصاب الطفل بهذه الحالة تجب معرفة ما يحدث للطفل وهو في رحم الأم، فعندما يكون في الرحم يندمج اللسان وأرضية الفم معًا، ومع مرور الوقت يبدأ اللسان بالانفصال عن أرضية الفم، ويبقى حبل رفيع من الأنسجة والمعروف باسم اللجام اللساني يربط اللسان بأرضية الفم، ومع الوقت يبدأ هذا الجام بالانكماش والترقق، أمّا في حالات اللسان المربوط فالذي يحدث أنّ هذا الشريط من الأنسجة يبقى غليطًا ولا ينحصر؛ مما يجعل من الصعب تحريك اللسان.[٣]
أعراض اللسان المربوط
تتراوح أعراض ربط اللسان من المعتدل إلى الشديد، وربما يبدو اللسان في شكل قلب أو قد يوجد فيه شق، وفي بعض الحالات يبدو ربط اللسان خفيفًا دون أن يتعارض مع مهمات الحياة اليوميّة، لكنّه قد يسبِّب ظهور الكثير من الأعراض الدالّة على الإصابة به، وتختلف بين الرضع والأطفال الاكبر سنًا والبالغين، وتُذكَر الأعراض على النحو الآتي:[٣]
- الرضع، من الأعراض الدالة على اللسان المربوط لدى الرّضّع ما يأتي:
- مشكلات الرضاعة الطبيعية، إذ تتطلب الرضاعة الطبيعيّة من الطفل إبقاء لسانه على اللثة السفلية أثناء الرضاعة، فإذا كان الطفل غير قادر على تحريك لسانه، أو إبقائه في الوضع الصحيح، فقد يعضّ الطفل على الحلمة وكأنَّه يأكلها بدلًا من أمتصاص الحليب منها؛ مما يسبب ألمًا كبيرًا في الحلمة، ويتداخل مع قدرة الطفل على الحصول على حليب الثدي مُسبِّبًا في النهاية سوء تغذية الطفل وفشله في النمو السليم.[١]
- استمرار مرحلة الرضاعة لوقت طويل.[٣]
- شعور الطفل بـالجوع المستمر.[٣]
- سماع صوت طقطقة أثناء تغذية الطفل.[٣]
- الأطفال الصغار، قد تشمل أعراض ربط اللسان ما يأتي:
- صعوبات الكلام، فاللسان المربوط يتداخل مع قدرة الطفل على إصدار بعض الأصوات؛ مثل: "t" و "d" و "z" و "s" و "th" و "r" و "l".[١]
- نظافة الفم السيئة، بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا أو البالغين فقد يؤدي ربط اللسان إلى صعوبة إزالة بقايا الطعام من الأسنان، مما يساهم في حدوث تسوس الأسنان والتهاب اللثة، كما قد يُسبِّب تكوين فجوة بين الأسنان الأماميّة السفلية.[١]
- التعارض مع الأنشطة الشفويّة الأخرى، إذ يتداخل اللسان المربوط مع قدرة الشخص على التقبيل، أو لعق الآيس كريم، أو العزف على آلة النفخ.[١]
- صعوبات البلع.[٣]
- صعوبة تحريك اللسان باتجاه سقف الفم أو من جانب إلى الجانب الآخر.[٣].
- مشكلات في إخراج اللسان.[٣]
- الأمهات، قد تظهر لدى الأمهات المرضعات أعراض تتعلق بربط لسان الرضيع؛ بما في ذلك:[٣]
- تشقق الحلمات وتقرحها.
- ألم أثناء الرضاعة.
- عدم كفاية كميّة الحليب المنُتجة لدى الأم.
تشخيص اللسان المربوط
غالبًا ما يُشخِّص اللسان المربوط بواسطة طبيب الأطفال أو اختصاصي الرضاعة خلال الفحص الجسدي، فأثناء فحص السطح السفلي لللسان يُلاحظ أنَّ اللسان متصل بأرضية الفم، الأمر الذي يؤدي إلى تشخيص الإصابة باللسان المربوط،[٣] وبالنسبة للرضع فقد يستخدم الطبيب أداة تشخيص خاصة لملاحظة حركات اللسان ومظهره.[١]
علاج اللسان المربوط
مما تجدر الإشارة إليه أنّ علاجات ربط اللسان مثيرة للجدل، فبعض الاطباء واستشاري الرضاعة الطبيعيّة يوصون بتصحيحها فورًا حتى قبل خروج حديثي الولادة من المستشفى، وفي المقابل يُفضّل الآخرون الانتظار واتباع نهج طبي معين ورؤية النتائج؛ إذ ينفصل اللجام مع الوقت معالجًا مشكلة اللسان المربوط تلقائيًا دون الحاجة إلى أيّ علاج، بينما الأمر ليس ذلك مع الحالات الأخرى التي يتسبب اللسان المربوط في حدوث مشاكل معها، ومن الجيد التشاور مع استشاري الرضاعة الطبيعيّة في هذه الظروف، وقد يساعد اختصاصي أمراض النطق واللغة في تحسين مخارج الحروف لدى الطفل المصاب.[١] وإذا كان ربط اللسان يتداخل مع أنشطة الحياة اليوميّة؛ كالكلام والرضاعة، ويسبب عدم الراحة، فمن الجيد اللجوء إلى العلاج الجراحي لتقويم هذه الحالة، ويُنفّذ العلاج بالإجرائين الآتيين:[٤]
- قص اللجام، هو إجراء جراحي يهدف إلى فصل اللجام كي يتمكّن اللسان من التحرك حريّة اكبر، والأطفال بعد ذلك يرضعون مباشرة.
- تقويم اللجام، هي عملية يُلجَأ إليها في الحالات الأكثر تعقيدًا ربط اللسان، وهناك يُجري الطبيب جراحة تجميليّة للجام، ويحتاج الطفل بعد ذلك إلى علاج النطق وإجراء تمارين اللسان بمنزلة جزء من عملية الشفاء.
تجدر الإشارة إلى أنّه على الرغم من سلامة هذه الإجراءات بشكلٍ عام، لكن هناك بعض المخاطر المترافقة معها؛ كحدوث النزيف الحاد، أو الإصابة بالعدوى، وحدوث إصابات في الغدد اللعابيّة، وصعوبات التنفس.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "(Tongue-tie (ankyloglossia", mayoclinic, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ "Tongue-tie", nhs,2020-3-5، Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "(Tongue-Tie (Ankyloglossia", clevelandclinic, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب "(Tongue-Tie (Ankyloglossia", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-5-5. Edited.