محتويات
انشقاق البطن
يمرّ العديد من الأجنة أثناء الحمل بالعديد من التغييرات التي قد تسبب ظهور بعض العيوب الخلقيّة، التي منها ما يُصلَح ومنها ما يبدو دائمًا، ومن هذه العيوب الخلقيّة ما يُعرف بالانشقاق البطني الخلقي (Gastroschisis)، ففي البداية تتخلق الأعضاء كلها من الكبد والمعدة والمبيضين أو الخصيتين خارج الجسم ثمّ تعود عبر فتحة في جدار البطن إلى الداخل، [١] لكنّ هذه الفتحة تفشل بعض الأحيان في الانغلاق التام، ويتشكّل شقّ يتراوح طوله بين 2.5 إلى 5 سينتمتر على الجانب الأيمن من السرّة غالبًا؛ مما يسبب خروج الأمعاء كلّها أو جزء منها في السائل الأمنيوسي المحيط بجسم الجنين؛ أي إنّ الأمعاء تبقى دون وقاية وحماية؛ مما يعرّضها للخطورة؛ فقد يتسبب هذا الأمر في تهيجها وتورمها وقد يؤدي إلى إتلافها، وفي الحالات الأكثر خطورة يخرج الكبد والمعدة أيضًا من الفتحة باتجاه السائل الأمنيوسي، وتُصلَح هذه المشكلة بعد ولادة الطفل جراحيًا.[٢]
أسباب انشقاق البطن الخلقي
تُعدّ حالة انشقاق البطن الخلقي نادرة نسبيًا، على الرغم من أنّها شهدت ازديادًا في الآونة الأخيرة وتصيب 1 من 2000 طفل، ويحدث هذا الاضطراب ما بين الأسبوع الرابع إلى الأسبوع الثامن من الحمل، وتحدث بسبب ضعف عضلات البطن القريبة من الحبل السري عند الجنين،[٢]. ومع ذلك ما زالت الأسباب المحددة الكامنة وراء إصابة الأطفال بهذا النوع من العيوب الخلقيّة غير معروفة لليوم، فيبدو السبب تغيّر التركيب الجيني والكروموسومي لدى الطفل، وقد يبدو السبب ناتجًا من مجموعة من العوامل الوراثيّة والبيئيّة؛ مثل: الأشياء التي تتعامل معها الأم في بيئتها، وما تأكله وتشربه، أو ما تأخذه من أدوية أثناء مرحلة حملها، وبناءً على الكثير من الدراسات التي أجراها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) لفهم الأسباب وراء الإصابة بهذا العيب الخلقي، استطاع الباحثون التوصل إلى العديد من العوامل المساهمة في الإصابة بانشقاق البطن الخلقي، ويُذكَر منها كلٌّ ممّا يأتي:[٣]
- صغر السن، فالحامل اليافعة أكثر عرضةً لإنجاب طفلٍ مُصاب بانشقاق البطن من الأمهات الأكبر سنًا.
- التدخين وتعاطي الكحول، فالنساء المدخنات أو اللواتي يتعاطين الكحول أكثر عرضةً لإنجاب طفل مُصاب بانشقاق البطن الخلقي.
- العِرق، فاليافع من الأصول البيضاء أكثر عرضة لإنجاب طفلٍ مُصاب بهذا العيب الخلقي من اليافعة إفريقيّة الأصول.[٤]
- عوامل أخرى: التي تتضمن:[١]
- سوء التغذية أثناء الحمل.
- تعاطي المخدرات -كالكوكايين والأمفيتامين- أثناء الحمل.
- تناول بعض الأدوية؛ كالأيبوبروفين، والباراسيتامول، والأسبرين.
- التعرُّض للنيتروسامين (Nitrosamine)؛ وهي مواد كيميائية موجودة في السجائر والمواد التجميلية وبعض الأطعمة.
- استخدام مضادات الاحتقان التي تحتوي على سودوافدرين (Pseudoephedrine) أو فينيل بروبانولامين (Phenylpropanolamine).
أعراض انشقاق البطن الخلقي
لا توجد أعراض معينة دالة على إصابة الطفل بانشقاق البطن الخلقي، فقد تكتشف الأم إصابة الطفل بانشقاق البطن الخلقي أثناء إجراء فحوصات الموجات فوق الصوتيّة الروتينيّة للجنين، وقد تُكتشَف إصابة الطفل أيضًا بهذا العيب الخلقي عند الولادة،[١] لكن يلاحظ الطبيب أثناء إجراء الفحوصات وجود العلامات الآتية على الإصابة بانشقاق البطن الخلقي[٥]:
- التصاق الأمعاء بجدار البطن بالقرب من الحبل السرّي.
- وجود نتوءات في البطن.
- مشكلات في حركة الأمعاء نتيجة تعرضها للسائل الأمنيوسي المسبب لتهيجها.
تشخيص انشقاق البطن الخلقي
هناك العديد من الطرق لاكتشاف إصابة الطفل بانشقاق البطن الخلقي، ويُذكَر منها الآتي:[٢]
- الموجات فوق الصوتية، تُكتشَف إصابة الطفل بهذا المرض في الشهر الثالث من الحمل، وغالبًا ما تُكتشف الإصابة في الأسبوع 18 حتى الأسبوع 21 من الحمل بواسطة الموجات فوق الصوتيّة؛ إذ تظهر الأمعاء على الجهاز في شكل حلقات تطفو بحريّة، لكنَّها قد تُكتشَف لاحقًا أثناء الحمل.
- صورة الرنين المغناطيسي.
- مخطط صدى القلب للجنين من أجل تقييم وظائف القلب.
قد تظهر على الحامل بعض العلامات المشيرة إلى إصابة الطفل بانشقاق البطن الخلقي، ومنها الحالة المرضيّة المعروفة باسم الاستسقاء السلوي، أو الموه السلي؛ وتعني فرط تراكم السائل الأمنيوسي حول الجنين.[٥]
علاج مرضى انشقاق البطن الخلقي
لا توجد تدخلات علاج موصى بها للأجنة الذين يعانون من الإصابة بانشقاق البطن الخلقي أثناء الحمل؛ لذا فإنّ هذه الحالة تجب معالجتها بعد ولادة الطفل مباشرة، إذ يجب أن يخضع الطفل لعملية جراحة بعد الولادة؛ فبعد ولادة الطفل سيُقيّم الطبيب مدى خطورة الحالة؛ حيث نوع الإصلاح الجراحي المناسب للمصاب يعتمد على حجم الأمعاء الموجودة خارجًا، أو يعتمد على ماهية الأعضاء الموجودة خارج بطن الطفل، بالإضافة إذا ما كان هناك التهاب بالأمعاء أو تلف في تلك الأنسجة، وتشمل طرق الإصلاح العمليات الإصلاحات الآتية:[٢]
- الإصلاح الأساسي، هذا النوع من الجراحات يُنفّذ في حالة انشقاق البطن الخلقي البسيط، إذ يُعاد وضع الأمعاء في داخل البطن وتُغلق الفتحة الموجودة، وقد تُجرى هذه العملية يوم ولادة الطفل، وتُجرى في الحالات التي يبدو فيها حجم الامعاء الموجودة خارج تجويف البطن قليلًا نسيبًا وفي حال عدم تلفها.
- الإصلاح على مراحل، والذي يُجرى إذا كان الإصلاح الأولي غير ممكن بسبب أنّ حجم الأمعاء الموجود خارج تجويف البطن كبير جدًا، أو تورم الأمعاء خارج البطن الشديد، أو أنَّ تجويف البطن لدى الرضيع صغير ولا يتسع للأمعاء كلّها. وفي هذه الحال يحتاج الرضيع إلى العديد من العمليات الجراحيّة لإعادة الأمعاء أو الأعضاء الموجودة خارجًا إلى البطن تدريجيًا، ويحدث الأمر على عدّة أيام وقد يستمر الإصلاح لمدّة أسبوعين.
- العمليّات الجراحية الأخرى، حيث 10% من الأطفال المُصابين بهذا العيب الخلقي لديهم جزء من الأمعاء لم يتطور بشكلٍ صحيح، وفي هذه الحالات تُجرى العديد من العمليّات الجراحيّة للأطفال منها وفق ما يأتي:
- استئصال الأمعاء عندما يبدو الجزء الخارج من الأمعاء متضررًا بشكلٍ كبير.
- فغر القولون، وهو عملية جراحية لإخراج البراز خارج الجسم داخل كيس.
- زراعة الأمعاء.
مضاعفات انشقاق البطن الخلقي
بإمكان الأطفال المُصابين بانشقاق البطن الخلقي عيش حياة طبيعيّة بعد علاجه،[٢] ومع ذلك لا يخلو الأمر من وجود بعض المُضاعفات المُصاحبة للإصابة به؛ كإعاقة تدفق الدم نحو الأمعاء، فالشق سيعيق تدفق الدم نحو الأمعاء مع ازدياد حجم الجنين أثناء نموه وتطوره، والتسبب في التواء الأمعاء على نفسها؛ مما قد يتسبب في الإصابة بالانسداد المعوي، أو حدوث عطل في عمل وظيفة الأمعاء، وهذا الأمر من شأنه التسبب في مشكلات في التغذية لدى الأطفال بعد الولادة[٦] مما يؤثر سلبًا في نمو الطفل، فالأطفال المصابون بانشقاق البطن يبدون أصغر حجمًا من الأطفال الطبيعيين، وقد يحتاجون إلى بعض الوقت قبل الدء بالنمو.[٢]
كما قد يؤدي ذلك إلى الحد من قدرة الطفل على توسيع رئتيه؛ مما يسبب مشكلات لاحقة في التنفس، بالإضافة إلى نقص التروية الدموية إلى الكليتين نتيجة الضغط المتزايد من أعضاء التجويف البطني الموجودة في غير موضعها الطبيعي.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Gastroschisis", medlineplus, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Gastroschisis", cincinnatichildrens, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ "Facts about Gastroschisis", cdc,2019-12-5، Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ "What Is Gastroschisis?", webmd, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب "Gastroschisis", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ "Gastroschisis", chop, Retrieved 2020-5-5. Edited.