لماذا يحدث تقيح جلد الغنغريني؟

كتابة:
لماذا يحدث تقيح جلد الغنغريني؟

تقيح الجلد الغنغريني

ربما يصاب البعض بالذهول عند معرفتهم أنَّ الجلد هو أكبر أعضاء الجسم، وأنَّه يعدّ عضوًا كحال باقي الأعضاء التي تؤدي وظائفها الضروريَّة للجسم، وقبل كل شيء يجب الإشارة إلى أنَّ الجلد يُساعد على ثبات العضلات والعظام والأعضاء في مكانها، ودونه لكانت هذه الأجزاء غير ثابتة، عدا عن أنَّه يحمي أجسادنا من مسببات الأمراض والأجسام الغريبة، ويُساهم في الحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتةً، وفي الشعور بالأشياء عند لمسها.[١]

أحيانًا يتعرَّض هذا الغطاء المرِن لبعض المُشكلات الصحيَّة التي تعد مُختلفة الشِّدة والأعراض، فبعض الاضطرابات التي تؤثر في الجلد تسبب الألم، والبعض الآخر لا يشعر بها المُصاب، وقد تظهر مشكلات الجلد أحيانًا مؤقتًا، وفي حالات أخرى تستمر مدّةً طويلةً، إلى جانب اختلاف الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهورها، وقد تكون هذه الاضطرابات بسيطةً، بينما تدل أحيانًا على وجود مشكلة صحيَّة أكثر خطورةً.

يعدّ تقيح جلد الغنغريني واحدًا من أمراض الجلد النادرة التي تتميَّز بالعديد من الخصائص المختلفة، وفي هذا المقال توضيح لمجموعة من المعلومات ذات الأهمية المُتعلِّقة بهذا المرض.[٢]


ما المقصود بتقيح الجلد الغنغريني؟

يُعرف تقيح الجلد الغنغريني (Pyoderma gangrenosum) بأنَّه واحد من مجموعة اضطرابات الالتهاب الذاتيَّة النادرة التي تؤثر في الجلد، والتي تتسبَّب بظهور قرحة كبيرة تُثير الكثير من الألم، وعادةً ما يتطوَّر ظهورها بصورة سريعة.[٣][٤]


لماذا يحدث تقيح الجلد الغنغريني؟

يجهل الأطباء السَّبب الأساسي الذي يؤدي إلى ظهور تقيح الجلد الغنغريني، لكنْ قد يؤدي فرط نشاط الجهاز المناعي في الجسم دورًا في حدوث هذه المشكلة، فيظهر تقيح جلد الغنغريني أحيانًا نتيجة تعرُّض الجلد لتلف بسيط، كالذي يحدث نتيجة الإصابة بلسعة الحشرات، أو وخز الإبرة، أو أخذ خزعة، أو الإصابة ببعض الأمراض، ويجب الإشارة إلى أنَّ هذا المرض ليس معديًا، فلا ينتقل من شخص إلى آخر، كما أنَّه لا ينتقل جينيًّا من الآباء إلى الأبناء.[٥]

ويؤثر تقيح الجلد الغنغريني في الأفراد ذكورًا وإناثًا من مُختلف المراحل العمرية، لكنَّه أكثر شيوعًا بين الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، كما تزداد خطورة الإصابة بهذا الاضطراب الجلدي في حال الإصابة بأمراض معينة، في ما يأتي عدد منها:[٣][٥]

  • الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهو من المشكلات طويلة الأمد التي تسبب الألم، والانتفاخ، والتيبس في المفاصل.
  • السرطان الذي يؤثر في خلايا الدم، مثل اللوكيميا النخاعية الحادة (Acute myeloid leukemia)
  • التهاب القولون التقرحي، أو داء كرون.
  • التهاب الكبد الوبائي سي.
  • اضطرابات الجلد.
  • متلازمة بابا (PAPA syndrome)‏، وهي أحد الأمراض الجينيَّة النادرة.
  • الورام الحبيبي الويغنري (Granulomatosis with polyangiitis)، وهو من الأمراض النادرة التي يرافقها التهاب في جدران الأوعية الدموية.
  • اعتلال غامائي وحيدة النسيلة (Monoclonal gammopathy).

بينما نصف عدد الأفراد الذين يعانون من هذا المرض لا توجد لديهم أي عوامل خطورة.[٣]


ما هي أعراض تقيح جلد الغنغريني؟

يمكن تمييز تقيح جلد الغنغريني بظهور أعراض وعلامات معيَّنة، في ما يأتي مجموعة منها:[٦]

  • تشكُّل نتوءات أو بثور صغيرة في بداية المرض، تكون سريعة الانتشار، وتظهر باللون الأحمر أو الأرجواني.
  • تطوُّر النتوءات الصغيرة إلى تقرُّحات مختلفة العمق والحجم، تكون منتفخةً ومفتوحةً تحيط بها حدود أرجوانية اللون.
  • انتشار التقرحات في الجسم أحيانًا، وزيادة حجمها وعمقها، وتسبُّبها بالألم الشديد، ففي بعض الحالات يستمر انتشار التقرحات، لكنْ في حالات أخرى تبقى ثابتةً ولا تتغيَّر، أو تشفى دون علاج.
  • ظهوره في أيْ جزء في الجسم، إذ توجد أنواع مُختلفة من تقيح الجلد الغنغريني، كلّ منها يتركز ظهوره في أجزاء معينة.

وقد يعاني المصاب أحيانًا من أعراض أخرى، في ما يأتي بعض منها:[٦]

  • الإصابة بالحمَّى.
  • الشعور بالألم عند لمس المنطقة المُصابة.
  • الشعور بالتعب والإعياء.
  • المعاناة من ألم المفاصل.


كيف يتم تشخيص تقيح الجلد الغنغريني؟

يجب على المُصاب مراجعة الطبيب في حال ظهور تقرح أو جرح في الجلد ينمو بصورة متسارعة ويسبب الألم،[٤] وعلى الرغم من عدم توفر فحص مُحدَّد للكشف عن تقيح الجلد الغنغريني فقد يُجرِي الطبيب عددًا من الاختبارات في حال وجود شكوك حول الإصابة بهذا الاضطراب، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:[٥]

  • أخذ مسحة من الجرح المفتوح وفحصه للكشف عن وجود العدوى.
  • أخذ خزعة من الجلد وفحصها؛ لاستبعاد الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى ظهور تقرُّحات الجلد.
  • إجراء فحوصات الدم للكشف عن الأمراض التي ترافق الإصابة بهذه المشكلة.


كيف يعالج تقيح الجلد الغنغريني؟

عند البدء بتشخيص تقيح الجلد الغنغريني يُعطَى المريض نوعًا من المضادات الحيويَّة مثل فلوكلوكساسلين (Flucloxacillin) كإجراء وقائي، ويمكن الاستمرار بأخذ هذا المضاد الحيوي بعد الكشف عن وجود العدوى في الجرح، أو التهاب النسيج الخلوي، وعمومًا تعالج التقرحات صغيرة الحجم في مُعظم الأحيان باللجوء إلى عدد من الخيارات العلاجية، منها ما يأتي:[٣]

  • محلول السيكلوسبورين (Ciclosporin)‏.
  • مرهم يحتوي على الستيرويد.
  • حقن الستيرويد التي تُعطَى في منطقة حدود التقرح.
  • ضمادات خاصَّة.
  • المضادات الحيويَّة الفموية، مثل: مينوسيكلين (Minocycline)، ودوكسيسايكلين (Doxycycline).
  • مرهم تاكروليمس (Tacrolimus).

أمَّا في حال ظهور التقرحات الأكبر حجمًا حينها قد يتضمَّن العلاج ما يأتي:[٣]

  • السيكلوسبورين (Ciclosporin)‏، الذي تعادل فعاليته دواء بريدنيزون (Prednisone)، بينما يختلف في آثاره الجانبيَّة ومخاطره.
  • بريدنيزون (Prednisone) الفموي، الذي يُستخدم عادةً لعِدة أسابيع أو أكثر، أو يستخدم بدلًا منه ميثيل بريدنيزولون (Methylprednisolone) الوريدي، ويُعطى على فترات متقطعة مدّة 3-5 أيام.
  • الأدوية البيولوجية، مثل أداليموماب (Adalimumab)‏.

كما توجد مجموعة من الأدوية الأخرى التي قد تُستخدم في علاج هذه الحالة، منها:[٣]

  • أزاثيوبرين (Azathioprine)‏.
  • ميكوفينوليت موفيتيل (Mycophenolate mofetil).
  • دابسون (Dapsone).
  • محلول يوديد البوتاسيوم (Potassium iodide).
  • ميثوتركسيت (Methotrexate).
  • سيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide).
  • كلورامبوسيل (Chlorambucil)‏.

وفي حال استقرار نشاط المرض يبدأ العلاج الجراحي لإصلاح الضَّرر الذي سبَّبته التقرحات، وقد يتضمَّن العلاج الجراحي ترقيع الجلد (Skin grafting)، والسديلة الجلدية (Skin flap)، واستخدام علاج الجرح الضغط السلبي، وزراعة الجلد.[٣]


كيف يمكن الوقاية من الإصابة بتقيح جلد الغنغريني؟

يجدر بالأفراد مراجعة الطبيب فور ظهور أيْ علامات تدل على وجود مشكلة جلدية يصاحبها أحد عوامل خطورة الإصابة بتقيح الجلد الغنغريني، كأمراض الأمعاء الالتهابيَّة، كما يوصى بإخبار الطبيب قبل الخضوع لجراحة أو إجراء يرافقه تضرُّر الجلد إذا ما كان للشخص تاريخ مرضي من الإصابة بتقيح الجلد الغنغريني، فيأخذ الطبيب بعين الاعتبار مقارنة فوائد الإجراء الطبي مع المخاطر المُتعلقة بتحفيز الإصابة بهذا المرض الجلدي.[٧]


المراجع

  1. "Your Skin", kidshealth, Retrieved 11-7-2020. Edited.
  2. Katherine Brind'Amour, "All About Common Skin Disorders"، healthline, Retrieved 11-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ Hon A/Prof Amanda Oakley, "Pyoderma gangrenosum"، dermnetnz, Retrieved 11-7-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Pyoderma gangrenosum", mayoclinic, Retrieved 11-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Pyoderma gangrenosum", nhs, Retrieved 11-7-2020. Edited.
  6. ^ أ ب "Pyoderma Gangrenosum", rarediseases, Retrieved 11-7-2020. Edited.
  7. "Pyoderma Gangrenosum (PG): Prevention", clevelandclinic, Retrieved 11-7-2020. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×