محتويات
تمزق الشفا الوركي
تمزق الشفا الوركي (Hip labral tear) تلف يحدث في الغضاريف والأنسجة الموجودة في تجويف مفصل الورك، والشفا شريط من الغضروف القوي والنسيج الضام الذي يبطّن حافة تجويف الورك، والذي يلعب دورًا مهمًا في تدعيم مفصل عظم الورك، مما يقلل من الاحتكاك، كما يساعد أيضًا في الحفاظ على عظم الساق في مكانه، ويزيد من استقرار المفصل، وعلى الرغم من أنّ 75% من حالات تمزق الشفا الوركي ليس لها سبب واضح، لكن قد يحدث نتيجة أسباب عدة؛ مثل: التعرض للإصابات، أو ممارسة بعض أنواع الرياضة، وغيرهما من الأسباب.
يُعدّ تمزق الشفا الوركي أكثر شيوعًا عند النساء، وقد لا يسبب تمزق الشفا الوركي ظهور أي أعراض، لكنَّه في حالات أخرى قد يسبب ألمًا ما بين الفخذين، بالإضافة إلى صدور صوت نقر عند الحركة، ومع مرور الوقت قد يسبب تمزق الشفا الوركي حدوث تلف دائم في المفصل[١].
لماذا يحدث تمزق الشفا الوركي؟
تتضمن الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث تمزق الشفا الوركي ما يأتي:[٢]
- الإصابات الجسدية؛ مثل: تعرض مفصل الورك للإصابة أو الخلع، وهذا قد يحدث أثناء حوادث السيارات أو نتيجة رياضات التي تتضمن الاحتكاك البدني؛ ككرة القدم أو الهوكي.
- تشوهات في بنية الجسم؛ يولد بعض الأشخاص بمشكلات في الورك تسرّع من تلف المفصل، وهذا يزيد من خطر الإصابة بتمزق الشفا الوركي.
- الحركات المتكررة؛ مثل: الأنشطة الرياضية أو الأنشطة البدنية الأخرى، وهذا يتضمن الجري لمسافات طويلة وحركات الدوران أو التمحول المفاجئة؛ مثل: ما يحدث في رياضة الجولف، إذ يؤدي هذا إلى اهتراء المفصل وحدوث تمزق الشفا الوركي.
أعراض تمزق الشفا الوركي
قد لا يسبب تمزق الشفا الوركي ظهور أي أعراض، لكن في بعض الحالات قد تظهر عند المصاب واحدة أو أكثر من الأعراض الآتية:[٢]
- ألم بالورك أو الفخذ، يزداد شدة بعد مدة طويلة من الوقوف أو الجلوس أو المشي.
- الشعور بالنقر في مفصل الورك.
- تصلب أو محدودية الحركة في مفصل الورك.
في حال تفاقم هذه الأعراض أو عدم تراجعها لمدة تزيد على ستة أسابيع فتجب على الشخص مراجعة الطبيب، إذ تزيد الإصابة بالتمزق الشفا الوركي من خطر الإصابة المستقبلية بالتهاب الفصال العظمي أو ما يُعرَف بخشونة المفاصل.[٢]
أنواع تمزق الشفا الوركي
يُقسّم الأطباء تمزق الشفا الوركي اعتمادًا على موقعه وفق ما يأتي:[٣]
- تمزّق الشفا الوركي الأمامي، الذي يحدث في الجزء الأمامي من الورك، وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويوجد عاملان مساهمان في تطوير هذا النوع؛ وهما إجهاد مفصل الورك؛ كدوران حول المحور بتكرار، ونقص إمدادات التروية الدموية لمفصل الورك، وفي الحقيقة فإنّ هذا الجزء من الورك يفتقر إلى الأوعية الدموية، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة.
- تمزق الشفا الوركي الخلفي، الذي يحدث في الجزء الخلفي من الورك، ويُعدّ أقل شيوعًا من النوع السابق، ويرتبط هذا النوع بالحركات التي تولّد ضغطًا على الجزء الخلفي من مفصل الورك؛ مثل: القرفصاء المتكررة.
تشخيص تمزق الشفا الوركي
قبل تشخيص الإصابة بهذا المرض يجب على الطبيب استبعاد وجود حالات مرضية أخرى تؤثر في الورك وتسبب ظهور هذه الأعراض، وقد يبدو ذلك صعبًا ويحتاج إلى وقت طويل؛ لأنّ الكثير من الأمراض الأخرى قد تسبب ظهور أعراض مشابهة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمر ربّما يستغرق عند العديد من الأشخاص أكثر من عامين للحصول على تشخيص صحيح، ولتشخيص تمزق الشفا الوركي يجمع الطبيب معلومات، ويُجري عددًا من الفحوصات. ومنها ما يأتي:[٤]
- التاريخ المرضي للمصاب، فيجب على المصاب إعطاء الطبيب وصف دقيق للأعراض؛ بما في ذلك متى بدأت، وما الحركات التي تسبب الألم، وموقع الألم، والإصابات والعمليات الجراحية السابقة.
- الفحص البدني، سيُقيّم الطبيب قوة المفاصل ونطاق حركتها، كما سيتحقّق من وجود بعض الأعراض؛ مثل: التورم والاحمرار.
- اختبار فابير (FABER)، هو فحص لآلام الورك الأمامي والفخذ المرتبطة بحالات تمزق الشفا الوركي، وخلاله يُطلَب من المصاب الاستلقاء على ظهره ومدّ ساقيه باستقامة، ثم يضع الطبيب الساق المراد اختبارها في وضع الشكل 4، مع ثني الركبة، ووضع الكاحل فوق أعلى الركبة الأخرى، ويطبّق قوة خفيفة من أعلى ركبة الساق المنحنية بحيث يدفعها نحو طاولة الفحص، وإذا حدث ألم ما بين الفخذين على جانب الساق المنثنية؛ فهذا يدلّ على وجود مشكلات في مفصل الورك.
علاج المصاب بتمزق الشفا الوركي
يعتمد علاج المصابين بهذة المشكلة على شدة الأعراض، فبعض الأشخاص يتعافون مع العلاجات التحفظية غير الجراحية في غضون أسابيع قليلة، وبعضهم قد يحتاجون إلى جراحة بالمنظار لإصلاح الجزء المتمزق من الشفا أو إزالته، وتتضمن خيارات العلاج المتاحة لتمزق الشفا الوركي ما يأتي:[٢]
- الأدوية، يتناول المريض الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (NSAID)؛ مثل: الإيبوبروفين والنابروكسين لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب، كما تُستخدَم حقن الكورتيكوستيرويدات في المفصل للسيطرة على الألم مؤقتًا.
- العلاج الفيزيائي الطبيعي، فيه يُعطي اختصاصي العلاج الطبيعي المصاب تمارين لزيادة نطاق حركة، وقوة مفصل الورك واستقراره، والمعالج أيضًا يعلّم المصاب كيفية تجنب الحركات التي تضغط على مفصل الورك.
- الإجراءات الجراحية، إذ لم تخفف العلاجات التحفظية من الأعراض فقد يوصي الطبيب بالإجراء الجراحي، وهي جراحة تُجرى بالمنظار تحت التخدير العام، إذ يضع الطبيب كاميرا صغيرة تتصل بمصدر ضوء في مفصل الورك، ومن خلال شق صغير منفصل يُدخِل الطبيب أدوات لعلاج المصاب بتمزق الشفا الوركي، وتتضمن العلاجات إمّا إصلاح التلف عن طريق الغرز، أو إزالة الجزء الممزق من الشفا، يعتمد الاختيار في ما بينهما على عوامل عدة؛ بما في ذلك: نوع التمزق وموقعه. وعلى الرغم من أنّ هذه الجراحة تُجرى بـالمنظار، لكنّها لا تخلو من بعض المخاطر؛ مثل: العدوى، والألم المستمر، وتضرّر الأعصاب أو الأوعية الدموية؛ لذلك تجب على الطبيب الموازنة بين فوائد الجراحة ومخاطرها قبل اتخاذ قرار بإجرائها.[٥]
المراجع
- ↑ Tyler Wheeler, MD (17-5-2019), "Acetabular Labral Tear"، webmd, Retrieved 10-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (20-12-2019), "Hip labral tear"، mayoclinic, Retrieved 10-5-2020. Edited.
- ↑ D. Andrew Parker, MD (27-2-2018), "Coping with Hip Labral Tears"، sports-health, Retrieved 10-5-2020. Edited.
- ↑ D. Andrew Parker, MD (27-2-2018), "Diagnosing a Hip Labral Tear"، sports-health, Retrieved 12-5-2020. Edited.
- ↑ Jonathan Cluett, MD (11-11-2019), "Hip Labrum Surgery: Is It the Right Treatment?"، verywellhealth, Retrieved 12-5-2020. Edited.