لماذا يمشي طفلي على أطراف أصابعه؟

كتابة:
لماذا يمشي طفلي على أطراف أصابعه؟

المشي على أطراف الأصابع

يشعر بعض الاطفال بصعوبة في تعلم المشي، فهو مهمة متعبة وشاقة لبعضهم، وفي الوقت نفسه قد يبدو أمرًا مسليًا وممتعًا، ويشعر الوالدان بالفرح عندما يبدأ الطفل خطواته الأولى، لكنهما قد يبدآن الشعور بالقلق إن لاحظا مشي الطفل على أطراف أصابعه.

فـالمشي على أطراف أصابع القدم من الحالات المعروفة بين الأطفال أثناء بدايات مرحلة تعلم المشي في عمر 12 - 15 شهرًا، إذ يبدأ الأطفال بتجربة أوضاع مختلفة للمشي من بينها المشي على أطراف الأصابع، وعادةً ما يتخطّى الأطفال هذا الأمر ويبدؤون المشي بشكل طبيعي، لكنّ بعضهم الآخر منهم يستمرّون بالمشي على اطراف أصابعهم ويأخذونها بصفتها عادةً مستمرة.

يُعرَف المشي على أطراف أصابع القدم بأنّه طريقة المشي التي يمشي بها طفل على مقدمة القدم دون ملامسة كعب القدم للأرض ودون وضع أي وزن عليه، وغالبًا ما يتمكّن الطفل من المشي بطريقة صحيحة في عمر الثلاث سنوات، وحتى السنة الثانية من العمر لا يُعدّ مشي الطفل على أطراف أصابعه أمرًا مقلقًا، لكنّ استمرار الطفل في المشي على أطراف أصابعه بعد ذلك سيزيد من خطر تحولها إلى عادة، كما أنّ هذه العادة قد تنتج أحيانًا من الإصابة باضطرابات مرضيّة أخرى.[١]


لماذا يمشي الطفل على أطراف أصابعه؟

يُعدّ المشي من المهارات الحركية التي تتطور تدريجيًا عند الطفل، والمشي على أطراف الأصابع قد يبدو حالةً مؤقتة، بينما قد يبدو عارضًا لحالةٍ مرضية، وهذه الحالات هي:[٢]

  • قِصَر وتر العرقوب: أو ما يُشار إليه بالوتر الأخيل، فيربط هذا الوتر بين العضلات الموجودة في الجزء الخلفي والسفلي للساق -ربلة الساق- بعظمة كعب القدم من الخلف، وعندما يبدو هذا الوتر أقصر من الطبيعي فإنّ ذلك يمنع كعب القدم من ملامسة الأرض، الأمر الذي يحعل الطفل يمشي على أطراف أصابعه.
  • الحثل العضلي أو ما يُعرَف بضمور العضلات: الحثل العضلي مرض وراثي يسبب تحلل الألياف العضلية وتضررها، وحدوث الضعف فيها مع مرور الوقت، الأمر الذي ينتج منه مشي الطفل على أصابع قدمه أحيانًا، وفي هذا النوع من الاضطرابات تتطور طريقة المشي الطبيعية لدى الطفل، ثم يبدأ في المشي على أطراف أصابعه.
  • الشلل الدماغي: في بعض الحالات بين الأطفال يحدث تلف أو تطوّر غير طبيعي في أجزاءٍ معينة من الدماغ المسؤولة عن وظائف العضلات، مما ينتج منه اضطراب في حركة العضلات وانسجامها وتوترها، وبالتالي مشي الطفل على أطراف أصابعه.
  • اضطرابات النخاع الشوكي: إنّ إصابة الطفل ببعض اضطرابات النخاع الشوكي قد تُسبِّب المشي على الأصابع، ومن ذلك وجود كتلة غير طبيعية ، أو متلازمة الحبل النطاقي، وفيها يبدو الحبل الشوكي متصلًا بالعمود الفقري.[٣]
  • التوحد: لوحظ انتشار ظاهرة المشي على أطراف الأصابع بين الأطفال المُصابين بمرض التوحد والمشي على أصابع القدم، فهو مجموعة مترابطة من الحالات التي تؤثر في قدرة الطفل على التفاعل والتواصل مع الآخرين، لكن لا يُعرَف حتى الأن سببب ارتباط الاضطرابين معًا.[٢][٣]

المشي على أطراف أصابع القدم عند بعض الأطفال أمر متوارث، والذي يُعرَف بالمشي على أطراف أصابع القدم مجهول السبب.[٢]


ما مضاعفات مشي الطفل على أطراف أصابعه؟

يُذكَر في الآتي عدد من مضاعفات المشي على أطراف الأصابع:[٢]

  • زيادة خطر السقوط المتكرر، وما ينتج من ذلك من زيادة خطر الإصابات المختلفة التي قد تبدو خطيرة أحيانًا.
  • تعرُّض الطفل المُصاب لمشكلات اجتماعية في حال عامله الأشخاص المحيطون به وكأنه مختلف عن أقرانه ومن هم في عمره.


ما تشخيص مشي الطفل على أطراف أصابعه؟

يبدأ الطبيب بالتشخيص بعد تقييم الأسباب المُحتملة التي قد تبدو وراء مشي الطفل على أطراف أصابعه، ذلك بدراسة التاريخ الطبي له، ومن الاسئلة التي قد يسألها الطبيب هي:[٣]

  • ما موعد ولادة الطفل؟، وهل كانت مدة الحمل بالطفل كاملة؟، وهل عانت الأم من أي مضاعفات خلال الحمل؟
  • هل يمشي الطفل على أطراف أصابعه في قدم واحدة أو كلتا القدمين؟
  • هل يوجد تاريخ عائلي من المشي على أطراف أصابع القدم؟
  • هل بإمكان الطفل أن يمشي بطريقة طبيعية في حال طلب ذلك منه؟
  • هل توجد أعراض أخرى يعاني منها الطفل أثناء المشي على أطراف أصابع القدم؛ كأن يشعر بالألم أو الضعف في الساقين؟
  • هل يعاني الطفل من أي أمراض أخرى؟

كما يُجري الطبيب الفحص الجسدي السريري، ويطلب من الطفل المشي لمراقبته، وعمل فحوصات وتحاليل تشمل قوة عضلات الطفل ووظائف الأعصاب لديه، وفي حال أظهرت الفحوصات أي شكك لدى الطبيب في إصابته بأمراض أخرى؛ فقد يطلب إجراء الفحوصات التشخيصية التصويرية وفحوصات أخرى.[٣]


ما العلاج المناسب لمشي الطفل على أطراف أصابعه؟

تبدو حالة مشي الطفل على أطراف الأصابع في معظم الأحيان مؤقتةً ولا تتطلب العلاج؛ فهي قد تختفي من تلقاء نفسها،[٢] لكنها عندما تبدو مستمرة، فهنا تصبح للعلاج حاجة ضرورية، ويعتمد علاج الطفل الذي يمشي على أطراف أصابعه بالاعتماد على عدد من العوامل؛ مثل: عمر الطفل، وقدرة الطفل في المشي على قدمٍ مسطّحة، ويُقسّم العلاج شقّين؛ هما[٤]:


العلاجات دون الجراحة

يبدو العلاج دون اللجوء إلى الجراحة الخط الأول في العلاجات لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 - 5 سنوات، والذين يستطيعون المشي على قدمٍ مسطحة، ويُنفّذ العلاج بعدة طرق هي:[٤]

  • المراقبة الحثيثة: يوصي الطبيب بعد مراجعته بمراقبة طريقة مشي الطفل لمدة من الوقت إن كان يمشي على أصابع قدمه ثم يُعاود للمشي طبيعيًا، أو إن كان يفعل ذلك باستمرار.
  • وضع الجبائر الخاصة: يقترح الطبيب وضع جبائر مخصصة لمدة قصيرة من الوقت تستمر لأسابيع، ذلك في محاولة ليساعد ساق الطفل في التمدد التدريجي ونمو العضلات بالشكل السليم، ومحاولةً للتخلّص من عادة المشي على أطراف الأصابع.
  • ارتداء الأحذية أو الدعامات الخاصة: يساعد ارتداء الأحذية الطبية في تقويم عضلات القدم وأوتارها وتقويم القدم لتصبح بزاوية 90 درجة، والتي يستمر ارتداؤها لمدة أطول من الجبائر.
  • حقن البوتوكس: عندما يبدو سبب مشي الطفل على أصابع قدمه اضطراب عصبي، والذي يؤدي إلى زيادة التوتر العضلي، فيمكن لحقن البوتوكس أن تُضعف عضلات الساق مؤقتًا للحد قدر الإمكان من مقاومة عضلات الساق على التمدد، وبالتالي مساعدة الطفل في المشي وتمددها بسهولة أثناء وضع الجبائر أو الدعامات الخاصة.


العلاج بالجراحة

عندما يتجاوز عمر الطفل خمس سنوات وفي حال فشل كل العلاجات السابقة وما يزال يمشي على أصابع قدمه؛ فقد يصبح وتر العرقوب عندئذ قصيرًا لدرجة أنّ الطفل لا يستطيع المشي بوضعية قدم مسطّحة، والتي يصبح من الصعب فيها إصلاح ذلك دون الجراحة؛ لذلك يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحة للمساعدة في إطالة وتر العرقوب، وتحسين نطاق الحركة ووظيفة القدم والكاحل.

ويعتمد الجزء المراد تطويله من الوتر على قدرة المريض في وضع قدمه مع الكاحل بصورةٍ مسطّحة عند ثني الركبتين، وتُنفّذ العملية عادةً بعد تنويم الطفل، وبعد الانتهاء من العملية يرتدي الطفل جبائر خاصّة لمدة 4 - 6 أسابيع حتى يُشفَى تمامًا، وبعد انقضاء هذه المدة وإزالة الجبائر من موضع العملية يوصي الطبيب بالمتابعة مع العلاج الفيزيائي لمساعدة الطفل في المشي بريقة طبيعية.[٤]


مشي الطفل على أطراف أصابعه ومراجعة الطبيب

تجب على الوالدين فور ملاحظة واحدٍ من الأعراض الآتية التي ترافق مشي الطفل على أطراف أصابعه مراجعة الطبيب؛ وهي:[١]

  • مشي الطفل باستمرار وفي أغلب الاوقات على أطراف أصابعه.
  • شعور الطفل بعضلاته وكأنها متيبّسة.
  • حركة غير متوازنة وغير منسّقة وتعثّره عند المشي.
  • الولادة المبكّرة للطفل.
  • تجنّب النظر المباشر بالعين، أو التأرجح والدوران عند الوقوف.


المراجع

  1. ^ أ ب "Toe Walking: Should you be concerned?", childrensmd, Retrieved 17/6/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Toe walking in children", mayoclinic, Retrieved 17/6/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "What Is Toe Walking and How Is It Treated?", healthline, Retrieved 17/6/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Toe Walking", aaos, Retrieved 17/6/2020. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×