الموت هو حالة لابد أن يعيشها كل انسان قال تعالى في سورة الرحمن (كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وفيها تخرج الروح من جسد الإنسان الفاني ، مما يؤدي إلى توقف أجهزة الجسم الحيوية مثل الأعصاب و الدورة الدموية و الدماغ عن العمل ، وتنتقل هذه الروح الى العالم البرزخي وهو عالم لانعلم ما يدور فيه إلا ما ذكره الرسول الكريم لنا، قال تعالى في سورة ق (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ) وقال تعالى في سورة ال عمران ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
وهناك علامات يستطيع الشخص أن يقرر ما إذا قد توفي الشخص الذي يحتضر أم لا منها :
- شخوص البصر والدليل على ذلك عن أم سلمة ، قالت : دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي سلمة ، و قد شق بصره فأغمضه ، ثم قال : ( إن الروح إذ قبض تبعه البصر )
- التفاف السَاقين على بعضهما ، حيث قال تعالى في سورة القيامة (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ).
- ميلان الأنف إلى اليسار أو اليمين
- توقف القلب عن ضخ الدم إلى أعضاء الجسم
- يصبح الجسم بارداً ولون بعض المناطق تميل إلى الإزرقاق واذا طالت مدة الوفاه يصبح هناك تصلب بالجسم
- تمدد الجلد وتخروج رائحة من الجسم تختلف عن رائحة جسم الإنسان الحي.
نظراً للتطور الهائل في المجالات الطبيه فإنه استطاع العلماء معرفة المراحل التي تمر بها الجثة بعد الوفاه حيث أنه بعد الوفاه تبدأ عملية التحلل، لذلك أوصانا الرسول الكريم صلَى اللَه عليه وسلم بسرعة دفن الميت وأن إكرام الميت دفنه حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها وإن يك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ) منقول عن صحيح البخاري- كتاب الجنائز-باب السرعة بالجنازه ، ومن المراحل التي تمر بها الجثة بعد الوفاه انتفاخ البطن وذلك يحدث بعد يومين إلى أسبوع بسبب الغازات في الجسم التي تحدث بعد تحلل خلايا و أنسجة الجسم بفعل الديدان والحشرات الصغيره التي أوكلها الله سبحانه و تعالى بهذه المهمة.
هناك من يربط سبب الإنتفاخ بسوء الخاتمة وهذا لا يجوز لأن الخاتمه لا يعلمها إالا اللَه تعالى وحده اذ ربما تكون هذه النفخة بسبب مرض معين لا يعلمه إلا الله ، وهناك من يستحب أن يضع شيئا على بطن الميت حتى لا ينتفخ مستدلين على ذلك من قول بن قدامة رحمه الله : ًويجعل [الميت على سرير أو لوح حتى لا تصيبه نداوة الأرض فتغيره ، ويترك على بطنه حديدة لئلا ينتفخ بطنهً ويمكن وضع الجثة داخل الثلاجة إذا اضطر تأخير دفنه حيث أن درجات الحرارة المنخفضة جداً تعمل على تأخير عمليات التحلل ولكن في النهاية سوف يتحلل هذا الجسم ويختفي ويتحول الى أملاح وسوائل ولا يبقى سوى مكون واحد فقط موجود في أسفل العمود الفقري -هو الذي يعاد منه الخلق بأمر اللَه تعالى - عجب الذنب حيث قال الرسول صلى اللَه عليه وسلم (كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب) منقول عن صحيح البخاري وصحيح مسلم ، حيث أظهرت البحوث العلمية أن الشيفره الوراثية للإنسان محفوظه بداخل هذا العنصر الصغير.. سبحان العزيز الجبار وصدق رسوله الكريم.