لماذا يواجه طفلي صعوبة في الكلام؟

كتابة:
لماذا يواجه طفلي صعوبة في الكلام؟

صعوبة الكلام عند الأطفال

تعد مشكلة صعوبة الكلام عند الأطفال من الأمور التي قد تشكّل القلق والحيرة لدى الكثير من الأُسَر، كما قد تسبب الإرباك في ما يتعلّق بإيجاد الحلول والعلاجات المناسبة للتخلص من هذه المشكلة التي يمكن أن توقعه في العديد من الاضطرابات والمشكلات النفسية والاجتماعية، كما قد تكون سببًا لضعف ثقته بنفسه، وسبب لجوئه إلى العزلة والوحدة.

تتمثّل صعوبة الكلام عند الأطفال أو تعذّر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة بوجود اضطرابٍ في تنسيق حركات الشفاه وتكوين المقاطع الصوتية، ويشبّه الآباء ذلك بقولهم أن لا أحد يستطيع أن يفهم على ابني غيري، أو كأنه يحاول نطق الكلمة لكن لا يستطيع إخراجها، وهو الوصف الأكثر شيوعًا لطفل يعاني من صعوبة الكلام، لكن ذلك لا يعني بوجود ضعف في العضلات المسؤولة عن الكلام، وإنما هي صعوبة يواجهها الدماغ في تنسيق حركاتها.[١]


لماذا يواجه طفلي صعوبة في الكلام؟

من الصعب في كثير من حالات صعوبة الكلام عند الأطفال تحديد السبب في ذلك، وقد لا يستطيع الأطباء ملاحظة وجود أيّ مشكلات أو اضطرابات في الدماغ لديهم، ومن الأسباب المؤدية إلى هذه الحالة ما ياتي:[٢]

  • الإصابات العصبية في الدماغ: مثل السكتة الدماغية، أو العدوى، أو التعرّض لرضوضٍ في الدماغ.
  • حالة من تأخر مهارات الطفل التنموية: مع ذلك فإنّ الأطفال المصابين بصعوبة الكلام لا يتخلصون بالضرورة من الحالة مع تقدُّمهم بالعمر.
  • من أعراض الاضطرابات الوراثية أو حالات التمثيل الغذائي واضطرابات الأيض: فعلى سبيل المثال تحدث صعوبة الكلام عند الأطفال الذين يعانون من وجود الغالاكتوز في الدم.


ما الأعراض التي ترافق صعوبة الكلام؟

يرافق العديد من الأطفال الذين يعانون من صعوبة الكلام عدد من العلامات والأعراض التي تختلف باختلاف أعمارهم وخصائص النطق وشدّة مشكلاته لديهم، التي يمكن تقسيمها حسب تطوّر عمر الطفل كما يأتي:[٢]

  • في عمر بين 18 شهرً وسنتين: يمكن ملاحظة الأعراض الآتية:
    • التأخر بنطق أولى الكلمات.
    • نطق عدد محدود جدًا من الكلمات.
    • التأخر في القدرة على تشكيل أصوات الأحرف المتحركة أو الساكنة.
  • في عمر بين 2 -4 سنوات: تتضمن الأعراض ما يأتي:
    • صعوبة الفصل بين الكلمات.
    • ملاحظة أخطاء أثناء النطق، أو التشابه في نطق بعض الكلمات.
    • الخلل أثناء نطق الحروف المتحركة والساكنة.
    • صعوبة تحريك الشفتين والفك واللسان لتكون في الوضعية الصحيحة للنطق وإصدار الأصوات، بالإضافة إلى مواجهتهم صعوبةً في الانتقال بسهولة إلى الصوت التالي.
    • استخدام التشديد في موضعه غير الصحيح للكلمة.
    • ارتكاب الأخطاء عند محاولة نطق الكلمة نفسها مرةً ثانيةً.
    • أخطاء لغوية ملحوظة، كأن يقول نا بدلًا من لا.
    • صعوبة نطق الكلمات البسيطة.


ما هي مضاعفات صعوبة الكلام؟

يعاني العديد من الأطفال الذين يواجهون صعوبةً في الكلام من مشكلات أخرى تؤثر في قدرتهم على التواصل، وهذه المشكلات ليست بسبب صعوبة الكلام فقط، لكن يمكن ملاحظتها بالتزامن مع هذه الحالة، وتتضمن المضاعفات أو المشكلات التي غالبًا ما تكون موجودةً لدى الأطفال الذين يواجهون صعوبةً في الكلام ما يأتي[٣]:

  • التأخُّر في التطور الفكري والحركي، ومشكلات في التهجئة والقراءة والكتابة.
  • التأخر في تنمية المهارات اللغوية، مثل: الصعوبة في فهم الكلام، أو قلّة المفردات اللغوية، أو صعوبة استخدام القواعد الصحيحة عند تجميع الكلمات معًا في جملة أو عبارة واحدة.
  • صعوبة تطوّر المهارات الحركية وتناسقها.
  • فرط الحساسية، فقد لا يحب الطفل بعض قوام الأطعمة أو أنواع معينة من أنسجة الملابس، أو قد لا يحب تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة.


كيف يمكن الوقاية من صعوبة الكلام؟

يساعد التشخيص المبكّر لصعوبة الكلام عند الأطفال في تقليل خطر استمرار المشكلة على المدى الطويل، فإذا كان الطفل يعاني من مشكلات واضطراباتٍ في الكلام من الجيد أن يقيّم الاختصاصي بأمراض النطق واللغة الطفل فور ملاحظة أي مشكلات في ذلك.[٣]


كيف يتم تشخيص صعوبة الكلام؟

يمكن أن يكون تشخيص صعوبة الكلام عند الأطفال أمرًا صعبًا بعض الشيء خاصّةً قبل إكمال الطفل عامه الثاني، إذ لا يوجد اختبار محدد أو إجراء واحد يستخدم لتشخيص هذه الحالة، لكن على الرغم من ذلك يبحث معظم الخبراء عن وجود العديد من الأعراض الشائعة المرافقة، فقد يقيمون قدرة الطفل على تكرار كلمة محددة عدة مرات، أو قد يقيّمون إذا ما كان بإمكان الطفل قراءة مجموعة من الكلمات التي تزداد صعوبةً بالتدريج.

كما يقيّم اختصاصي المهارات اللغوية وأمراض التخاطب قدرة الطفل على إصدار الأصوات والمقاطع والكلمات، وتركيب الجمل التي يستطيع تكوينها وفهمها، كما يفحص اختصاصي الأمراض فم الطفل ولسانه ووجهه بحثًا عن أي مشكلات هيكلية قد تسبب صعوبة الكلام، أمّا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من صعوبة الكلام المُكتسبة فقد يلجأ الطبيب إلى التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لتحديد مدى أيّ تلف حاصل في الدماغ وموقعه.[٤]

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يجري الاختصاصي عددًا من الاختبارات والفحوصات، تتضمن ما يأتي[٣]:

  • فحوصات السمع: ذلك لتحديد إذا ما كان الطفل يعاني من أي مشكلات في السمع قد يكون لها دور في صعوبة الكلام لديه.
  • فحص حركة الشفاه: يفحص الاختصاصي شفتي الطفل وفكه ولسانه وفمه للبحث عن أي مشكلات هيكلية مُحتملة، مثل: الحنك المشقوق، أو اللسان المربوط.
  • تقييم حالة النطق: يقيّم الاختصاصي قدرة الطفل على تكوين الكلمات والجمل وإصداره للأصوات، وقد يطلب منه أيضًا تسمية بعض الصور للتأكد من معرفته إصدار الأصوات أو تكوين الجمل ونطق الكلمات، كما يطلب منه تكرار بعض المقاطع أو الكلمات التي تحتوي على مقاطع متماثلة.


كيف يتم علاج صعوبة الكلام؟

يعدّ علاج صعوبة الكلام علاجًا مكثفًا يتضمّن العديد من الخطط العلاجية، وقد يستمر عدة سنوات اعتمادًا على شدة صعوبة الكلام والنطق عند الطفل، وقد يستفيد العديد من الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة أثناء الطفولة من ما يأتي[١]:

  • العلاج التخاطبي: فيه يركز الاختصاصي على التكرار والممارسة المتكررة للمقاطع الصوتية والكلمات والعبارات أثناء العلاج ليستطيع الطفل نطقها وتكرارها، وقد يستخدم في هذه الحالة وسائل التلقين المرئية لإظهار كيفية تشكيل أصوات الكلام والعبارات المستهدفة بفمه.
  • لمس وجه الطفل لمساعدته على تكوين المقاطع الصوتية: فإذا كان إنتاج الكلمات أمرًا صعبًا للغاية بالنسبة للطفل في البداية يلجأ الاختصاصي إلى طرق التواصل الأخرى، مثل: لغة الإشارة، والصور، وأجهزة الاتصال الخاصة بالمخارج الصوتية؛ فقد تساعد في تعزيز المهارات اللفظية وتقليل الإحباط لدى الأطفال أثناء التواصل.


المراجع

  1. ^ أ ب "Childhood Apraxia of Speech Causes, Symptoms and Treatment", chop, Retrieved 25/6/2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Childhood apraxia of speech", mayoclinic, Retrieved 25/6/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Childhood apraxia of speech", drugs, Retrieved 25/6/2020. Edited.
  4. "Apraxia: Symptoms, Causes, Tests, Treatments", webmd, Retrieved 25/6/2020. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×