محتويات
لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي
تعدُّ لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي والتي رسمها الفنان يوهانس فرمير واحدةٌ من أشهر اللوحات في عالم الفن العائدة للعصر الذَّهبي الهولندي، وهي لوحةٌ قد تمَّ رسمها بنوعٍ من أنواع الزِّيوت والألوان على قطعة قماش، وقد بلغ ارتفاع القطعة القماشيَّة نحو 44.5 سم بعرض 39 سم، وعُدَّت هذه اللوحة من نوع تروني والتي قيل فيها أنَّها وصفٌ وتصوير للرأس، لم يُستَطع الوقوف على التَّاريخ الحقيقي للَّوحة لأن الفنان اكتفى بالتَّوقيع خلفها ولم يؤرِّخها، إلَّا أنَّهم وبعد البحوث حددوا بشكل تقريبيٍّ تاريخها والذي يعود إلى 1665، وما يميِّزُ هذه اللوحة هو فكرة الزيِّ الشَّرقي الذي ارتدته تلك الفتاة الأوروبيَّة، بالإضافة للقرط المصنوع من اللؤلؤ، وقد ظهر في إحدى الفترات عالمٌ بالفيزياء الفلكيَّة ليدَّعي ويثير الشكوك بأنَّ هذا القرط ما هو إلَّا قصدير مصقول، وقد اعتمد في كلامه على فكرة انعكاس الضَّوء بالإضافة إلى حجم القرط، وقد أُفرد هذا المقال للحديث عن هذه اللوحة وتاريخها بالإضافة لرسَّامها.[١]
صاحب لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي
إنَّ صاحب لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي والتي ذاع صيتها في الأرجاء هو الفنان الهولندي يوهانس فرمير، ولِدَ في دلفت وقد تجلَّت مسيرة حياته ما بين عام 1653 إلى 1675، والد يوهانس هو رينير جانز وقد كان ميسور الحال يملك مصنعًا للنَّسيج حيثُ اشتُهر بقماش الساتان، وتزوج يوهانس من كاترينا بولنز الكاثوليكيَّة والتي أنجب منها أربع عشر طفلًا، بقي الغموض يلفُّ حياته الفنيَّة فلم يُعرف الكثير عن مسيرته التَّدريبيَّة والوجهات التي قصدها، وقد ذاع صيته وازدادت شهرته حتَّى أصبح في عام 1662 نقيبًا للرَّسامين في مدينة دلفت، ولكن شهرته اقتصرت على الخبراء المحليين في مدينته، التقى بالعديد من الفنانين الذين اتَّسمت فنونهم بالجرأة والتَّعري مثل كارا فاجيو و فان هونثورست، إلَّا أنَّه لم يتَّبع هذا النَّمط الجريئ في رسوماته، بل إنَّ لوحاته نالت شهرتها بما أضفاه عليها من صفات الاحتشام والوقار، بالإضافة لتصويره بساطة الحياة اليوميَّة وتفاصيلها، فما كانت العبيثيَّة ترافق اختيارات يوهانس يومًا، وما يميز لوحاته وبشكلٍ واضحٍ هو الضَّوء النَّابع من رسوماته، مات يوهانس في عام 1675 مخلِّفًا وراءه زوجةً مع أحد عشر طفلًا وكميَّةً هائلةً من الدِّيون.[٢]
فكرة لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي
قد يلاحظ الرائي أنَّ لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي فيها بعض الغرابة، وذلك لأنَّها تمثِّل صورةً لشابَّةٍ أوروبيَّةٍ، إلَّا أنَّها ترتدي ثيابًا شرقيَّةً، وتتمثَّلُ تلك الثِّياب بالعمامة الزَّرقاء والذَّهبية والثَّوب الذَّهبية، وكأنَّه أراد في هذه اللوحة أن يصبَّ الاهتمام على ذاك النَّوع من الملابس بالإضافة لتعابير الوجه كما في لوحة ليوناردو دافنشي، لطالما مال الرَّسام يوهانس إلى رسم المرأة بشكلها الوقور مع تجسيد شؤونها اليوميَّة في أغلب لوحاته، إلَّا أنَّ لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي كانت تختلف عن بقيَّة لوحاته إذ لم يقصد بها تجسيد تلك التَّفاصيل، فتبدو الشَّابة في هذه اللوحة وكأنَّها تخاطب المشاهد لهل وتحادثه بشفتيها المنفرجتين وتتابعه بنظرات عينيها كما هو الحال في لوحة الموناليزا، ويجدر الإشارة إلى أنَّ هذه اللوحة لم تجسد شخصيَّةً بعينها كما في لوحة الموناليزا على الرُّغم من الشَّائعات المتناقلة حول شخصيَّة الفتاة، والتي قيل بأنَّها كانت خادمةٌ ليوهانس تقوم على مساعدته في عمله، ولكن في الحقيقة إنَّ هذه اللوحة لم تكن إلَّا وسيلةً لإبراز قدرة يوهانس على تسخير الضَّوء وتأثيراته في رسوماته، كما ظهر عندما استخدمه أثناء رسم الشفتين والقرط في هذه اللوحة،.[٣]
أين توجد لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي
لقد تنقَّلت لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي بين عدِّة أمكنة حتَّى وصلت في النِّهاية إلى متحف موريتشويس الموجود في مدينة لاهاي التَّابعة لدولة هولندا، حيثُ تُعرض هذه اللوحة والعديد من أعمال يوهانس فرمير في الخزانة الملكيَّة المتواجدة في المتّحف الهولندي، والمثيرُ في الموضوع أنَّ هذه الخزانة تحتوي ما يقارب ثمانيمئة وأربع وخمسون قطعة فنيَّة يعود تاريخها إلى العصور الذَّهبيَّة الهولنديَّة، ومن تلك القطع لوحات لعددٍ من الفنانين الهولنديين أمثال رامبرانت فان راين، وقد صُنفت هذه اللوحة بالإضافة لعددٍ من اللوحات الأخرى ضمن مجموعة اللوحات الملكيَّة، وقد تمَّ إعارة لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي لمتحف الولايات المتَّحدة ومتحف اليابان مع خمسين لوحة أخرى.[٤]
تاريخ لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي
لقد مرَّت لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي بالعديد من المراحل التَّاريخيَّة، وتنقَّلت بين العديد من الملَّاك ريثما كُشف النِّقاب على أهمِّيتها التَّاريخيَّة والفنيَّة، ورسمها الفنان فيرمير في عام 1665 فقد كان فيكتور دي ستويرز دائمًا ما يرفع صوته ويطالب بعدم بيع أعمال الفنان يوهانس فرمير إلى الملَّاك الأجانب عن هولندا، ويطالب بالاحتفاظ بها كإرثٍ فنيٍّ لهولندا، وقد عمل بنصيحته آرنولدوس أندرياس دي تومب الذي اشترى بدوره لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي حيث عُرضت في مزادٍ علنيٍّ في لاهاي بتاريخ 1881، وقد دفع مقابل هذا العمل العظيم سعرًا زهيدًا ما يقارب 2 غيلدر في عملتهم حينها، وهو سعرٌ يقارب أربع وعشرينيورو الآن، ولأنَّ اللوحة لم تلق الاهتمام فقد كانت بحالةٍ سيئةٍ، بقيت هذه اللوحة عنده إلى عام 1902 حيث تبرع بها مع مجموعةٍ من اللوحات إلى متحف موريتشويس، وذلك لأنَّه لم يملك وريثًا ليقتني هذا الإرث الفنِّيِّ،[١] وقد عُرضت هذه اللوحة في مجموعة من المتَّاحف العالميَّة فيما بعد، ومن هذه المتاحف التي عُرضت فيها ما يأتي:[١]
- واشنطن: لقد عُرضت في معرض الفنون الوطني في العاصمة واشنطن في عام 1965-1966.
- طوكيو: وقد عُرضت بتاريخ 2013-2014 في المعرض المقام في طوكيو وهو يخصُّ الفنون الغربيَّة.
- سان فرنسيسكو: ومن المتاحف التي عُرضت فيها متحف دي يونغ الواقع في سان فرنسيسكو، وكان هذا في نهايات 2014.
- نيويورك: وعُرضت أيضًا في مجموعة فريك للمعروضات الفنيَّة والواقع في مدينة نيويورك، وكان هذا في أواخر 2014.
- بولونيا: وقد عُرضت أيضًا في دولة إيطاليا في متحف مدينة بولونيا، لتعود بعد ذلك لمتحف موريتشويس في هولندا حيث أكَّدوا أنَّهم لن يسمحوا بإخراجها ثانيةً من المتحف.
المراجع
- ^ أ ب ت "Girl with a Pearl Earring", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-26. Edited.
- ↑ "Johannes-Vermeer", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-26. Edited.
- ↑ "Girl with a Pearl Earring by Vermeer", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-26. Edited.
- ↑ "Mauritshuis", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-26. Edited.