لوحة خلق آدم صاحبها، فكرتها، مكانها، وتاريخها

كتابة:
لوحة خلق آدم صاحبها، فكرتها، مكانها، وتاريخها

لوحة خلق آدم

لوحة خلق آدم تعدّ جزءًا من فريسكو مصوّر، وتوجد على سقيفة كنيسة سستين في الفاتيكان، رُسمت في عام 1511م، وهي بحسب ما ورد في الإنجيل تمثّل القصة التي وردت في سفر التكوين والتي تقول بأنّ الله الأب قد نفخ الحياة في آدم الذي هو أول الإنسان، وتعدّ لوحة خلق آدم اللوحة الرابعة بالترتيب بين اللوحات الموجودة في سقف الكنيسة في الفاتيكان، واللوحات جميعها من رسم ميكيلانجيلو، وقد قام برسمها في المدّة بين عامي 1508م -1512م، ولكنّ لوحة خلق آدم هي اللوحة الأبرز بين اللوحات التسع الموجودة في السقف، وسيحتوي هذا المقال على كافة المعلومات المتعلقة حول هذه اللوحة.[١]

صاحب لوحة خلق آدم

هو الرسام والنحّات والمهندس والشاعر الإيطالي ميكيلانجيلو بوناروتي، وقد كان لإنجازه الفنيّ أثرًا كبيرًا على محور الفن القائم في عصره، كما أثّر على المراحل الفنيّة في أوروبا بعده، فق كان ميكيلانجيلو يعدُّ جسد الإنسان العاري موضوعًا أساسيًا في فنّه، مما دفعه لأن يدرس كلَّ حركات الجسد وأوضاعه وتحركاته في البيئات المختلفة، فكانت جميع لوحاته وفنونه المعماريّة تحتوي شكل الإنسان من خلال جدار أو نافذة أو باب، وقد كان ميكيلانجيلو دائم البحث عن التحدّي سواءً كان ذلك التحدّي عقليًا أو جسديًا، وكانت أغلب لوحاته وأعماله الفنيّة تتطلب جهدًا كبيرًا فقد كان يختار أصعب الوضعيات ويقوم برسمها، كما أنّه كان يخلق في لوحاته معانٍ عدّة، وذلك بوساطة دمج طبقات مختلفة في لوحة واحدة، وقد استقى جلّ معانيه من الدِّين والأساطير ومواضيع أخرى، ومن أعظم أعماله الفنيّة النحتيّة تمثال العذراء تنحب وتمثال داوود، والذي أنجزهما قبل بلوغه سنّ الثلاثين، وعلى الرغم من كونه فنانًا شديد التدين فقد عبّر عن أفكاره الشخصيّة فقط في آخر أعماله، واستلهم أفكاره في آخر أعماله من الديانة المسيحية كصلب المسيح، وفي فترة من حياته قام بتدمير كافة لوحاته التي رسمها، ولم يبق إلّا بعض اللوحات منها لوحة "دراسة جذع المذكر"، وتوفي ميكليلانجيلو في عام 1564م.[٢]

فكرة لوحة خلق آدم

من أشهر اللوحات الجداريّة الفنيّة على الإطلاق، كما أنّها توصف بأجمل اللوحات في مدرسة الفن الغربيّة الموجودة في الفاتيكان، ويختلف المشهد في لوحة خلق آدم عمّا كان معروفًا حتّى ذلك الوقت عن مشاهد الخلق ذات الطابع التقليديّ، فمشهد اللوحة يتمثّل في عنصرين هما آدم الموجود في يسار اللوحة والإله على يمينها، ويظهر الإله فيس مشهد ضبابيّ عائم تشكّله الأقمشة وحوله مجموعة من الملائكة لا يملكون الأجنحة، ولكن تبدو حركتهم الطائرة واضحة بسبب حركة ما حولهم من أقمشة، كما أنّ مايكيلانجيلو قد صوّر الإله على صورة رجل طاعن في السن ذو لحية متموجة وطويلة، وشعر رمادي اللون وقد بدت عضلاته واضحة، وهذا التصوير يختلف تمامًا عن صورة الإله النمطية التي عُرفت حتّى مراحل متأخرة من العصور القديمة، فقد صوّرته لوحة خلق آدم بسترة خفيفة تعرض جزءًا من ساقه وذراعه، وذلك بدلًا عن الملابس الملكيّة التي تدل على القوّة المطلقة والجبروت.

أمّا آدم الموجود على يسار اللوحة فقد كانت صورته مخالفة لصورة الإله فقد بدا متكاسلًا ولا مباليًا ويرد بكلّ برود على لمس يد الإله الوشيكة له، اللمسة التي ستعطي الحياة للبشريّة كلّها وليس لآدم وحده، فهي تجسيد للحظة ولادة جنس البشر، كما أنّ جسم آدم يبدو مقعّرًا بينما يبدو جسم الإله محدّبًا في الشكل الضبابيّ العائم، وذلك يدلّ على فكرة ميكيلاجيلو التي أراد أن يجعلها معروفةً لدى الناس، وهي أنّ آدم قد خُلق بصورة الإله، ومن ضمن العناصر التي كانت موجودة حول الرجل الذي يجسد صورة الإله كانت هناك صورة الأنثى الذي يلفها بذراعه، حيث ما كان يُعتقد في القديم أنّ هذه الأنثى هي حوّاء زوجة آدم، وهي بانتظار مرحلة خلقها من ضلع آدم، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الآراء التي تقول أنّه من المحتمل أن تكون هذه الأنثى هيمريم العذراء لما لها من المكانة الرفيعة وبموقعها بجانب الإله، والطفل الذي بقربها يجسّد المسيح، كما تحاول اللوحة إيصال رسالة خفيّة وهي أنّ الإله قد كوّنه الدماغ البشري، وإنّ كلّ هذا الإبداع الذي تجلّى في اللوحة ما هو إلا جزء بسيط من العبقريّة التي كانت عند ميكيلانجيلو الذي كان عمله الرئيس هو فن النحت وليس فن الرسم.

أين توجد لوحة خلق آدم

توجد لوحة خلق آدم لصاحبها الرسّام الإيطالي ميكيلانجيلو -كما ذُكر سابقًا- في سقف كنيسة سيستين في الفاتيكان، وهذه الكنسية هي الكنسية الأكبر في كنائس الفاتيكان، وقد أمر البابا الرابع ببنائها، وفي فترة البابا يوليوس الثاني قام بتفويض الفنان ميكيلانجيلو بأنّ يرسم سقفها ويزينه بعدّة لوحات، فكانت لوحة خلق أدم هي اللوحة الرابعة والأبرز من بين اللوحات التسع التي زينت سقف الكنيسة، والتي نظمها ميليكلانجيلو في فريسكو غطّى سقف كنية سيستين كلّه.[٣]

تاريخ لوحة خلق آدم

تتبع لوحة خلق آدم لمدرسة الفن الغربيّ وهي موجودة في سقف كنيسة سيستين في الفاتيكان، وهي العمل الفنيّ الذي يمثّل عصر النهضة تلك الحركة الثقافيّة التي استمرّت بين القرنين الرابع عشر الميلادي والسابع عشر الميلادي، وقد بدأت في إيطاليا -موطن الرسام ميكيلانجيلو صاحب لوحة خلق آدم- وانتشرت في أنحاء أوروبا، وقد بنيت كنيسة السيستين بأمر من البابا سيكتوس الرابع وذلك بين عامي 1477م - 1480م، وفي فترة البابا يوليوس الثاني تمّ تفويض الفنان ميكيلا نجيلو باختيار مشاهد من الإنجيل ثم جعلها منظمة في فريسكو غطّى سقف الكنيسة، واحتلت لوحة خلق آدم المشهورة موقعًا مهمًا بين لوحات السقف التسع.[٣]

المراجع

  1. "صورة خلق آدم"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-28. بتصرّف.
  2. "ميكيلانجيلو"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-28. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "سقف كنيسة سيستين"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-28. بتصرّف.
5222 مشاهدة
للأعلى للسفل
×