محتويات
لوحة غرنيكا
تسمّى بالإسبانيّة Guernica؛ وهي عبارة عن لوحة جداريّة استوحيت من قصف غرنيكا عندما أقدمت طائرة حربيّة ألمانيّة بدعم من إيطاليا بقصف المدينة في 26 أبريل عام 1937 بهدف دب الذعر والخوف لقوات المقاومة خلال الحرب الأهليّة الإسبانيّة أثناء سلطة الحكومة للجمهوريّة الإسبانيّة الثانيّة في الفترة من 1931 ولغاية عام 1939، وتم تكليف رسام برسم لوحة جداريّة يتم عرضها في الجناح الإسباني في المعرض الدولي للتقنيات والفنون في الحياة المعاصرة Exposition Internationale des Arts et Techniques dans la Vie Moderne والذي تمت إقامته في باريس عام 1937، تضمنت اللوحة استخدام الألوان الزيتيّة والخيش وتم استخدام عدّة ألوان وهي؛ الأزرق الداكن والأسود والأبيض، طولها يبلغ حوالي 3.5 متر أما عرضها فيبلغ 7.8 مترًا تقريبًا.[١]
صاحب لوحة غرنيكا
قامت الجمهوريّة الإسبانيّة الثانيّة بتكليف الفنان بيكاسو في يناير من عام 1937 برسم لوحة جداريّة ضخمة جدّا ليتم عرضها في معرض باريس الدولي من نفس العام، مما دفع بيكاسو إلى الاستغناء عن مشروعه الذي كان يستعد له، والتخلي أيضًا عن إقامة في باريس بعد سماعه بحادثة قصف غرنيكا في 26 أبريل عام 1937، وبعد زيارة الشاعر خوان لارريا له وتحفيزه على رسم هذا الحدث بدأ في رسم سلسلة من الرسومات الأوليّة لحادثة غرينكا وصولًا للوحة المطلوبة.[١]
تم رسم لوحة غرنيكا باستخدام طلاء مطفي غير لامع تم إعداده بناءً على طلب بيكاسو للحصول على لمعان قليل جدًّا وقدّم الفنان الأمريكي جون فيرين المساعدة لبيكاسو حيث قام بمد اللوحة أمّا المصوّرة دورا مار التي كانت تعمل مع بيكاسو في تصوير لوحاته والاستوديو الخاص به وتعليم بيكاسو تقنيّة المخطط الفوتوغرافي فقد قامت بتوثيق خطوات رسم بيكاسو للوحة خطوة بخطوة إيمانًا منه بأن ذلك سيساعده في دعم القضية والرسالة التي تحملها اللوحة.[١]
عمل بيكاسو على اللوحة مدة 35 يومًا متواصلًا واستطاع إنهائها في 4 يونيو عام 1937 أمّا عن بابلو رويز بيكاسو فهو من مواليد 25 أكتوبر عام 1881، إسباني الأصل وهو رسام ونحات وفنان تشكيلي وأحد أشهر الفنانين في القرن العشرين وينسب إليه الفضل في تأسيس الحركة التكعيبية في الفن، توفي في 8 أبريل عام 1973 في موجان بفرنسا.[٢]
فكرة لوحة غرنيكا
تتلخّص فكرة اللوحة بأنها تعبر عن مشهد داخل غرفة على يسارها يقف ثور يمتاز باتساع العينين فوق امرأة حزينة تحمل طفلًا متوفيًا بين ذراعيها، وفي وسط الغرفة يوجد حصان لامع جدًّا وتوجد فجوة كبيرة إلى جانبه وكأنه تم طعنه برمح، يوجد أسفل الحصان جندي متوفي ويده اليمنى مقطوعة تحمل سيفًا محطمًا، أمّا أعلى الحصان من الجهة اليمنى توجد امرأة خائفة تراقب الأحداث التي تجري من خلال نافذة وتحمل بيدها مصباحًا مضاءً باللهب، وتوجد مجموعة من الخناجر تعبر عن الصراخ والألم حلت مكان لسان الحصان والثور والمرأة الحزينة.
تختلف تفسيرات لوحة غرينكا بشكل كبير ومتناقض وتوجد عدّة تفسيرات لها فمن أحد التفسيرات والتحليلات الفنيّة للمؤرخة باتريشيا فيلينج حيث أشارت إلى أن الحصان والثور يُمثلان شخصيتين مهمتين في الثقافة الإسبانية وفقًا لاستخدم بيكاسو هذه الشخصيات سابقًا لأداء الكثير من الأدوار المختلفة خلال مسيرته الفنية، ومن وجهة نظر أخرى أشارت إلى أنّ الحصان يرمز الى الشعب الاسباني والثور يشير للعنف، أمّا الجندي المتوفي فيعبّر عن الهزيمة والمصباح يشير للسلام أمّا المرأة التي تحمل الطفل المتوفي تشير للضحايا.
أين توجد لوحة غرنيكا
تعرض لوحة غرنيكا اليوم في مركز الملكة صوفيا الوطني للفنون Museo Nacional Centro de Arte Regina Sofia الموجود في مدريد، لكن في يوليو من عام 1937 تم عرضها في معرض باريس الدولي ضمن الجناح الإسباني، وكان رد فعل الجمهور متناقضًا جدًّا، وتعرضت اللوحة للانتقاد من قبل بعض الجماعات ووصفوها بأنها تفتقر إلى الالتزام السياسي وتفتقر لرؤية مستقبل أفضل، لكن في المقابل وجد البعض الآخر بأن اللوحة ناجحة جدًّا وتصف الأحداث بواقعيّة مطلقة، وبعد فترة وجيزة وتحديدًا في عام 1938 تم تنظيم جولة مؤلفة من أربعة أشخاص تضم 118 لوحة من أعمال بيكاسو وهنري ماتيس وجورج براك وهنري لورنس بهدف جذب الانتباه العلمي لغرينكا وزارت الجولة أوسلو وكوبنهاغن وستوكهولم وغوتنبرغ، وتم عرض اللوحة في معرض وايت تشابل للفنون في لندن ابتداءً من أواخر سبتمبر وصولًا للندن في سبتمبر، ثم وصلت إلى ليدز وليفربول وأخيرًا لمانشستر في أوائل عام 1939.[١]
تاريخ لوحة غرنيكا
يعود تاريخ لوحة غرينكا إلى الأحداث التي وقعت في مدينة غرينكا عام 1937 حيث كانت غرينكا خلال الحرب الأهلية الإسبانية تُمثل المعقل الشمالي لحركة المقاومة الجمهورية ومركزًا للثقافة، وهذا ما أضاف إلى أهميتها وأصبحت هدفًا للاعتداءات، مما أدّى لتكون القوّات الجمهورية ومن مجموعة من الفصائل مثل؛ الشيوعيين والاشتراكيين الذين اتّحدوا في معارضتهم للقوميين، وقامت بعد ذلك الطائرات الحربية التابعة لجيش الكندور الألماني بقيادة العقيد فولفرام فريهر فون ريختهوفن بقصف غرينكا بلا رحمة، مما أدّى إلى إسقاط كل شيء وتدمير كل ما وجد، وفي هذه الأثناء كان السكان مجتمعين في وسط المدينة وبدأ القصف عليهم ولم يتمكن الكثير منهم من الفرار، وذلك لأن الطرق كانت ممتلئة بحطام المنازل والجسور، وكانت غرنيكا مأهولة بالنساء والأطفال فقط؛ وذلك لأن معظم الرجال كانوا غائبين بسبب القتال بالتزامن مع وقت القصف.
وهذا ما عرضته اللوحة حيث قدمت معاناة الشعب وخوفهم من المأساة التي تعرِّضوا إليها، وعكست هذه الصورة على الشخصيات التي تضمنتها، والجدير بالذكر أن بيكاسو عاش في باريس خلال الإدارة العسكريّة في فرنسا أي أثناء الحرب العالمية الثانية، ويُقال بأن ضابطًا ألمانيًا سأل بيكاسو عند رؤيته للوحة في شقته وقال له هل فعلت ذلك؟؛ وأجابه بيكاسو قائلًا لا بل أنتَ من فعل ذلك.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "غرنيكا (لوحة)"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-28. بتصرّف.
- ↑ "Pablo Picasso", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-28. Edited.