لوحة ولادة فينوس صاحبها، فكرتها، مكانها، وتاريخها

كتابة:
لوحة ولادة فينوس صاحبها، فكرتها، مكانها، وتاريخها

لوحة ولادة فينوس

تعد واحدة من أعظم وأهم اللوحات العالميّة والتاريخيّة القديمة، وأيقونة معبرة عن عصر النهضة الإيطالي والتي تجمع الأنماط الكلاسيكيّة القديمة في زواياها، صنعت اللوحة في الفترة ما بين 1484 إلى 1486 على يد رسام وفنان عالمي، كانت اللوحة عبارة عن قطعة من القماش حوالي 278.9 سنتمتر 172.5 سنتمتر، مصنوعة من دهانات تمبرا على قطعة من القماش، تضم بداخلها آلهة الرومان، وتتحدث عن كيفيّة نسج الفنان في لوحاته معنى خفي بشكلٍ ماهرٍ يظهر في خفاياه الأفكار والرموز والمعاني الغامضة، اعتبرها الكثيرون تصويرًا لموضوع أسطوري كلاسيكي واسع النطاق وشهد لها الكثيرون بأنّها من اللوحات غير المألوفة والمسبوقة في الفن الغربي منذ العصور التاريخيّة القديمة، أصبحت اليوم رمزًا لتاريخًا قديمًا ومعاصرًا يعبر عن الحب والرومانسيّة.

صاحب لوحة ولادة فينوس

تعد لوحة ولادة فينوس واحدة من أربع أشهر لوحات للرسام الإيطالي ساندرو بوتيتشيلي، اسمه الأصلي Alessandro di Mariano Filipepi، ولد عام 1445 في فلورنسا بإيطاليا، يعد أحد أعظم الرسامين في عصر النهضة الفلورنسية، وغالبًا ما يشار للوحاته ولادة فينوس وبريمافيرا بأنّها تجسيدًا لمشاهد المعاصرين في عصر النهضة، استطاع تحسين أسلوب التصوير الضعيف والضعيف نسبيًا الذي تعلمه من معلمه وتحقيقا لهذه الغاية درس الأسلوب النحتي لأنطونيو بولايولو وأندريا ديل فيروتشيو وهما رسامين فلورنسا الرائدين في ستينيات القرن الرابع عشر، أنجز العديد من الصور للسيدة العذراء وتعرضت أغلب لوحاته للمواضيع الدينية أو الميثولوجية؛ كالربيع وولادة فينوس ويضفي على لوحاته مسحة من المثالية ويزينها عادةً بزخارف الأرابسك، كما يستخدم ألوانا بسيطة بعيدة عن التكلف، توفي في 17 مايو عام 1510 في فلورنسا.[١]

فكرة لوحة ولادة فينوس

كانت مواضيع لوحات عصر النهضة تتسم بالحب والرومانسيّة وتمجد الحب والعشاق وتصور البطلات كشخصيات أسطورية في الفن العلماني في عصر النهضة أو ما يسبقه من العصور القديمة الكلاسيكية بحيث أصبحت فكرة ومواضيع اللوحات في ذلك الوقت لغة أسطورية جديدة مستوحاة جزئياً من الأدب الكلاسيكي والنحت القديم وتجسدت هذه الأفكار في 4 لوحات من أشهر أعمال بوتيتشيلي أحدها كان لوحة ولادة فينوس، وتمت الإشارة إلى أنّ شخصية فينوس في ولادة فينوس مستمدة من تمثال قديم فينوس بوديكا.[١]

تتلخّص فكرة اللوحة ومضمونها بوقوف فينوس أناديومين آلهة الحب والجمال والجنس والخصوبة والرخاء لدى الرومان، وقد اشتهرت هذه الحقبة برسم الآلهه الميثولوجية تصورها اللوحة مولود حديثًا تقف في منتصف اللوحة عارية في قشرة صدفية عملاقة جدًّا وعلى يسارها إله الرياح الغربية زيفروس الذي يظهر معانقا لحورية كلوريس فى جانب اللوحة وتخرج من فمه رياح على شكل خطوط مشعّة وكلاهما يمتلك أجنحة، وعلى يمين اللوحة توجد شجرة برتقال ضخمة وتظهر أيضًا شخصيّة نسائيّة تعد واحدةً من ثلاثة حورات تشير إلى الآلهة اليونانيّة للمواسم تطفو فوق الأرض قليلًا وتحمل عباءة أو ثوبًا غنيًّا لتغطية كوكب الزهرة كناية عن إله فينوس عندما تصل إلى الشاطئ وصورها الرسام وكأنها على وشك تغطية الإله فينوس وتشير زخارف الفستان الوردي الذي ترتديه إلى أنّها حورة الربيع.[٢]

أمّا تحليلات المؤرخين والتحليلات الشخصية لكبار الفنانين أشارت إلى أنّ قشرة الصدفة التي تحتوي على فينوس تعبّر عن رحم المرأة، والرياح تعبيرًا عن روحانيات العصر القديم والرجال والنساء يرمون لوحدة الحب الجسدي والروحاني، أمّا الأزهار وزخارف العباءة فهي تشير إلى الحب، وشجرة البرتقال ما هي إلًا رمزًا للحياة الأبديّة والخالدة.

أين توجد لوحة ولادة فينوس

توجد لوحة ولادة فينوس اليوم في متحف أوفيزي Uffizi Gallery؛ والذي يعد من أقدم المتاحف العالميّة وأكثرها شهرة في العالم الغربي، يقع معرض أوفيزي في قصر ديغلي أوفيزي وهو أحد قصور مدينة فلورنسا بإيطاليا، تم تأسيسه عام 1581، ويعد من أهم المتاحف الإيطالية والأكثر زيارة، كما أنه واحدًا من أكبر وأشهر المتاحف في العالم ويضم مجموعة من الأعمال التي لا تقدر بثمن وخاصة الأعمال الفنيّة والمنحوتات الكلاسيكية التي تعود لعصر النهضة الإيطالية وتم تجنيد أقسام عديدة منه لعصر اللوحات الفنيّة والمنحوتات التاريخيّة العالميّة والمجوهرات الثمينة والقطع الناردة، واليوم يتم تجديد المتحف بأكثر من ضعف عدد الغرف المستخدمة لزيادة استيعاب الأعمال الفنية وعرضها، تم افتتاحه رسميًا في عام 1765 وأصبح متحفًا رسميًّا عام 1865.[٣]

تاريخ لوحة ولادة فينوس

بدأ بوتيتشيلي العمل المستقل في عام 1470 وبعد فترة قليلة افتتح ورشة للرسم خاصّة به اكتسب شعبيّة وشهرة كبيرة واستحوذ على عدد كبير من العملاء المهتمين بأعماله، وكان من بينهم عائلة ميديشي وبالوقت نفسه عرف الكثيرون بأنّه من أكثر الرسامين تأثرًا بالأفكار الأفلاطونيّة الحديثة والتاريخ الكلاسيكي القديم، وهذا ما يحاول إظهاره في كافة أعماله، وفي عام 1450 ازدادت شهرته جدًّا في فلورنسا، بالرغم من ذهابه لروما لتصميم ورسم لوحات فنيّة جداريّة للكنائس.

وفي الفترة ما بين 1463 ولغاية 1503 تم تكليف بوتيتشيلي برسم لوحة من قبل عائلة ميديشي في فلورنسا، ويشار إلى أنّ لورينزو دي بييرفرانشيسكو دي ميديتشي هو من طلب منه القيام بذلك، ويعتقد بأن تكليف اللوحة جاء بعد فترة وجيزة من شراء فيلا دي كاستيلو، وهي عبارة عن منزل ريفي يقع خارج فلورنسا عام 1477، وذلك بهدف تزيين المنزل باللوحات الكلاسيكيّة، ويشار إلى أن وقت رسمها كان حوالي عام 1480، وذلك اعتمادًا على أسلوب بوتيتشيلي في الرسم في تللك الفترة، ولأنّه عاد إلى روما في عام 1482، وأصبحت منذ ذلك الوقت ولغاية اليوم اللوحة تحفةً فريدةً في عالم الرسم والفن القديم، كانت محفوظة في فيلا كاستيللو والتي كانت في حوزة لورنزو دي بييرفرانسيسكو دي ميديشي، ثم تم نقلها إلى معرض أوفيزي في فلورنسا بإيطاليا.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب " Sandro Botticelli", www.britannica.com, Retrieved 2020-06-29. Edited.
  2. ^ أ ب "The Birth of Venus", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-29. Edited.
  3. "Uffizi", en.wikipedia.org, Retrieved 2020-06-29. Edited.
4462 مشاهدة
للأعلى للسفل
×