تعرفوا على لورا، شابة تبلغ من العمر 24 عاماً، تتمتع بصحة جيدة (على الاقل جسدياُ) ومع ذلك، وطبقاً للقانون البلجيكي، سوف تضع حداً لحياتها في هذا الصيف على ما يبدو!
حصلت شابة بلجيكية تبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً، والمعروفة فقط "باسم لورا "Laura، على الموافقة من قبل اللجنة الحكومية الخاصة، بإنهاء حياتها بالرغم من تمتعها بصحة جيدة. حيث اعتبرت هذه اللجنة ان الفتاة "مؤهلة" وفق المعايير الخاصة والتابعة للجنة والقانون البلجيكي، بانهاء حياتها، وما عليها سوى اختيار الوقت المناسب لذلك الان، علماً أن بإمكانها الاستغناء عن هذا الحق في أي لحظة تشاء.
يذكر ان لورا التي تعاني من نوبات اكتئابٍ شديدة وصفتها " بالالم الداخلي الذي لا يزول ابداً"، قد قالت للأطباء سابقاً أن هذه الحياة ليست لها، فهي جاءت نتيجة حمل غير مخطط، وانتقلت لاحقاً للعيش مع جديها، وعند بلوغها الـ 21 من عمرها توجهت إلى مؤسسة لعلاج الأمراض النفسية ومكثت فيها. وأوضحت لورا بأن أفكارها الانتحارية كانت سترافقها حتما إن لم تواجه أي مشاكل في طفولتها حتى.
وأشارت لورا أنها حاولت الانتحار عدة مرات، ولكن شعورها بأن هناك شخصا ما بحاجتها أوقفها عن ذلك، فهي مدركة بأن انتحارها سيترك جديها ووالدتها حزينين لفراقها. وأضافت أنها قامت وهي في السادسة من عمرها بالإمساك بأحد المسدسات ووجهته على نفسها ولكنه كان فارغاً.
هذا وكانت صديقة لورا قد حصلت في حقها على انهاء حياتها قبل 18 شهراً، لتصر من بعدها لورا على أخذ حقها واللحاق بها.
اختيار الموت على الحياة: حق أم ماذا؟
تجيز عدة دول (بلجيكا، هولندا، لوكسمبرغ وبعض الولايات الأمريكية) قانون انهاء الحياة والموت باختيار الفرد (او ما يسمى بالموت الرحيم) سواء كان سليماً أم مريضاً، وذلك بعد الخضوع لقرار لجنة خاصة مؤلفة من الأطباء ومستشارين في القطاع الصحي مع مراعاة الحالة الشخصية للأفراد، فعلى هذا الشخص الذي يتقدم بطلب الموت الرحيم من أجل تحقيق معايير محددة، وهي:
- قام بطلب لإنهاء حياته
- يكون بحالة عقلية ممتازة وتسمح له باتخاذ مثل هذا القرار.
- الاتفاق على أن هذا الشحص يعاني جسدياً او نفسياً من حالة لا يمكن علاجها او التخفيف منها.
"الموت الرحيم" - لمن هذه الحياة؟
هناك الكثير من الجدل القائم حتى الآن حول موضوع الموت الرحيم واستخدامه في بعض الحالات المرضية المستحيلة، فكيف في حال استخدامه وتطبيقه على أشخاص أصحاء ومعافين جسدياً؟
حيث كانت قد وافقت بلجيكا على هذا القانون الذي يسمح بإنهاء الحياة بمساعدة طبية في عام 2002، لتسجل منذ حينها حوالي 1,400 حالة انتحار سنوياً، من بينهم 60 شخص لا يعانون من اي مرض جسدي لا يمكن شفاءه انما من حالة نفسية حادة لا يمكن علاجها.
وعادة ما يستخدم "الموت الرحيم" عند الوصول إلى حالة نهائية مع المرض، بمعنى استحالة الشفاء منه واستمرار تراجع الوضع الصحي للمريض ومعاناته. إلا أن في هذه الحالة ستقوم لورا باستخدام هذا الحق من اجل انهاء حياتها بالرغم من تمتعها بالصحة والعافية، مما يثير عدداً من التساؤلات والتحفظات. شاركنا برأيك؟