محتويات
الحكاية
تُعرّف الحكاية أنّها سرد قصصيّ يُقص ويُحكى سواء كان وقْعًا أم تخيُّلًا، وغالبًا ما تحتوي الحكاية على دروس مستفادة وعبر يستنتجها القارئ، ويتم نقل الحكاية شفويًا من جيل إلى آخر، كما أن لها أنواعًا: كحكايات الجان، وهي الحكايات التي تتناولُ كائنات فوق الطبيعة، والحكايات الخرافية، وهي الحكايات التي تأتي من نسج الخيال، ولا وجود لها في الواقع، الحكايات الشعبية: وهي الحكايات التي يتناقلها العامة من الناس، والحكايات الرمزية، وهي الحكايات التي تهدف إلى إبراز مغزى خُلقي وقيمي، ويكثر فيها استعمال الحيوانات كرموز إنسانية، ومن أمثلة الحكايات الرمزية حكايات كليلة ودمنة، المجموعة في كتاب كليلة ودمنة والتي سيتم الحديث عنها في هذا المقال.
كاتب كليلة ودمنة
اشتهر بين الناس أن مؤلف كتاب كليلة ودمنة هو عبد الله بن المقفع، ولكن الصواب أن مؤلفه كما ذكرت مقدمته هو بيدبا الفيلسوف الهندي رأس البراهمة لدبشليم ملك الهند، حيث سماه كليلة ودمنة، وألفه على أساس الحكمة وأنظمة المُلك ورفع الظلم عن الشعوب، كما قال علي بن الشاه الفارسي: ألف بيدبا الفيلسوف الهندي رأس البراهمة لدبشليم ملك الهند كتابه الذي سماه كليلة ودمنة، وجعله على ألسن البهائم والطير صيانةً لغرضه فيه من العوام، وضنًّا بما ضمنه عن الطغام؛ وتنزيهًا للحكمة وفنونها، ومحاسنها وعيونها؛ إذ هي للفيلسوف مندوحة، ولخاطره مفتوحة؛ ولمحبيها تثقي، ولطالبيها تشريف. [١]
أصل كتاب كليلة ودمنة
اختلف الباحثون في أصل الكتاب، ولكن العديد منهم أجمعوا على أنه يعود إلى أصول هندية، وتمت كتابته باللغة السنسكريتية في القرن الرابع الميلادي، وسُمّيَ الأبواب الخمسة، [٢]، ثمّ قام برزويه طبيب كسرى أنوشروان بترجمته إلى الفارسية في القرن السادس الميلادي بأمرٍ من كسرى وزاد عليه فصولًا من عند، ثم نقله عبدالله بن المقفع من الفارسية إلى العربية وزاد عليه فصولاً من عنده، وقد تُرجم الكتاب إلى لغات أخرى: العبرية، والسريانية، والإثيوبية، والماليزية، والمنغولية، واليونانية، والعديد من اللغات الأوروبية. [٣]
قصص كليلة ودمنة
حوى كتاب كليلة ودمنة الكثير من القصص ذات العبر، وكان أبطال هذه القصص من الحيوانات، وسُمي الكتاب بكليلة ودمنة وهما ابنا آوى، كما ضم الكتاب خمسة عشر بابًا رئيسًا، وهي:
- باب الأسد والثور وهو أول الكتاب
- باب الفحص عن أمر دمنة
- باب الحمامة المطوقة
- باب البوم والغربان
- باب القرد والغيلم
- الناسك وابن عرس
- باب الجرذ والسنور
- باب ابن الملك والطائر فنزة
- باب الأسد والشغبر الناسك وهو ابن آوى
- باب إيلاذ وبلاذ وايراخت
- باب اللبوة والإسوار والشغبر
- باب الناسك والضيف
- باب السائح والصائغ
- باب ابن الملك وأصحابه
- باب الحمامة والثعلب مالك الحزين
نموذج من كتاب كليلة ودمنة
"إن الخب والخديعة ربما كان صاحبها هو المغبون، وإنك يا دمنةُ جامعٌ للخب والخديعة والفجور، وإني أخشى عليك ثمرة عملك، مع أنك لست بناجٍ من العقوبة؛ لأنك ذو لونينِ ولسانين، وإنما عذوبة ماء الأنهار ما لم تبلغ إلى البحار، وصلاح أهل البيت ما لم يكن فيهم المفسد، وإنه لا شيء أشبه بك من الحية ذات اللسانين التي فيها السم، قد يجري من لسانك كَسُمِّها، وإني لم أزل لذلك السم من لسانك خائفًا، ولما يحل بك متوقعًا، والمفسدُ بين الإخوان والأصحاب كالحيَّة يربِّيها الرجل ويُطعِمها ويمسحها ويكرمها، ثم لا يكون له منها غير اللدغ، وقد يقال: الزم ذا العقل وذا الكرم، واسترسل إليهما، وإياك ومفارقتهما؛ واصحب الصاحب إذا كان عاقلًا كريمًا أو عاقلًا غير كريم؛ فالعاقل الكريم كاملٌ، والعاقل غير الكريم اصحبه وإن كان غير محمود الخَليقة، واحذر من سوء أخلاقه وانتفع بعقله، والكريم غير العاقل الزمه ولا تدع مواصلته، وإن كنت لا تحمد عقله، وانتفع بكرمه، وانفعه بعقلك، والفرار كل الفرار من اللئيم الأحمق، وإني بالفرار منك لجديرٌ، وكيف يرجو إخوانك عندك كرمًا وودًّا، وقد صنعتَ بملكك الذي أكرمك وشرفك ما صنعت؟ " [٤]
المراجع
- ↑ كليلة ودمنة, ، "shamela.ws"، اطُّلع عليه بتاريخ 23/12/2018
- ↑ كليلة ودمنة, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 23/12/2018، بتصرف
- ↑ كتاب "كليلة ودمنة" ميزاته وخصائصه وأهدافه, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 23/12/2018، بتصرف
- ↑ كليلة ودمنة, ، "shamela.ws"، اطُّلع عليه بتاريخ 23/12/2018