ميخائيل نعيمة
وُلِدَ ميخائيل نعيمة في بلدة بسكنتا اللبنانيّة في السابع عشر من تشرين الأول عام 1889، وهو قاصٌ وروائي، ومسرحي، وكاتب مقالات من الطراز الأول، وناقد كبير، كان أبوه مزارعًا تعلم منه الصبر والقناعة والميل إلى التأمل، وورث عن أمه حب النفوذ والطموح، أرسلته أمه إلى المدرسة الابتدائية الروسية في بسكنتا فبرع باللغة العربية، ثم انتقل إلى مدرسة المعلمين الروسية في الناصرة بفلسطين، درس الحقوق في جامعة واشنطن، والتحق بمجلة الفنون ليعمل كمحرر في نيويورك، أسس مع جبران ورفاقه الرابطة القلمية، لُقّب "بناسك شخروب" لاعتزاله في إحدى الكهوف، وفي هذا المقال حديث عن مؤلفات ميخائيل نعيمة. [١]
مؤلفات ميخائيل نعيمة وأدبه
زوّد ميخائيل نعيمة المكتبة العربية بإنتاجه الأدبي، وكانت باكورة مقالاته النقدية "فجر الأمل بعد ليل اليأس"، وأصدر في مهجره العدد من الكتب وهي: كتاب "الغربال" وهو كتاب نقدي جعله في قسمين: الأول يحوي منهجيته في النقد، وبين واقع الأدب في عصره كما ضمنه مقالاته التي عرفت بالمقاييس الجديدة، وكان القسم الثاني تطبيقًا للمقاييس النقدية المذكورة في الفصل الأول، وكتابه الثاني كان كتاب "الآباء والبنون" وهو رواية تمثيلية من أربعة فصول، وتاليًا مؤلفات ميخائيل نعيمة في المهجر وعند عودته إلى لبنان. [٢]
مؤلفات ميخائيل نعيمة في المهجر:
- همس الجفون: وهو ديوان شعري.
- كان ما كان: وهو مجموعة قصصية حَوَتْ قصصًا مختلفة.
- المراحل: مجموعة من المقالات.
- مذكرات الأرقش: وهو عبارة عن قصّة.
مؤلفات ميخائيل نعيمة عند عودته من المهجر إلى لبنان:
- جبران خليل جبران: وهو كتاب سيرة غيريّة تحدث فيها عن حياة صديقه جبران خليل جبران.
- لقاء: وهي رواية لخص فيها فكره وعقيدته، حيث تحدث عن فكرة فلسفية صوفية تعود أصولها إلى وحدة الوجود والتناسخ.
- سبعون: وهو كتاب من ثلاثة أجزاء، ويعدُّ كتاب سيرة ذاتية تحدث فيه ميخائيل نعيمة عن حياته ومختصر تجاربه ومعاناة الأمة، حيث تحدث عن تاريخ لبنان وبعض اللمحات عن حياة اللبنانيين في المهجر.
- النور والديجور: هو مجموعة مقالات، تتحدث عن مواضيع مختلفة مختصرها دعوته إلى الحب والسلام، وهو واحات من الحق والخير والجمال في صحاري المعيشة القاحلة.
من قصص ميخائيل نعيمة
يعود فضل الريادة في القصة القصيرة إلى محمد تيمور، وإلى جانبه ميخائيل نعيمة، إذ نُشرت أول قصة لكل منهما في العام نفسه 1917، فكانت قصة العاقر القصة الأولى لميخائيل نعيمة وهي من ضمن المجموعة القصصية كان ما كان وتتحدث القصة عن فتاة تدعى جميلة ورجل يدعى عزيز تربطهما رابطة الزواج المقدسة فتبدأ حياتهما الزوجية بأفضل حال، حيث كانا واقعين في حب بعضهما البعض وكانا يتفقان على كل شيء إلى أن طرح موضوع إنجاب الأولاد.
ظنت جميلة أن حبها لزوجها ووجودها معه يكفيه فلا يطلب منها المزيد، ولكن لم يكن هذا واقع الأمر، فقد كان حبه لها مرتبطًا بالإنجاب فقط، لم يستطع الزوجان في البداية أن ينجبا طفلًا وحاولا بكل الطرق الشعبية ولكن دون جدوى، حيث لم تدع الحماة مكانًا إلا أخذت جميلة إليه، ولم تنجح كل الطرق فظنوا أن جميلة عاقر، فتحولت حياة جميلة الفتاة التي كان لها من اسمها نصيب من حياة عز ورفاهية في بيت أبيها وأول حياتها في بيت زوجها إلى جحيم وعذاب، حيث تغير زوجها معها وأصبح رجلًا سيئًا بعد أن كان يناديها ب "قرقورتي"، وهي كانت تناديه "قرقوري"، وأصبحت معاملة حماتها لها سيئة فجعلتها تقوم بكل أعمال المنزل بعد أن كانت فتاة وزوجة مدللة، فخاب أمل جميلة التي كانت تظن أن زوجها يحبها لشخصها أصبحت تعيش حياة غربة، وذبلت الزهور الجميلة فيها، حتى دفعها ظلم حماتها وأمها وزوجها إلى ارتكاب الفاحشة في دير من الأديرة كما ذكر ميخائيل نعيمة في قصته، وبهذا جاءت بما يريدون دون أن يعلموا الطريق التي سلكتها لتصبح حاملًا ظانين أن مشكلتها وزوجها قد حُلت، ففرح زوجها وعاد يعاملها كما كان سابقًا وعاد يهتم بها جيدًا ويحضر لها الهدايا ويدللها، كما فرحت حماتها والجميع وعادت حياتها إلى ما كانت عليه.
إلا أن جميلة لم تكن راضية عن حياتها، ولم تكن راضية عن نفسها وعن الذنب الذي اقترفته لتبعد التهمة عن نفسها، فانتحرت تاركة رسالة لزوجها تخبره فيها بما فعلته، وتخبره فيها أنه هو العاقر وليس هي، وفي هذه القصة يريد ميخائيل نعيمة أن يبين للمجتمع أن المرأة ليست وحدها المسؤولة عن الإنجاب، وأن من الممكن أن يكون زوجها هو العاقر، فيصور الكاتب ظلم المجتمع للمرأة واضطهاده لها عندما لا تنجب وكأن الأمر بيدها، ومعاملة المجتمع للمرأة على أنها آلة للإنجاب لا سكن ومودة ورحمة وبشر من لحم ودم.
المراجع
- ↑ ميخائيل نعيمة, ، "www.adab.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 27/2/2019، بتصرف
- ↑ ميخائيل نعيمة, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 27/2/2019، بتصرف