محتويات
إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن
هل عانيت من إحساس بالدوار مشابه لركوبك عجلة دوارة؟ وأحسست بأنّ الدنيا تدور من حولك فجأةً؟ وعانيت من الشعور بالدوخة سواء كانت بدرجة قوية أم خفيفة لأوقات متقطعة؟ هذا الدوار قد يشير إلى إصابتك بحالة دوار الوضعية الانتيابي الحميد (Benign paroxysmal positional vertigo)، الذي يعدّ من أكثر الحالات المسببة للإحساس بالدوار، وعادةً ما يتحفَّز هذا الإحساس عند التعرُّض لبعض العوامل المحفّزة، كإمالة الرأس إلى الأمام، وتعدّ هذه الحالة مزعجةً وقد تتسبب بسقوط الشخص بطريقة خطيرة تؤثر في صحته،[١] لذلك يلجأ الأطباء إلى تطبيق إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن لعلاج هذه الحالة، ولمعرفة المزيد عن هذه الطريقة تستطيع إكمال هذا المقال لتوضيح أهم الأسباب التي تستدعي اللجوء إليها والمخاطر التي قد يتعرض لها الشخص جراء ذلك.[٢]
ما أسباب إجراء إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن؟
كما ذُكِرَ في السابق يلجأ الطبيب إلى إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن لتخفيف حالة دوار الوضعة الانتيابي الحميد، وهو حالة من الدوار تنجم عن وجود خلل في الجزء المسؤول عن توازن الجسم، والذي يوجد في الأذن الداخلية، إذ يلاحظ خروج جسيمات صغيرة تعرف بغبار التوازن (Otoconia) من الأذن الداخلية ودخولها في قناة الأذن الداخلية مسببةً بذلك هذه الحالة، لذلك تستهدف إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن تحريك هذه الجسيمات من القنوات نصف الدائرية المملوءة بالسوائل في الأذن الداخلية إلى الدهليز، إذ لا يتسبب تواجد هذه الجسيمات في دهليز الأذن بظهور أي نوع من الدوار أو الدوخة لدى المصاب بدوار الوضعة الانتيابي الحميد.[٣]
ما هي مخاطر إجراء إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن؟
لا يخلو أي إجراء طبي من وجود أي مخاطر أو أعراض جانبية أو مضاعفات مصاحبة له، لذلك يوصى بإخبار الطبيب عن أي مشكلة صحية تواجه الفرد قبل اللجوء إلى إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن، ويتضمن ذلك أي اضطراب يصيب الرقبة أو الظهر، أو انفصال الشبكية (Retinal detachment)، أو اضطرابات في الأوعية الدموية، وحينها قد يؤجل الطبيب هذا الإجراء إلى حين تحسن حالة المصاب، وتلاشي أيّ مضاعفات غير مرغوبٍ بها.[٣]
كما يمكن توضيح أهم المخاطر التي قد يتعرض لها الفرد عند إجراء إعادة تصحيح وضعية القناة على النحو الآتي:[٣]
- تعرض كل من الرقبة أو الظهر للإصابات.
- المعاناة من الآثار الجانبية، كالشعور بالغثيان، والدوار، والدوخة، وحينها قد يحتاج الأمر إلى استخدام بعض الأدوية للتخلص من هذه الآثار.
- تحرّك جسيمات غبار التوازن إلى موقع آخر غير دهليز الأذن، مما يتسبب بعودة حالة الدوار من جديد.
كيف يتم الاستعداد لإعادة تصحيح وضعية قناة الأذن؟
يبدأ الطبيب بتقييم حالة المصاب، ويُجري اختبار ديكس-هول بايك (Dix-Hallpike test) الذي يستطيع من خلاله تشخيص حالة دوار الوضعة الانتيابي الحميد، ويتمثل باستلقاء المصاب على طاولة التشخيص بوضعية تسمح بتحفيز الرَّأْرَأَة (Nystagmus) والدوار عبر تحريك جسيمات غبار التوازن المتكونة في قناة الأذن، إضافةً إلى إعطائه نتيجةً إيجابيةً وسلبيّةً؛ فهو يبين في أي أذن تكوّنت جسيمات غبار التوازن وموقعها بالتحديد، وجميع هذه المعلومات تسهِّل على الطبيب إجراء إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن بدقةٍ أكبر.
إضافةً إلى ذلك يكشف الطبيب عن وجود أي نوع من الاضطرابات التي يعاني منها والتي من شأنّها أنّ تتسبب بإلغاء احتمالية تطبيق إجراء إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن؛ إذ إنّ إجراء هذا العلاج لمصاب يعاني من مشكلات في الأذن الداخلية قد يزيد الأمر سوءًا، بالإضافة إلى حالات أخرى كانفصال الشبكية، أو بعض أمراض الأوعية الدموية، أو الارتجاع المعدي المريئي، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الإجراء يطبّق في عيادة الطبيب ولا توجد حاجة إلى الذهاب إلى المستشفى، وينتهي الأمر خلال 15 دقيقةً، وقد يقتصر على إعطاء الطبيب الشخص دواءً مضادًّا للغثيان قبل البدء بهذا الإجراء.[٤]
ما النتائج المتوقعة لإجراء إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن؟
يبلغ إجمالي نسبة نجاح إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن حوالي 80%، وفي حال عودة الأعراض إلى سابق عهدها حينها يستطيع الطبيب إعادة تجربتها مرّةً أخرى، كما أنّ بعض الحالات تستدعي إعادة تطبيقها عدة مرات لضمان الفعالية التامة في التخلص من الأعراض المصاحبة لدوار الوضعة الانتيابي الحميد.[٣]
كيف يمكن ضمان نجاح إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن؟
يمكن ضمان نجاح إجراء إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن من خلال اتباع بعض التعليمات والتوجيهات الخاصة، منها ما يأتي:[٥]
- الحفاظ على وضعية الرأس بشكلٍ عامودي خلال اليومين القادمين بعد تطبيق هذا الإجراء، كما يمكن وضع دعامة ليّنة كالطوق حول الرقبة لضمان ثبات حركة الرأس وتقليل أي حركة يمكن أن تكون خاطئةً وتسبب الضرر، بينما يمكن التخلّي عن وضع هذا الطوق ليلًا واستبداله بوسادتين توضعان على جانبي الرأس أثناء النوم؛ لضمان ثباته وعدم التفافه أثناء النوم، كما قد يوصي الطبيب بالنوم على كرسي مائل قليلًا لضمان ثبات الرأس جيدًا.
- العودة للاستلقاء أثناء النوم بعد مضي أول يومين، وبالوضعية التي يعتاد عليها الشخص مع تجنب النوم على الجهة اليسرى، بينما يسمح بالنوم على الظهر والجانب الأيمن بدلًا من ذلك، إضافةً إلى ذلك يمكن وضع وسادة أسفل الكتف الأيسر؛ لتقليل احتمالية الالتفاف إلى هذا الجانب أثناء النوم.
- تجنب إمالة الرأس إلى الأمام أو الخلف خلال الأيام التسع القادمة، والحفاظ على استقامة الرأس قدر المستطاع، وفي الحالات التي تجبر الفرد على إمالته -كربط الحذاء مثلًا- فإنّه يوصى برفع القدم إلى مستوى أعلى ليسهل ربطه دون إمالة الرأس، بينما يوصى بثني الركبتين والنزول إلى الأسفل عند محاولة التقاط جسمٍ ما عن الأرض.
- العودة لأداء كافة المهام اليومية والوضعيات الممنوعة بعد مضي اليوم العاشر من إجراء إعادة تصحيح وضعية قناة الأذن.
مراجع
- ↑ Bree Normandin and Marijane Leonard (17-9-2018), "Benign Positional Vertigo (BPV)"، www.healthline.com, Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ↑ "Canalith Repositioning Procedure (CRP)", my.clevelandclinic.org,22-10-2020، Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Canalith repositioning procedure", www.mayoclinic.org, Retrieved 8-7-2020. Edited.
- ↑ "Canalith Repositioning Procedure (CRP): Procedure Details", my.clevelandclinic.org,22-10-2020، Retrieved 7-12-2020. Edited.
- ↑ "Canalith Repositioning Procedure", www.umc.edu, Retrieved 12-7-2020. Edited.