نقص الحس
يشعر العديد منّا بالتنميل والخدران وفقدان الأحساس في الأطراف بعد الجلوس لفترات طويلة، إلا أنّ ذلك سرعان ما يذهب بعد تحريك الأطراف، إلا أنّه يوجد بعض الأشخاص الذين يشعرون بذلك باستمرار على الرغم من عدم الجلوس لفترات طويلة، وهذا ما يعرف بنقص الحس، فما هو نقص الحس؟ وما أعراضه وأسباب حدوثه؟ وما هي طرق علاجه؟
نقص الحس (Hypoesthesia) هي حالة تنخفض فيها قدرة الشخص على إدراك المنبهات غير الضارة بالجسم، إذ يقل لديه الإحساس بالمحفزات التي لا تنتج الإحساس بالألم مثل؛ اللمس أو الضغط أو الاهتزاز أو الحرارة أو البرودة، وقد يترافق ذلك مع الشعور بالخدر والتنميل في المناطق المتأثرة، وعادةً ما يحدث نقص الحس نتيجة لحدوث ضرر أو تلف في الأعصاب التي تغذي المنطقة، كما من الممكن أن يكون نقص الحس هو أحد أعراض مشاكل صحية أخرى كامنة.[١]
أعراض نقص الحس
عادةً ما يظهر نقص الحس على شكل خدران وتنميل في المناطق المصابة، كما قد يشعر المصاب بفقدان الإحساس في هذا الحزء من الجسم، ويمكن أنّ يؤثر ذلك في جزء واحد في الجسم مثل اليدين أو القدمين، أو قد يؤثر في أكثر من جزء في الوقت نفسه، كما في بعض الحالات يمكن أنّ يكون نقص الحس ناتج عن الإصابة بمشاكل صحية أخرى، وفي هذه الحالات يترافق مع أعراض مختلفة اعتمادًا على سبب حدوثه.[٢]
أسباب نقص الحس
يمكن أنّ يحدث نقص الحس نتجية لمجموعة واسعة من الأسباب والحالات المرضية، وتتضمن الأسباب الشائعة لذلك ما يأتي:[٣]
- داء السكري، يعاني العديد من الأشخاص المصابين بداء السكري من التنميل في أطرافهم وهذا قد يكون أحد علامات اعتلال أعصاب السكري، التي هي أحد المضاعفات التي تحدث بسبب استمرار ارتفاع مستويات السكر في الدم، وقد يسبب ذلك حدوث نقص الحس عند المصاب خاصةً في الأصابع أو الأقدام أو الأيدي، ومن المهم تنبيه مرضى السكري بذلك، إذ إنّ تنميل الأطراف وفقدان الحس قد يؤثر في قدرة المصاب على التوزان مما يزيد من خطر تعرضه للضرر، لذلك من المهم الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعي، إذ يساعد ذلك في الحفاظ على صحة الأعصاب وغيرها من أعضاء الجسم.[٤]
- التصلب المتعدد، ينتج مرض التصلب المتعدد نتيجة لتلف طبقة الميالين التي تغطي الخلايا العصبية، مما يؤثر في الأعصاب والتوازن، ويعدّ حدوث التنميل والخدر في مختلف أجزاء الجسم من أحد الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بالتصلب المتعدد، فقد يحدث ذلك في الذراعين أو الساقين أو جانب واحد من الوجه، واعتمادًا على نوع التصلب المتعدد فإنّ ذلك يترافق مع حدوث أعراض أخرى.[٥]
- التهاب المفاصل، يمكن أنّ يترافق نقص الحس مع بعض أنواع التهاب المفاصل، التي قد تسبب تشوهات في المفاصل، مما قد يؤدي إلى توليد ضغط على الأعصاب، وعلى سبيل المثال يمكن أنّ يسبب التهاب المفاصل الذي يؤثر في المعصمين أو اليدين حدوث تنميل وخدران وتيبس بهما.
- داء الفقار الرقبية، وهي حالة تحدث نتيجة لحدوث تغيُّر في عظام وأقراص ومفاصل الرقبة، إذ يحدث تآكل تدريجي لها مع التقدم في العمر، وغالبًا ما يتسبب داء الفقار الرقبية في حدوث آلام الرقبة وتيبسها، كما قد يؤدي إلى تنميل وخدران كل من الكتفين والذراعين.[٦]
- متلازمة النفق الرسغي، وهي متلازمة تحدث بسبب تولد ضغط على العصب المتوسط في اليد، وهو العصب الذي يتحكم بالإحساس في الأصابع، ولا يوجد سبب واحد يفسر حدوث هذه المتلازمة، ولكن يوجد مجموعة من العوامل التي قد تزيد من خطر حدوثها مثل تكرار استخدام المعصم والعمل على أجهزة الحاسوب باستمرار، كما أنّها قد تترافق مع بعض المشاكل الصحية مثل؛السمنة ومشاكل الغدة الدرقية، ويمكن أن تتضمن أعراض هذه المتلازمة التنميل والوخز والضعف في اليد والذراع.[٧]
- متلازمة النفق المرفقي ومتلازمة النفق الزندي، فقد تؤدي متلازمة النفق الزندي إلى الضغط على العصب الزندي الذي ينتقل من الرقبة إلى المعصم، ويمكن للضغط الزائد على هذا العصب أنّ يؤدي إلى حدوث نقص الحس، أمّا متلازمة النفق المرفقي، فقد تُولِّد ضغط على العصب القريب من المرفق، مما قد يؤدي إلى حدوث نقص الحس في اليد.
- ظاهرة رينود، هو اضطراب نادر يحدث في الأوعية الدموية يؤدي إلى تضيُّق هذه الأوعية عند الشعور بالبرد أو التوتر، مما يمنع وصول الدم إلى سطح الجلد وتتحول المناطق المصابة إلى اللون الأبيض والأزرق، وعادةً ما يحدث ذلك في أصابع القدمين أو اليدين، وهذا بدوره قد يؤدي إلى حدوث نقص الحس، ولا يعرف السبب الرئيسي لحدوث هذه الظاهرة، ولكن يوجد أساب ثانوية تلعب دور في حدوثها كالإصابة بقضمة الصقيع أو التهاب المفاصل أو أحد الأمراض المناعية الاخرى.[٨]
- ألم الفخذ المذلي، وهي حالة تسبب التنميل والخدر في منطقة الفخذ الخارجية، وتنتج عن الضغط على العصب الفخذي الجانبي، ويمكن أنّ تحدث نتيجة لأسباب عدة كالتعرض لصدمة أو ارتداء الملابس الضيقة.
- بعض الأورام، يمكن أن تولد بعض الأوام ضغطًا على الأعصاب مما يؤدي إلى نقص الحس.
بالإضافة إلى الأسباب المذكور أعلاه ،يوجد جموعة من الأسباب الأخرى غير الشائعة التي قد تؤدي إلى نقص الحس، مثل تناول بعض الأدوية، والخضوع لبعض إجراءات الأسنان، ونقص فيتامين ب12، ونقص كل من المغنسيوم والكالسيوم، ولسعات بعض الحشرات، ومتلازمة مخرج الصدر، كما يوجد أسباب نادرة مثل حدوثها كأثر جانبي لإجراء جراحي والتفاعل مع لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
علاج نقص الحس
كما ذُكِرَ أعلاه يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بنقص الحس، وبناءً على ذلك ستعتمد طريقة علاج الحالة على السبب الرئيسي لحدوثها، وفي كثير من الحالات قد تساعد ممارسة بعض التمارين والعلاج الطبيعي على التخفيف من تأثيرات نقص الحس على المصاب، وفي ما يلي ذكر لبعض العلاجات المتوقعة اعتمادًا على سبب حدوث الحالة:[٣]
- أدوية تسبب نقص الحس، سيقوم الطبيب بخفض الجرعة الموصفة أو قد يغير الدواء إلى نوع آخر لا يسبب نقص الحس.
- داء السكري، إنّ أفضل طريقة لتجنب نقص الحس الذي يسببه داء السكري هي الحفاظ على مستويات السكر ضمن الحدود الطبيعية قدر الإمكان، كما يجب على المصاب رعاية القدمين بعناية واختيار الأحذية المناسبة، وفي بعض الحالات قد يحتاج المصاب إلى العلاج الطبيعي لتخفيف من نقص الحس ومضاعفاته.
- متلازمة النفق الرسغي، في هذه الحالة سيُعطي الطبيب المصاب مجموعة من تمارين التمدد، كما قد يلجأ إلى استخدام جبيرة خاصة، وفي بعض الحالات، قد يحتاج المصاب إلى التدخل الجراحي.
- بعض إصابات الأعصاب، يمكن استخدام الستيرويدات التي تُعطى عن طريق الفم لتخفيف الالتهاب وإصلاح الأعصاب.
المراجع
- ↑ "Hypoesthesia, Assessment", link.springer, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ "What Is Hypoesthesia?", painscale, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ^ أ ب Marjorie Hecht (2020-01-28), "What Is Hypoesthesia?", .healthline, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2020-03-02), "Diabetic neuropathy", mayoclinic, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ "Multiple sclerosis", nhs., 2018-12-19, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ David Zelman, MD (2020-06-02), "Cervical Osteoarthritis (Cervical Spondylosis)", webmd., Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2020-01-31), "Carpal tunnel syndrome", mayoclinic, Retrieved 2020-09-03. Edited.
- ↑ "Raynaud's Disease", medlineplus, 2020-06-08, Retrieved 2020-09-03. Edited.