محتويات
جواز القول بأفضلية سور القرآن بعضها على بعض
القرآن الكريم كلام اللهِ -عز وجل-؛ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، والقول بوجود سورةٍ أفضل من سورة فيه نظر لما يتضمنهُ هذا القول؛ فالقرآن كله من عند الله، فكيف يكون بعض كلامه أفضل من بعض؟!؛ فأفضلية الكلام تعود لصاحب الكلام، فكيف يُفضل بعضه على بعض هذا من جهة، وهو قول منكرٌ.[١]
أمّا القول بأفضلية المواضيع التي تدور حولها معاني الآيات فهذا لا اعتراض عليه؛ فآية الكرسي يدورُ موضوعها، ومتناول حديثها، والموصوف، والمذكور بها عن الله -عز وجل-؛ وأسمائه، وصفاته، فلا نُقارنُ موضوعها، وأُطُرَ حديثها بسورة المسد مثلاً، والموصوف بها.[١]
والتي تتحدث عن أبي لهب -عليه من الله ما يستحق- فنقول في ظل هذا المقصود من التأصيل، بوجود سورة أفضل من سورة، بناء على مقتضى بيان المعنى الذي تدور حوله.[١]
أفضل سورة في القرآن
ورد في السنة النبوية عدداً من الأحاديث الشريفة، التي صرحت وبينت أفضلية بعض السور بالمعنى الذي أشرنا إليه سابقاً، وفيما يأتي بيان ذلك:[٢]
- سورة الفاتحة
صحَ الخبرُ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنّه قال لأبي سعيد بن المعلى: (ألَا أُعلِّمُكَ سورةً أعظمَ سورةٍ في القُرآنِ قبْلَ أنْ أَخرُجَ منَ المسجِدِ، فمشَيْتُ مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حتى كاد أنْ يبلُغَ بابَ المسجِدِ، فذكَّرْتُهُ، قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: فاتحةُ الكتابِ، هي السَّبْعُ المَثاني والقُرآنُ العظيمُ الذي أُوتيتُهُ).[٣]
كما ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قالَ اللَّهُ -تَعالَى-: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ"، قالَ اللَّهُ -تَعالَى-: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قالَ اللَّهُ -تَعالَى-: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي).
(وإذا قالَ: "مالِكِ يَومِ الدِّينِ"، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: "إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ" قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: "اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ" قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ).[٤]
- سورة البقرة وآية الكرسي
كما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام-، أنّه قال: (لكلِّ شيءٍ سِنامٌ، وسِنامُ القرآنِ البقرةُ، وفيها آيةٌ هي سيِّدةُ آيِ القرآنِ آيةُ الكرسيِّ).[٥]
- سورة الإخلاص
ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ).[٦]
من فضائل سورة الفاتحة
من خلال الحديث النبوي الشريف الذي نص على أن سورة الفاتحة هي أعظم سور القرآن، فإننا نبين سبب ذلك بما يأتي:[٧]
- أنّها تعد أعظم سورة في القرآن الكريم.
- أنّها جمعت ذكر الله، وحمده، وثناءه، وتمجيده فيها.
- أنّها طريق إلى مناجاة الله -عز وجل-.
- أنّها من أعظم أسباب إجابة الدعاء.
- أنّها شفاء من كل داء؛ فهي من أعظم الرُقَى التي يُرقَى بها.
- أنّها بينت أنواع الهداية جميعها، وبينت طريق الحق، وطريق الباطل.
- أنّها ركن من أركان الصلاة، فلا صلاة لمن لم يقرأ بها، أمّا باقي السور فقرائتها بالصلاة سنة.
- أنّها بينت المنهج الواضح للاستعانة بالله؛ فقد قُسِّمَت سورة الفاتحة إلى جزأين: الأول عبادة لله، والثاني الاستعانة به -سبحانه-.
- أن الملائكة تؤمن مع المؤمنين في نهاية السورة عند قول: "آمين"، وأن من وافق تأمينهم غفر له ما تقدم من ذنبه.
- لم ينزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها.
المراجع
- ^ أ ب ت [القاسمي، جمال الدين]، تفسير القاسمي محاسن التأويل، صفحة 193. بتصرّف.
- ↑ [ابن تيمية]، مجموع الفتاوى، صفحة 50. بتصرّف.
- ↑ رواه الطحاوي، في مشكل الآثار ، عن أبي السعيد بن المعلى، الصفحة أو الرقم:1206، إسناده صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:395، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2878، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:811، صحيح.
- ↑ [محمد بن رزق الطرهوني]، موسوعة فضائل سور وآيات القرآن، صفحة 21-40. بتصرّف.