أوّل ما خلق الله
بالرغم من كثرة الأشياء التي خلقها الله -سبحانه وتعالى- والتي لا تعد ولا تحصى، إلا أنّ العلماء ما زالوا في حيرة من أمرهم حول أوّل الأشياء التي خلقها الله -عز وجل-، فما هو أول ما خلقه الله -جل وعلا-؟ بقي هذا السؤال قائماً إلى الآن، فمع كل التطورات التي وصلت إليها البشرية، إلا أنّه لم يجمع أي من العلماء على إجابة واحدة لهذا السؤال.
بحيث إنّ كلاً منهم أعطى إجابةً مختلفةً، فمنهم من قال بأنّ القلم هو أوّل ما خلقه الله -عز وجل-، بحسب الأدلة الواردة التي توضح ذلك، ومنهم من قال بأنّه العرش، وقد اختلفت الروايات حول الإجابة الصحيحة لهذا السؤال، إلا أننا فيما يلي سنقدم أوائل الأشياء التي خلقها الله -سبحانه وتعالى-، حتى قبل أن يخلق الإنسان وهي كالآتي:[١]
- العرش: هو العرش الذي استوى عليه الله -عز وجل-، فقال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ قَبْلَهُ، وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ).[٢]
- القلم: وقد خلقه الله -عز وجل- قبل خلق السماوات والأرض والخلائق بخمسين ألف سنة، وذلك ليكتب مقادير الخلائق، فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ: اكتبْ، قال: ربِّ وماذا أكتبُ؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ. يا بنيَّ إني سمعتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يقول: من مات على غيرِ هذا فليسَ مِني).[٣]
- الماء: وهو الذي كان عليه عرش الرحمن، حيث قال -تعالى-: (وَهُوَ الذي خَلَق السماوات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المآء).[٤]
- الأرض: وقد خلقها الله -جل وعلا- على الماء.
- النور: ثم الظلمة، ثم ميز بينهما.
الراجح في أول مخلوقات الله
الراجح من أقوال أهل السنة والجماعة أنّ أول ما خلق الله -تعالى- هو العرش، فقد دلت السنة على أن العرش سابق للتقدير، والتقدير إنما كان وقت خلق القلم، فإن أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فهو منذ خلقه ابتدأ الكتابة، والعرش سابق لذلك.
كما في حديث عمران بن حصين عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كانَ اللَّهُ ولَمْ يَكُنْ شيءٌ قَبْلَهُ، وكانَ عَرْشُهُ علَى المَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، وكَتَبَ في الذِّكْرِ كُلَّ شيءٍ)،[٥] فدل قوله: استوى على العرش: أن العرش كان موجوداً قبل خلق السماوات والأرض، وقبل أن يكتب في الذكر كل شيء.[٦]
الحكمة من إيجاد الخلق
لقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم الحكمة من إيجاد الخلق في أكثر من موضع في القرآن الكريم، ومنها:[٧]
- قال الله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ* لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ* بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ).[٨]
- قال الله -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ).[٩]
المراجع
- ↑ ابن الملقن، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، صفحة 101. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 7418، صحيح.
- ↑ رواه أبو داوود، في صحيح أبي داود، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:4700 ، صححه الألباني.
- ↑ سورة هود، آية:7
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:7418 ، صحيح.
- ↑ شمس الدين الذهبي، كتاب العرش، صفحة 307-308. بتصرّف.
- ↑ صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 164. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء ، آية:16-18
- ↑ سورة الذاريات ، آية:56-58