ما اجر صيام عاشوراء

كتابة:
ما اجر صيام عاشوراء

الأجر المترتب على صيام يوم عاشوراء

يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المُحرَّم،[١] وهو يومٌ عظيم نجَّى الله -تعالى- فيه موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون وجنوده، فصامه موسى شكراً لله -تعالى-، وصامه نبينا -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه، ورتَّب الله -سبحانه- على صيامه الأجر العظيم، فصيامه يُكفِّر ذنوب سَنة ماضية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ).[٢][٣]


وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يَحرص على صيام يوم عاشوراء؛ لِما له من مكانة عظيمة عند الله، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَومٍ فَضَّلَهُ علَى غيرِهِ إلَّا هذا اليَومَ؛ يَومَ عَاشُورَاءَ، وهذا الشَّهْرَ. يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ)،[٤] وحريٌّ أن يحرص المسلم على صيام هذا اليوم المبارك؛ اقتداءً بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولينال مغفرة الله وفضله.[٥]


مراتب صيام يوم عاشوراء

صيام اليوم العاشر من شهر الله المُحرَّم عبادةٌ جليلة وقُربة وفضيلة، كما أنّ صيامه على ثلاث مراتب متفاوتة، وهي:[٦]

  • المرتبة الأولى: صوم التاسع والعاشر والحادي عشر، وهذا أكملها وأفضلها لما فيه من زيادة الخير والطاعة.
  • المرتبة الثانية: صوم التاسع والعاشر، وهذا عليه أكثر الأحاديث، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ، لأَصومَنَّ التاسِعَ).[٧]
  • المرتبة الثالثة: صوم العاشر وحده، ولا كراهة في إفراده في الصوم عند كثير من العلماء.


وقال أهل العلم: إنَّ الحكمة من صوم اليوم التاسع أو الحادي عشر مع عاشوراء هي: "الاحتياط له؛ لاحتمال الغلط في أوّل الشهر، ولمخالفة اليهود فإنَّهم يصومون العاشر، والاحتراز من إفراده بالصوم، كما في يوم الجمعة".[٨]


سبب صيام يوم عاشوراء

وقع في يوم عاشوراء خيرٌ وصلاح كبير، فقد نجَّى الله -تعالى- فيه بني إسرائيل من عدوِّهم فرعون، فأغرقه وجنوده في البحر، فصامه نبيُّ الله موسى شكرًا لله -تعالى-، فلمَّا هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكّة إلى المدينة، وجد يهود المدينة يصومون هذا اليوم، فسألهم عن سبب ذلك، فقالوا: إنّه يومٌ صالحٌ نجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى -عليه السلام-.[٩]


فلمَّا علم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك أخبر بأنّه أحقّ بموسى منهم، فصامه وحثَّ أصحابه على صيامه، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).[١٠][٩]


المراجع

  1. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 49. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربع، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.
  3. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 219-220. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2006، صحيح.
  5. "حديث تحرّي النبي صيام يوم عاشوراء"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 8-8-2021. بتصرّف.
  6. سعيد القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 363. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1134، صحيح.
  8. الخطيب الشربيني، كتاب مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج، صفحة 183. بتصرّف.
  9. ^ أ ب موسى شاهين، كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث، صفحة 238. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2004، صحيح.
4209 مشاهدة
للأعلى للسفل
×