تلخبط الدورة الشهرية
تمتدّ الدورة الشهرية الطبيعية لمدة 28 يومًا تقريبًا، لكنّها قد تتراوح من 24-35 يومًا وتبدو طبيعية تمامًا، وتمتد عدد أيام الحيض لمدة خمسة أيام في المجمل، لكن قد تتراوح من يومين إلى سبعة أيام لدى بعض النساء، ومعظم النساء تمرّ بـ11-13 دورة شهرية في العام الواحد. وتبدأ الدورة مع عمر البلوغ بين سنّي العاشرة والسادسة عشرة، وتستمر حتى سن اليأس بين عمرَي 45-55 عامًا.[١] وقد تصاب الدورة الشهرية بالاضطراب لأسباب عديدة، ويُعدّ التلخبط أيّ اضطراب يُخلّ بالصفات السابقة؛ مثل: نزول الحيض كل أقل من 21 يومًا أو أكثر من 35 يومًا، أو اختفاء الحيض لمدة دورتين أو ثلاث دورات شهرية متتالية، أو غزارة دم الحيض أو نقصه الشديد، أو استمرار الحيض أكثر من سبعة أيام، أو الإصابة بألم وتقلصات وغثيان وتقيؤ مع الدورة، أو نزيف أو خروج بضع قطرات الدم بين الحيضين.[٢]
أسباب تلخبط الدورة الشهرية
تضطرب الدورة الشهرية نتيجة العديد من الأسباب التي ترتبط غالبًا باضطراب مستوى الهرمونات في الجسم، وفي ما يأتي عدد من أهم هذه الأسباب:[٣]
- الحمل: سبب طبيعي لاختفاء الدورة الشهرية، ويصاحبه ظهور أعراض؛ مثل: الغثيان والتقيؤ وألم الثدي والإعياء، لكن قد يبدو غياب الدورة الشهرية مع ظهور أعراض مختلفة؛ مثل: النزيف، والألم الشديد في البطن الذي يستمر أكثر من دقائق معدودة دلالة على الإصابة بالإجهاض أو النزيف خارج الرحم؛ لذا يجب التوجه للطبيب عند ظهور هذه الأعراض.
- استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية: حبوب منع الحمل واللولب الهرموني قد يسببان نزيفًا غير منتظم أو تلخبط الدورة الشهرية أو غزارة دم الحيض.
- الرضاعة: هرمون البرولاكتين المسؤول عن إفراز الحليب في الثدي خلال مدة الرضاعة يثبّط مستوى بعض الهرمونات؛ مما قد يسبب قلة دم الحيض، أو انقطاع الدورة تمامًا، وتعود الدورة الشهرية لطبيعتها عادةً بعد توقف الرضاعة.
- قرب سن اليأس: مع بلوغ عمر الأربعين تقترب المرأة من سن انقطاع الطمث المعروف بسن اليأس؛ فتمرّ المرأة بمرحلة من تلخبط الهرمونات تستمر لمدة 4-8 سنوات ينتج منها تلخبط الدورة وظهور أعراض؛ مثل: الهبات الساخنة والتعرق الليلي واضطراب المزاج وصعوبة النوم.
- متلازمة المبيض متعدد التكيسات: تلخبط الدورة الشهرية سواء بالانقطاع أو غزارة دم الحيض أحد أهم أعراض هذه المتلازمة، ويصاحبه عقم وغزارة شعر الوجه والجسم واكتساب الوزن الزائد.
- اضطراب الغدة الدرقية: إذ إنّ 44% من النساء المصابات بتلخبط الدورة الشهرية يعانين من مشكلات في الغدة الدرقية، فخمول الغدة يسبب غزارة دم الحيض وزيادة التقلصات، بينما فرط نشاط الغدة يسبب قصر أيام الحيض ونقص الدم.
- أورام الرحم الليفية: هي أورام حميدة تنمو بجدران الرحم تتراوح في حجمها من حجم بذرة التفاح إلى حجم ثمرة الجريب فروت، وتسبب هذه الأورام بنزيف حيض شديد ومؤلم قد يسبب الإصابة بفقر دم، بالإضافة إلى ألم الحوض وأسفل الظهر وألم أثناء الجماع.
*بطانة الرحم المهاجرة: اضطراب يصيب واحدة من كل عشر سيدات خلال مدة الإنجاب، وفيه تنتقل وتنمو خلايا بطانة الرحم إلى خارج الرحم، مما يسبب تقلصات شديدة ونزيف مع الحيض وبين الحيضين.
- الوزن الزائد: السمنة المفرطة سبب لتلخبط الدورة الشهرية؛ لما لها من آثار سلبية في مستوى الهرمونات في الجسم.
- فقد شديد في الوزن واضطرابات الطعام المختلفة: قد تنقطع الدروة الشهرية عند معاناة خسارة وزن كبيرة أو سريعة؛ لأنّ عدم تناول السعرات الحرارية الضرورية للجسم يؤثر في إفراز الهرمونات المنظمة للدورة الشهرية.
- ممارسة التمارين الرياضية بإفراط: حيث النساء الرياضيات التي تشارك في ممارسة تمارين عنيفة قد تعاني من تلخبط الدورة أو توقفها، لكن مع التوقف عن ممارسة الرياضة وتناول السعرات الضرورية للجسم تعود الدورة لطبيعتها مرة أخرى.
- التوتر والإجهاد العصبي: يؤثر التوتر في جزء في الدماغ المسؤول عن تنظيم إفراز الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة؛ مما قد يسبب تلخبطها.
- عارض جانبي من بعض الأدوية: قد تتداخل بعض الأدوية مع الدورة الشهرية وتسبب تلخبطها؛ مثل: العلاج الهرموني، ومميعات الدم، وأدوية الغدة الدرقية، وأدوية الصرع، والأدوية المضادة للاكتئاب، والعلاج الكيماوي، والأسبرين، والإيبوبروفين.
- سرطان الرحم وسرطان عنق الرحم: تسبب هذه السرطانات نزيفًا بين الحيضين أو غزارة دم الحيض، ونزيفًا أثناء العلاقة الجنسية وبعدها.
علاج تلخبط الدورة الشهرية
لا يحتاج تلخبط الدورة عادةً إلى علاج طالما أنّه لا يزعج المرأة، لكن إذا كان التلخبط ناتجًا من اضطراب مرضيّ يجب علاج المصابة به ما يأتي:[٤]
- علاج المصابة بمتلازمة ما قبل الحيض واضطرابات الغدة الدرقية لاستعادة توازن الهرمونات في الجسم.
- تغيير وسيلة منع الحمل المستخدمة إن كانت سبب التلخبط، لكن بشرط استمرار التلخبط لأكثر من ثلاثة أشهر من استخدام الوسيلة.
- تغيير نمط الحياة؛ مثل: تجنب ممارسة التمارين العنيفة، والحد من التعرض للتوتر والضغط العصبي، والحفاظ على وزن الجسم المناسب والصحي، وخسارة الوزن الزائد بتأنٍّ.
- العلاج الهرموني إذا كان سبب التلخبط اضطراب الهرمونات في الجسم -خاصةً عندما ترغب المرأة في الحمل والإنجاب-.
- الجراحة في حالات محددة؛ مثل: بطانة الرحم المهاجرة وأورام الرحم الليفية.
كما توجد بعض العلاجات المنزلية التي تساهم بطريقة ما في تنظيم الدورة الشهرية؛ مثل:[٥]
- ممارسة اليوغا.
- تناول الزنجبيل الطبيعي أو مكملاته، لكن ما تزال حاجة إلى إجراء بعض الدراسات في فاعليته.
- تناول القرفة المعروفة بفاعليتها في علاج المصابة بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات.
- تناول الفيتامينات الضرورية يوميًا؛ مثل: فيتامين د وفيتامين ب بأنواعه.
- شرب خل التفاح يوميًا لتنظيم التبويض لدى المصابات بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات.
- أكل الأناناس لاحتوائه على إنزيم البروميلين الذي يليّن بطانة الرحم ويضبط الدورة الشهرية.
المراجع
- ↑ Yvette Brazier (2017-11-24), "What you need to know about irregular periods"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-5-31. Edited.
- ↑ "Abnormal Menstruation (Periods)", clevelandclinic,2019-8-25، Retrieved 2020-5-31. Edited.
- ↑ Adrienne Santos-Longhurst (2020-5-1), "14 possible causes for irregular periods"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-5-31. Edited.
- ↑ Traci C. Johnson (2019-3-30), "Why Is My Period So Random?"، webmd, Retrieved 2020-5-31. Edited.
- ↑ Adrienne Santos-Longhurst (2018-8-13), "8 Science-Backed Home Remedies for Irregular Periods"، healthline, Retrieved 2020-5-31. Edited.