محتويات
سكري الحمل
يعرف سكري الحمل بأنّه أحد أنواع مرض السكري الذي يصيب النساء خلال الحمل، وهو حالة مؤقتة تختفي عادةً بعد انتهاء الحمل، وعند الإصابة به يصبح مستوى السكر في الدم لدى المرأة الحامل أعلى من الطبيعي، مما يسبب حدوث بعض المضاعفات للأم والجنين، لذا يعدّ علاجه ضروريًّا.
يصيب سكري الحمل 2-10% من النساء الحوامل في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو اضطراب لا يمكن الوقاية منه بالكامل، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة به قدر الإمكان.[١]
ما الذي يسبب الإصابة بسكري الحمل؟
الإنسولين هو هرمون يُفرَز من البنكرياس لتنظيم استهلاك السكر في إنتاج الطاقة ولضبط مستوى السكر في الدم، وتحدث الإصابة بسكري الحمل عندما يعجز البنكرياس عند المرأة الحامل عن إفراز الإنسولين بالكم الكافي الذي يحتاجه الجسم فيرتفع مستوى السكر في الدم.
خلال الحمل تُفرَز هرمونات مختلفة ويمرّ جسم المرأة بتغيرات عديدة، أهمّها اكتساب الوزن الزائد، وهذه التغيّرات تجعل خلايا الجسم غير قادرة على التعامل مع هرمون الإنسولين جيدًا، فيحدث ما يعرف بمقاومة الخلايا للإنسولين؛ أي تفقد الخلايا القدرة على الاستجابة لهذا الهرمون، بالتالي صعوبة أخذ سكر الغلوكوز من مجرى الدم إلى داخل الخلايا، وهو أمر يحدث لكل النساء الحوامل تقريبًا، خاصةً خلال آخر شهوره، إلا أنّ الجسم عند بعض النساء يستطيع إنتاج الإنسولين أكثر للتغلب على هذه المشكلة، وعند بعضهن الآخر لا يستطيع ذلك فيصابن بسكّري الحمل.[٢]
وتُفرَز خلال الحمل العديد من الهرمونات التي تقلِّل من فعالية هرمون الإنسولين، بالتالي تزيد خطر الإصابة بسكّري الحمل، ومع تطوّر نمو الجنين تزداد الحاجة إلى هذه الهرمونات، لذا كلّما تقدّم الحمل زاد خطر الإصابة بمقاومة الخلايا للإنسولين والإصابة بسكري الحمل، ومن هذه الهرمونات ما يأتي:[٣]
- محفز الإلبان البشري المشيمي (hPL)، اوهو لهرمون الأساسي الذي يزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل.
- هرمون النمو البشري المشيمي (hPGH).
- هرمونا الإستروجين والبروجيستيرون.
وعلى الرغم من إمكانية إصابة أي امرأة حامل بالسكّري إلا أنه توجد بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة به عند توفّرها لدى المرأة، مثل:[٤]
- الوزن الزائد قبل الحمل.
- العِرق الأمريكي الأفريقي، بالإضافة إلى الأعراق الآسيوية والأسبانية.
- ارتفاع مستوى السكر في الدم قبل الحمل عن المستوى الطبيعي، لكن دون وصوله إلى المستوى الذي يُشخَّص فيه مرض السكري.
- إصابة أحد أفراد العائلة بالسكري.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو أحد الاضطرابات الصحيّة الأخرى.
- ولادة جنين سابق كبير الحجم؛ أي ولادة جنين وزنه يتجاوز 4 كيلوغرامات.
- ولادة جنين ميت أو مصاب بأحد التشوّهات في السابق.
ما هي أعراض الإصابة بسكري الحمل؟
عادةً لن تلاحظ المرأة ظهور أي أعراض أو علامات عليها عند الإصابة بسكّري الحمل، لكن بعض النساء قد يلاحظن ظهور أعراض طفيفة، مثل:[١]
- الإجهاد.
- العطش الزائد.
- زيادة الحاجة إلى التبول.
- الشخير.
- اكتساب الوزن الزائد.
ما هي مضاعفات سكري الحمل؟
عدم علاج سكّري الحمل يسبب ارتفاعًا حادًّا في مستوى السكر في الدم، مما يسبب حدوث بعض المضاعفات عند الأم الحامل والجنين، منها ما يأتي:[٥]
- المضاعفات عند الجنين: تتضمّن ما يأتي:
- ارتفاع السكر في الدم يسبب اكتساب الجنين للوزن الزائد، بالتالي ولادته بوزن أكثر من 4 كيلوغرامات، فقد يعلق في قناة الولادة، أو التعرض للإصابة أثناء الولادة، أو الاضطرار إلى إجراء الولادة القيصرية.
- إنّ ارتفاع سكر الدم يزيد خطر الاضطرار إلى الولادة مبكرًا، أو قد يقرر الطبيب توليد الجينين مبكرًا عن موعده بسبب كبر حجمه.
- زيادة خطر الإصابة بصعوبة التنفس، إذ إنّ الأطفال المولودين مبكرًا بسبب إصابة الأم بسكّري الحمل يكونون أكثر عرضةً للإصابة بمتلازمة ضيق التنفس التي تجعل تنفس الطفل صعبًا بعد الولادة.
- الطفل المولود لأم مصابة بسكري الحمل قد يصاب بانخفاض سكر الدم بعد الولادة بوقت قصير، وإن كان هذا الانخفاض حادًا قد يصاب بالتشنّجات، ولتجنّب ذلك يوصى بالبدء مبكرًا بإرضاع الطفل أو استخدام محلول الجلوكوز عبر الوريد لإعادة مستوى سكر الدم إلى المعدّل الطبيعي.
- إنّ الأطفال المولودين لأم مصابة بسكري الحمل أكثر عرضةً للإصابة بالسمنة المفرطة والسكري من النوع الثاني لاحقًا.
- إنّ عدم الاهتمام بعلاج سكري الحمل قد يسبب وفاة الجنين قبل الولادة أو بعدها بوقت قصير.
- المضاعفات عند المرأة الحامل: تتضمن هذه المضاعفات ما يأتي:
- زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وما قبل الارتعاج؛ أي المرحلة التي تسبق تسمُّم الحمل، فسكري الحمل يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم في هذه المرحلة، كما قد يسبب الإصابة بما قبل الارتعاج، وهو اضطراب خطير قد يهدد حياة الأم والجنين.
- تزيد فرص اللجوء إلى الولادة القيصرية عند الإصابة بسكري الحمل.
- إنّ الإصابة بسكري الحمل يزيد خطر الإصابة به مرةً أخرى في أي حمل قادم، كما يزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني مع التقدّم بالعمر.
نصائح للوقاية من الإصابة بسكري الحمل
لا توجد وسيلة تضمن عدم الإصابة بسكري الحمل، إلا أنّه توجد بعض الخطوات والنصائح الصحية التي تقلل خطر الإصابة به عند اتباعها قبل الحمل، كما تقلل خطر الإصابة لاحقًا وخطر الإصابة بالسكري مستقبلًا مع التقدم بالعمر، وتتذمن هذه النصائح ما يأتي:[٥]
- تناول الغذاء الصحي: عن طريق الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف وقليلة الدهون والسعرات الحرارية، والاهتمام بتناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وضبط الكميات المتناولة من الطّعام.
- البقاء نشطًا: إذ يجب الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بمعدّل 30 دقيقةً تقريبًا معظم أيام الأسبوع قبل الحمل وخلاله، وتتضمن هذه التمارين المشي وركوب الدراجة والسباحة.
- بدء الحمل بوزن صحي: يفضل خسارة الوزن الزائد قبل التخطيط لللحمل ليكون صحيًّا وسليمًا.
- اتباع التدابير اللازمة لعدم اكتساب وزن زائد أثناء الحمل: إذ تعدّ محاولة عدم اكتساب الكثير من الوزن خلال الحمل أمرًا ضروريًّا؛ لأنّه خطر أساسي للإصابة بسكر الحمل، لذا يفضل استشارة الطبيب عن الوزن الزائد المسموح به خلال الحمل.
المراجع
- ^ أ ب Lisa C. Baker (2016-9-15), "Can You Prevent Gestational Diabetes?"، healthline, Retrieved 2020-5-31. Edited.
- ↑ Boyd Metzger (2017-5), "Symptoms & Causes of Gestational Diabetes"، niddk.nih, Retrieved 2020-5-31. Edited.
- ↑ "Causes of Gestational Diabetes", diabetes,2019-1-15، Retrieved 2020-6-9. Edited.
- ↑ Michael Dansinger (2019-12-13), "Gestational Diabetes"، webmd, Retrieved 2020-5-31. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2020-2-27), "Gestational diabetes"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-31. Edited.