محتويات
قصر القامة
يُعدّ قصر القامة من الحالات المنتشرة بشكل كبير، ويحدث قصر القامة عندما يبدو طول الشّخص أو الشّاب أقل من متوسط الطّول مقارنةً بالأشخاص الآخرين، ويبدو قصر القامة نتيجة عوامل وراثية أو حالات مرضية، وفي الأحوال كلها لا بُدّ من مراجعة الطبيب للخضوع للإجراءات التشخيصية ومعرفة الأسباب.[١]
أسباب قصر القامة
ليس بالضرورة أن تبدو صحة المصاب بقصر القامة سيئة، إذ إنّ قصر القامة يحدث نتيجة العديد من الأسباب المرضية وغير المرضية، وفي ما يأتي توضيح ذلك:[٢]
- تأخّر النّمو: لا ينمو كلّ الأطفال بالدّرجة نفسها؛ حيث بعضهم يتأخّرون في النّمو مقارنةً بغيرهم، وفي هذه الحالة قد ينمو المصابون بقصر القامة بعد وصولهم إلى سنّ البلوغ.
- قصر قامة الأبوين: ذلك نتيجة عوامل وراثة؛ أي قصر أحد الآباء أو كليها.
- المتلازمات المرضية الوراثية: بما فيها متلازمة تيرنر، ومتلازمة داون، ومتلازمة ويليامز، ومتلازمة تورنر، وتحدث كل هذه المتلازمات نتيجة خلل وراثي في الجينات.
- أمراض الهيكل العظمي والعظام: التي تؤثّر في نمو العظام؛ كونها قد تغيّر مكانها، وتتضمن هذه الأمراض الكساح والودانة (عجز النمو الغضروفي).
- سوء التغذية: أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بقصر القامة بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي حالة لا يحصل فيها الجسم على ما يكفي من مغذّيات ضرورية لنموه.
- الأمراض المزمنة: حيث الإصابة ببعضها تؤثر في النمو؛ بما فيها مرض السّكري، وأمراض القلب، والربو، وأمراض الكلى، والتهاب المفاصل الذي يصيب الشّباب، والتهاب الأمعاء، وفقر الدّم المنجلي.
- أمراض الغدد الصماء: التي تؤثر في الغدد في الجسم، كالغدد الصماء، وتبدو سببًا من أسباب قصر القامة، وتتضمن الاضطرابات الهرمونية نقصًا في مستويات هرمون الغدة الدرقية أو ما يُعرَف بقصور الغدة أو نقص معدّلات هرمون النّمو أو داء كوشينغ.
هل يُعدّ قصر القامة حالة مرضية؟
يعتمد الطول الطبيعي على الكثير من العوامل، ومن بينها اختلاف الدّول والنظام الغذائي المتّبع فيها، بالإضافة إلى الحالات المَرَضية المنتشرة، ويقيس الأطباء الطول بوحدة السنتيميتر وليس البوصة أو القدم؛ ذلك لأنّ أغلب الناس حول العالم يستخدمون النظام المتري للكشف عن طولهم، فعلى سبيل المثال، يُعدّ متوسط طول الرّجال في ألمانيا 179.9 سم، أمّا في كندا فمتوسط طول الرجال يبلغ 178.1 سم، وفي فرنسا 179.7 سم،[٣] ويبقى السّؤال: هل يُعدّ قصر القامة حالة مرضية؟ والحقيقة أنّه ليس بالضرورة أن يبدو مرضًا أو دلالة على الإصابة بمرض؛ فقد يحدث نتيجة عوامل وراثية طبيعية.[٢]
علاج قصر القامة
قبل الخضوع لعلاج قصر القامة لا بُدّ من إجراء الفحوصات التشخيصية، والتي تتضمن العديد من الإجراءات، ومن أهمها:[٤]
- عند وجود تاريخ عائلي لدى الأبوين لقصر القامة فإنّ الطبيب في بداية الأمر يُجري فحصًا بدنيًا، ويقارن متوسط طول الأبوين مع طول الشخص، بالإضافة إلى قياس الطّول والوزن وطول الذّراع والسّاق.
- التصوير بالأشعة السينية للعظام.
- تحليل الدّم الذي يكشف عن سبب قصر القامة في حال كان سببه مَرَضيًا.
وبالاعتماد على فحوصات التشخيص يضع الطبيب خطّته العلاجية، والتي تتضمن الخيارات الآتية:[٥]
- عندما يبدو سبب قصر القامة وراثيًا فإنّ طول العظام والقامة بالنسبة لعمر الشخص يُعدّ أمرًا طبيعيًا مقارنة بطول الوالدين المصابين في الأصل بقصر القامة، ولا تحتاج هذه الحالة إلى أي علاج.
- عندما ينتج من تأخّر في النّمو فإن هذه الحالة يعدّها الأطباء أمرًا طبيعيًا، ومع ذلك تُستخدَم أدوية الأوكساندرلون للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10-13 عامًا بتركيز 1.25-2.5 ملغ ولمدّة تتراوح ما بين 6-12 شهرًا، أمّا الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 13 عامًا فيعالج الطبيب قصر القامة لديهم بهرمون التستستيرون، ويوصي الطبيب باستخدام تركيز أدوية التستستيرون 50-250 ملغ مرتين أو أربع مرّات في الأسبوع، ويُلجَأ إلى هرمون النّمو لكن في حالات نادرة، وجدير بالذّكر أنّ المصابين بقصر القامة الناتج من تأخر النمو لن يصلوا إلى الطول المطلوب بعد خضوعهم لهذه العلاجات.
- عندما يكون السبب انخفاض مستويات هرمون النّمو فإنّ العلاج يتضمن أدوية هرمون النّمو ولكن بجرعات مختلفة، فمثلًا، عند الإصابة بقصر القامة نتيجة متلازمة تيرنر فإنّ جرعة هرمون النّمو تتراوح ما بين 0.05-0.067 ملغ لكلّ كيلو غرام من وزن الجسم كل يوم، أمّا عند الإصابة بمتلازمة برادر ويلي فإنّ جرعة هرمون النّمو تكون 0.05 ملغ لكلّ كيلو غرام من وزن الجسم يوميًا، كما تنبغي مراقبة معدّل النّمو كل ستة أشهر للتأكد أنّ الجرعة مناسبة، وتُستخدَم حُقن هرمون النّمو حتّى بعد وصول الأطفال إلى عمر البلوغ، وإذا كان قصر القامة ناتجًا كن اضطرابات في الجينات تؤثّر في إفراز هرمون النّمو فيجرى العلاج بحقن هرمون النّمو وبجرعة 40 ميكرو غرامًا لكلّ كيلو غرام ولمرتين يوميًا، وتُرفَع الجرعة إلى 80-120 ميكروغرامًا لكل كيلو غرام ومرتين يوميًا أيضًا ولمدّة لا تزيد على 3 أشهر، ولا بُدّ من التنويه إلى ضرورة مراقبة مستويات الجلوكوز عند استخدام حقن هرمون النّمو كونه قد يتسبب في تخفيض مستويات السّكر في الدّم؛ لتجنب حدوث مضاعفات؛ كتضخّم اللوزتين، وارتفاع ضغط الدّم، والصداع، والغثيان، كما أنّ استخدام علاجات قصر القامة لا تؤثّر سلبًا في الخصوبة لدى الرجال، أمّا النساء فقد تؤثّر كون نمو الرّحم مهمًا جدًا قبل حدوث حمل.
- العلاج بالإستروجين للنساء: يلجأ الطبيب إليه عندما يبدو سبب قصر القامة خللًا في الغدة النخامية، وتبدو الجرعة الابتدائية لحقن الإستروجين 1.25 ميكروغرام، وتُرفَع الجرعة إلى 2.5 ميكروغرام وحتّى 15 ميكروغرامًا كل ستة أشهر، وتؤخذ حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الأستروجين وهي أكثر رغبة لدى المصابين، على الرغم من أنّ تحديد الشّكل الصيدلاني للدواء يعتمد على الكثير من العوامل؛ كعمر المصاب، وحالته الصحية، ووجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرحم أوسرطان الثدي، ويُستخدَم الإستروجين الموضعي في حالة المصابين بأمراض القلب والأوعية الدّموية، أو المصابين بمشكلات في بنية الكبد، وجدير بالذّكر أنّه عند استخدام الإستروجين الموضعي في شكل جل لا بُدّ من تخفيض الجرعة لمنع إصابة الرحم بالتّضخم، ويستمر هذا النوع من العلاج حتّى بعد انقطاع الدّورة الشّهرية، كما أنّ تسريع عملية النّمو قد يعود على الجسم والنفسية بتأثيرات سلبية لمدة طويلة؛ بما فيها ضعف نمو الثّدي.
المراجع
- ↑ Yvette Brazier (2017-5-16), "What is short stature, and is it treatable?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-4. Edited.
- ^ أ ب Annette Ha (2019-11-5), "Everything You Need to Know About Short Stature"، healthline., Retrieved 2020-6-4. Edited.
- ↑ : Charles Patrick Davis, MD, PhD (2016-7-8), "Average Heights of Men Around the World"، medicinenet., Retrieved 2020-6-4. Edited.
- ↑ hopkinsmedicine staff , "Short Stature"، hopkinsmedicine., Retrieved 2020-6-4. Edited.
- ↑ endobible staff, "Short stature"، endobible, Retrieved 2020-6-4. Edited.