محتويات
أطول أفعى في العالم
تُعد الأفعى المشبكيّة، أو الشّبكيّة (بالإنجليزية: reticulated python) المعروفة علمياً باسم (Python reticulatus) أطول أفعى في العالم، وهي تنتمي إلى عائلة أفاعي البيثون (بالإنجليزيّة: Python)، يصل طول الأفعى المشبكيّة إلى 30 قدماً (9 أمتار تقريباً)، ومتوسط وزنها 250 باونداً (113.4 كيلوغراماً).[١]
ومن الجدير بالذّكر أنّه قد تم في عام 2009 في كولومبيا اكتشاف البقايا المتحجّرة لأفعى تُعرف علمياً باسم (Titanoboa cerrejonensis)، ويُعتقد أنّها كانت تعيش على الأرض قبل 58-60 مليون عام، وقد بلغ طول هذه الأفعى 42 قدم (12.8متر)، أمّا وزنها فقد تم تقديره من قِبَل العلماء بما يقرب من 2500 باوند (1136.4) كيلوغرام.[١]
موطن الأفعى الشبكية
يمتد الموطن الأصلي للأفاعي المشبكيّة من جنوب شرق آسيا وغرب بنغلاديش إلى جنوب شرق فيتنام وجزر الهند والمحيط الهادئ غرب غينيا الجديدة، كما أظهرت بعض التقارير وجود الأفاعي المشبكيّة في الأجزاء الشّماليّة من ولاية كوينزلاند، والأقاليم الشّماليّة في أستراليا، والأجزاء الشّرقية من السّودان في إفريقيا.[٢]
وتفضّل الأفعى المشبكيّة العيش في مناطق تتراوح درجة حرارتها ما بين (24-34 درجة مئوية)، وذات رطوبة عالية، كما أنّها تفضّل العيش بالقرب من المسطحات المائيّة التي توفر لها الحماية وغطاءً مناسباً لتكمن فيه قبل الانقضاض على الفريسة.[٢]
تغذية الأفعى الشبكية
تُعد الأفاعي الشبكيّة كغيرها من الأفاعي من آكلات اللحوم، ويتضمن نظامها الغذائي العديد من الفرائس التي توجد ضمن نطاقها الجغرافي، ومنها: القوارض، والخفافيش، وزبابيات الأشجار، واالغزلان، ودببة الشّمس، كما أنّه من المعروف عنها أنها تهاجم القرى القريبة وتلتهم الحيوانات الأليفة مثل القطط، والكلاب، والأغنام، والخنازير، كما أنها تهاجم البشر أيضاً.[٢][٣]
تكمن الأفاعي المشبكيّة بانتظار فريستها، وتتمكّن من اكتشاف وجود فريسة بالجوار عن طريق أجهزة خاصة تلتقط الحرارة المنبعثة من جسمها، تلتّف الأفعى حول فريستها وتخنقها، ثم تبتلعها كاملة، وتبدأ بهضمها ببطء، لذلك؛ فهي لا تحتاج لتناول وجبة جديدة قبل مرور عدة أسابيع.[٢][٣]
تكاثر الأفعى الشبكية
يتزامن موسم تكاثر الأفاعي الشبكيّة مع مواسم الدّفىء، لذلك؛ يختلف موسم التّزاوج باختلاف الموقع الجغرافي الذي تعيش فيه، وبشكلٍ عام يمتد موسم التّزاوج ما بين شهريّ شباط وآذار حيث تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع.[٢]
يغازل الأفعوان؛ ذكر الأفعى الشبكيّة الأنثى التي يعود إليها قرار التّزاوج أو عدمه، فيفرك جسم الأنثى باستخدام النّتوءات الصغيرة التي توجد أسفل بطنه. يمكن لأنثى الأفعى الشبكيّة التّزاوج مع أكثر من ذكر في الموسم الواحد.
كما يمكنها الاحتفاظ بالحيوانات المنويّة في جسمها، لحين استخدامها لاحقاً لإخصاب بويضاتها، وفي أحيان نادرة يمكن لأنثى الأفعى الشبكيّة التكاثر دون الحاجة لوجود ذكر، وهو ما يسمى التّوالد العذري (بالإنجليزية: parthenogenesis)، وفي هذه الحالة تكون الصغار النّاتجة متطابقة وراثياً مع الأم.[٢]
عندما يكون الطعام متوفّراً يمكن للأنثى أن تضع بيوضاً مرة كل عام، أما عندما يكون الطعام شحيحاً فقد تضع بيوضاً مرة كل عامين أو ثلاثة، يمكن للأنثى الواحدة أن تضع ما بين 8-107 بيضة، إلا أنّ العدد يكون عادةً ما بين 25-50 بيضة.
ويتراوح وزن البيضة ما بين 0.12-0.17 غرام، تحضن أنثى الأفعى الشبكيّة بيوضها لمدة 90 يوم، وتتميّز عن باقي أنواع البيثون بأنها تلتّف حول البيوض وتبدأ بالارتعاش لتوفّر للجنين الدفئ اللازم للتطور والنّمو، وتزيد من فرصته في البقاء.[٢]
يستخدم صغير الأفعى الشبكيّة عندما يحين موعد خروجه من البيضة سنّاً متخصصاً يوجد في الشّفة العليا يُسمى سن البيضة لعمل شق في البيضة، ويصل طوله عند الخروج من البيضة إلى 60 سنتميتر، ووزنه حوالي 140 جرام، تبدأ الصّغار فور خروجها من البيضة بالاعتماد على نفسها وصيد فرائسها بنفسها، وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي عندما يصل الذّكور إلى حوالي 2.5 متر في الطّول وحوالي 3.0 متر في الطّول للإناث؛ أي في عمر 3-5 سنوات لكلا الجنسين.
ويمكن أن تعيش في البريّة لمدة 23 عام، تزداد لتصل إلى 32 عام في الأسر بسبب توفر الغذاء والحماية.[٢]
حواس الأفعى الشبكية
تُعد حاستا البصر والسّمع عند الأفاعي الشبكيّة قليلة النفع، لذلك؛ فهي تعتمد على حاستيّ الشّم واللمس لتحديد أماكن تواجد الفرائس والمفترسات في آن واحد، كما أنّها تستخدم لسانها المشقوق لالتقاط الرّوائح وإرسالها إلى عضو جاكبسون، أو الجهاز الميكعي الذي يوجد في سقف فم الثعبان.[٢]
تفتقد الأفاعي لوجود أذن خارجيّة وتستعيض عنها بعضو عظمي يُسمى (columell) يمكنّها من الشّعور باهتزازات سطح الأرض، وتُعد الاهتزازات وسيلة هامة للتواصل بين الأفاعي، فهي تستخدمها أثناء التّزاوج، أو لتحذير الأفاعي الأخرى من الاقتراب من المناطق الخاصة بها.[٢]
تتواصل الأفاعي أيضاً بإنتاج الفرمونات التي تطلقها على الأرض، ويمكن للأفاعي الأخرى عند التقاط رائحة الفرمونات أن تحدد جنس وعمر الأفعى التي أطلقتها؛ ممّا يفيدها في حماية مناطقها الإقليميّة من الذّكور الأخرى، والتودّد للإناث في مواسم التّزاوج.[٢]
هل تستطيع الأفعى الشبكية قتل إنسان؟
من النادر جداً أن تقتل الثعابين البشر، ولكن هذا ليس أمر غير مستحيل؛ لأن الأفعى الشبكية تستطيع قتل الإنسان بل وقتلته بالفعل، ويحدث ذلك إذا كانت الظروف مهيئة ومناسبة للثعبان للقضاء على الإنسان، وذلك بوجود ثعبان جائع بالقرب من الحياة البشرية، علماً بأن البشر ليسوا جزءاً من الفريسة الطبيعية لثعبان الشبكيّة.[٤]
وعند قتل الثعابين أي كائن حي سواء إنسان أو حيوان فإنها تتناوله وتعتبره جزءًا من نظامها الغذائي، فلن تبذل المجهود في قتله عبثاً.[٤]
وقد وثقت حادثة قتل إنسان من قبل الأفعى الشبكية في مقاطعة نيو برونزويك الكندية، والتي وقع ضحيتها طفلين، من خلال هروبها من متجر للحيوانات يقع أسفل منزلهما، ودخلت من نظام التهوية وصولاً لغرفة الأطفال، ومن ثم قتلتهم.[٤]
المراجع
- ^ أ ب Elizabeth Palermo (26-2-2013), "Meet the World's Biggest Snakes"، lives cience, Retrieved 14-8-2017. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Cameron Brown, "Python reticulatus"، ADW, Retrieved 14-8-2017. Edited.
- ^ أ ب " Reticulated Python", snake Types, Retrieved 14-8-2017. Edited.
- ^ أ ب ت "Strangulation of Sleeping Boys Puts Spotlight on Pythons", nationalgeographic, Retrieved 1/11/2021. Edited.