محتويات
اسم راية الرسول صلى الله عليه وسلّم
من الرايات التي اتّخذها النبي رايةً تُدعى العُقاب وكان لونها أسود،[١] وقد صُنِعت هذه الراية في حينٍ من الأحيان من قماش عباءة للسيدة عائشة -رضي الله عنها-، أما عن تسميتها بالعُقاب، فإن هذه التسمية لا تقتصر على راية النّبي فقط، فقد كان لقريش رايةٌ تُدْعى العُقاب، وكلمة العُقاب تعني النسر، وقد سُمّيت الراية بالعقاب لعدة أسباب منها: ضخامة الراية وأنها كضخامة النسر، ومن أسباب مسمياتها كذلك أنه في معركة أجنادين كان خالد بن الوليد -رضي الله عنه- يقف عند ثنية بدمشق تُسمى ثنية العقاب ووضع الراية هناك، أو بسبب وقوف طائر العقاب على الراية.[٢]
وكان للنبي -صلى الله عليه وسلم- رايةً أخرى تُدعى الرّيبة، وكان لونها أبيض وفيها اليسير من السَّواد، هذا وقد جعل النبي رايةً للأنصار وكانت صفراء اللون، وقد خصَّص النبي لواء لوفد قبيلة سليم وكان لونه أحمراً. [٣]
الراية ومن مسمّياتها اللواء، هي قطعة من القماش يربط طرفها في أعلى الرمح ويترك طرفها الثاني يرفرف في الهواء،[٤] وكان للنبي -صلى الله عليه وسلم- العديد من الرايات تختلف باختلاف الأحداث والأوقات والمعارك،[٥]
أوصاف راية الرسول
راية الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت عبارة عن قماشٍ نسيجه من الصوف، فكانت راية العقاب لونها أسود مع أبيض، مصنوعة من الصوف وكان بها نمرة، والنمرة مشتقة من اسم النمر والمقصود به الحيوان المعروف وتعني خطوط بيضاء وسوداء أي أنها لم تكن من لون واحد،[٦] ومكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكانت مربعة الشكل أي أن طولها مساوياً لعرضها وقياسها ذراع بذراع [٧][٨]، وفي معارك أخرى كانت ألوان الرايات في بعض الأحيان أبيض وفي بعض الأحيان أحمر.[١] وورد عن الصحابي البراء بن عازب -رضي الله عنه- لمّا سُئل عن لون ووصف راية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قوله أنها:(سوداء مربعة من نمرةٍ).[٩]
سبب استخدام النبي للرايات
حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على استخادم الرايات في غزواته وحروبه وكان يعقد الرايات لقادة الجيوش، وكانت الرايات لا تتخذ روتيناً شكلياً بل تعلّقت بها غايات ومعانٍ جليلة وسامية، فكانت الرايات سنةً مستحبةً وكان النبي يعقد لكل قبيلة راية، فعقد للمهاجرين راية وللأنصار راية، لتحرص كل قبيلة على بقاء رايتها مرفوعة فيشعل ذلك روح التنافس بينها في الجهاد والقتال،[١٠] وكذلك استُخدمت الراية في الحرب لما لها من أهمية ومن هذه الأهمية أن الراية تجمع المقاتلين تحت قائدهم فيعلمون موقعه عن طريق الراية وفي ذلك حدّ من تفَرُّق الجنود في أرض المعركة، وكذلك تبيّن الراية مدى نشاط وحركة الجيش وقوّته وتُبرز مدى التعاون بين المجاهدين على أرض المعركة مما يؤدي إلى إضعاف القوة المعنوية للأعداء،[٤] وتُعد الرَّاية شعاراً للجيش وتُنمِّي الروح المعنوية للجيش فيحرصوا على بقائها شامخة بانتصارهم في المعركة.[١١]
الألوية والرايات في الإسلام
بدأت الجيوش الإسلامية تخرج للمعارك والغزوات براية أو لواء، وتكون هذه الراية مرفوعة في بداية الجيش، وقد أصبحت الرايات والألوية ذات أهمية كبيرة للجيش في المعارك والغزوات، ففي غزوة بدر رُفعت الرايات وكانت أكثر من راية، فرفع الصحابي مصعب بن عمير -رضي الله عنه- راية، ورفع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- رايةً أخرى، وفي غزوة أُحد أيضاً رُفعت الألوية والرايات، فحمل الرّاية مصعب بن عمير -رضي الله عنه- فعندما استشهد حملها من بعده علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وهذا يدل على أن بقاء الراية شامخة مرفوعة له أهمية كبيرة، فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوكِّل صحابي لحمل الراية، ويوكل غيره ليحملها من بعده إن استشهد، ففي معركة مؤتة أوْكل النبي صلى الله عليه وسلّم مهمة حمل الراية لزيد بن حارثة -رضي الله عنه-، ثم من بعده جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ثم من بعده عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه-.[١٢]
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يُعطي الراية إلا لمن هو أهلٌ لذلك، فورد في السنة النبوية أن النّبي وصف من أراد أن يعطيه الراية في غزوة خيبر بقوله: (لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسوله ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ) [١٣][١٤]
المراجع
- ^ أ ب سليمان الرحيلي، التاريخ عند ابن ابي شيبة، صفحة 593. بتصرّف.
- ↑ عاصم رزق، رايات الإسلام من اللواء النبوي الأبيض إلى العلم العثماني الأحمر، صفحة 52-53. بتصرّف.
- ↑ الكتاني ،عبد الحي، التراتيب الإدارية، صفحة 266-267. بتصرّف.
- ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني (1421هـ )، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (الطبعة الأولى)، صفحة 589-588، جزء 1.
- ↑ "راية الرسول صلى الله عليه وسلم وهل يشرع اتخاذ راية مخالفة"، islamweb.net، 15-5-2012، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2020.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2020.
- ↑ عبد المحسن العباد، شرح سنن ابي داوود، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ احمد كرمى، الادارة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 205. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في العلل الكبير، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 277 ، حسن .
- ↑ عبد الكريم الخصاونة ( 21-06-2015)، "الـراية الهاشميـة"، aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 27-10-2020.
- ↑ جواد علي (2001م )، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة الرابعة )، بيروت: دار الساقي، صفحة 84، جزء 10.
- ↑ صالح بن قربة (21-2-2018)، "الرايات والاعلام في صدر الاسلام"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 10-17-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي ، الصفحة أو الرقم: 4210، صحيح.
- ↑ احمد كرمى، الادارة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 206. بتصرّف.