محتويات
"أهل نينوى": قوم يونس
أرسل الله -تعالى- نبيّه يونس -عليه السّلام- إلى قومٍ يسكنون الموصل في شمال العراق، ويُسمَّون أهل نينوى،[١] وهؤلاء القوم كانت أصولهم من الآشوريين، وبعضهم من اليهود الذين كانوا عند إحدى عائلات ملوك بابل، وقد أرسله الله -تعالى- إليهم في مطلع القرن الثّامن قبل قدوم المسيح -عليه السّلام-،[٢] وقد ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خبر هؤلاء القوم عند عودته من الطّائف حينما لقِيَ رجلاً من قوم النّبي الصّالح يونس بن متّى.[٣]
معلومات عن قوم يونس
دعوة يونس لقومه
استمرّ يونس -عليه السّلام- في دعوة قومه إلى عبادة الله -تعالى- وحده، وترْك ما كانوا عليه من عبادة الأصنام، وأن يتركوا ما كانوا عليه من أخلاقٍ بذيئة؛ كظلمهم لبعضهم البعض، فأبوا واستكبروا بادئ الأمر، وأصرّوا على ما هم عليه، فأنذرهم نبيّ الله يونس -عليه السّلام- بأنَّ غضب الله -تعالى- سوف يَحلّ بهم، ويُنزل بهم عقاباً، ومع ذلك لم يستجيبوا.[٤]
لمّا يئس يونس -عليه السّلام- تركهم وذهب قبل حلول العذاب، واتّجه باتّجاه البحر والسّفن، لكنّهم وبعد مغادرة نبيّهم راجعوا أنفسهم وخافوا من العذاب، فتابوا إلى الله -تعالى- توبةً نصوحة، فلبِسوا لبس الرّهبان، وقاموا بتفريق كلّ بهيمة عن ولدها، وجعلوا يتضرّعون لله -تعالى- ليقبل توبتهم، فرفع الله عنهم العذاب، قال الله -تعالى-: (فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ).[٥][٤]
لماذا كشف الله العذاب عن قوم يونس؟
إنّ الله -تعالى- قضى أن لا يقبل توبة أُمّة أو شخص عند حلول العذاب به، لأنّ هذه التّوبة في هذا الوقت لا تنفع صاحبها؛ كتوبةِ فرعون حين رأى العذاب وهو يغرق،[١] ولكنّ الله -تعالى- قَبِل توبة قوم يونس بعد ظهور بوادر من عقابهم، فقد رأوا العذاب بأعينهم، فشاهدوا ما يُشبه النّار يخرج من السّماء، فخرجوا إلى الصّحاري متضرّعين، فَقبِل الله -تعالى- توبتهم؛[٦] وذلك لأنّ الله -تعالى- علم صدق توبتهم وندمهم على ما اقترفوا، فهو وحده عالم بالقلوب ومُطّلع عليها.[٧]
معجزة يونس -عليه السّلام- لقومه
ترك يونس -عليه السّلام- قومه بعد يأسه منهم وقبل حلول العذاب بهم، وتوجّه إلى البحر وركب سفينة، فزاد حملها وكادت أن تغرق، فاقترع أصحاب السّفينة فيما بينهم ليلقوا أحدهم كي لا يهلكوا، فكان سهم يونس -عليه السّلام-، فألقوه في البحر، وإذ بحوتٍ جائعٍ يلتهمه.[٨]
فكانت المعجزة التي تدلّ على عظمة الله الخالق وقدرته، حيث ظلّ يونس -عليه السلام- في بطن الحوت ثلاث ليالٍ لم يُصب بأذى، وكان يدعو الله -تعالى- وهو في بطن الحوت موقناً بالإجابة، فرماه الحوت في منطفة تخلو من البشر والشجر، فكانت معجزة الله -تعالى- الأخرى، إذ أنبت له شجرةً في مكان مقفرّ، وهي شجرة اليقطين، يقتات منها ويستظلّ بها.[٨]
المراجع
- ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 271. بتصرّف.
- ↑ ظاهر الدين بن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 290. بتصرّف.
- ↑ محمد الشعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 6213. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 255-256. بتصرّف.
- ↑ سورة يونس، آية:98
- ↑ أبو المظفر السمعاني، تفسير السمعاني، صفحة 405. بتصرّف.
- ↑ محمد الطبري، تفسير الطبري، صفحة 207. بتصرّف.
- ^ أ ب جلال الدين السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 128. بتصرّف.